بقلم جوسلين شربل بدوي
في لحظةٍ جمعت بين قوة النجومية والعفوية وبهجة المراهقين، تصدرت أيقونة البوب، المغنية الاميركية كاتي بيري، عناوين الصحف وقنوات التلفزيون الاسترالية ليس فقط بفضل صوتها و نجوميتها، بل بفضل تواضعها وعاطفتها و تقديرها تجاه معجبيها خلال حفلها الضخم في سيدني ليل الاربعاء ٤ حزيران، وذلك عندما حققت كاتي بيري في جولتها الأسترالية حلم ثلاثة أخوة ايلي، نور، و بيرلا شربل وابنة عمهم تيانا شربل عندما اختارتهم بين ٢٢ ألف متابع، واصطحبتهم على المسرح لوقت طويل، شاركتهم بعدد من الصور والفيديوهات والاحاديث الطويلة التي نشرتها عبر حسابها الشخصي وانتشرت سريعاً viral على مواقع التواصل الإجتماعي بين أصدقاء المغامرين الاربعة.
ايلي، نور، بيرلا وتيانا شربل من المعجبين بمغنية البوب الاميركية، كبروا على سماع أغانيها فعملوا على تحضير أزياء مميزة مصنوعة يدوياً ذات طابع خاص بالمغنية. ارتدت بيرلا ثوباً مثيلاً لحلة ارتدتها كاتي في حفل سابق، كما ارتدى ايلي لباس سمكة القرش مثيلاً للقرش الذي كان يرافقها في حفل سابق. رفعوا لافتات لونوها بالوان كاتي المفضلة يلوحون بها، قفزوا على الكراسي وراحوا ينادونها حتى لفتوا انتباهها. اضافة على ذلك ساعدهم الجمهور من حولهم بتلويح مصابيح هواتفهم لجذب انتباه بيري عليهم، فدعتهم الى المسرح وأمضوا معها وقتاً طويلاً، غنوا ورقصوا معها. كان حدثاً رائعاً وغير مألوف، مشهداً نادراً لم يسبق ان حدث قبلاً. شكر ايلي الجمهور بامتنان: “أُحييهم، لقد ساعدونا على لفت الانتباه”.
مما أدى إلى لحظةٍ انتشرت على نطاقٍ واسع على شبكات التواصل الاجتماعي عندما ارسلت كاتي رسالة صوتية لأستاذة تيانا على الهواء مباشرةً لإعفائها من امتحان اللغة الإنجليزية عندما أبلغتها تيانا انها حضرت حفلتها عوضاً عن الاستعداد للتحضير لامتحان في اليوم التالي فما كان من كاتي بيري وبعفوية مطلقة الا ان استخدمت هاتف تيانا لتسجيل رسالة صوتية لمعلمتها امام كل الجمهور:
“مرحبًا آنسة يونس، أنا كاتي بيري، أنا مع تيانا، أعلم أنها على وشك خوض امتحان اللغة الإنجليزية، ونريد فقط أن نقول إننا قد نكون متعبين بعض الشيء لأننا كنا على المسرح الليلة الماضية. لذا، لو سمحتي، فهذا استثناء” مما أثار هتافات الحضور في القاعة.
اما المفاجئة الكبرى كانت عند خروج المراهقين الاربعة من القاعة، فقد تهافتت عليهم العروضات من دعوات لاجراء مقابلات تلفزيونية معهم فاستدعتهم القناة الاسترالية 9 Channel لاجراء مقابلة تلفزيونية في الصباح الباكر اما Channel 10 فزارتهم في منزلهم لتسجيل ما حدث معهم. لينتشر الحدث لاحقاً على صفحات الجرائد.
كان أمرًا غير عادي أن تمنح نجمة بهذا الحجم كل هذا الوقت على المسرح لاربعة معجبين. بينما كانت بيري نجمة المسرح، أصبح الطلاب نجوم الليلة وعلى شاشات التلفزة الاسترالية. ما بدأ كليلةٍ ممتعة سرعان ما تحول إلى تجربةٍ سريالية لن ينساها أيٌّ منهم وتحول إلى درسٍ مؤثر في المبادرة والشجاعة والاحتفاء بالثقافة.
المغامرون الأربعة يفخرون بانتمائهم إلى الجالية اللبنانية الأسترالية في سيدني، وقد أضاف وجودهم على المسرح بريقًا متعدد الثقافات ومبهجًا إلى تلك الليلة.
بالنسبة لتيانا وإيلي ونور وبيرلا، لم يكن الأمر فقط مجرد حفل موسيقي بل كان حدثاً جنونياً أشبه بمنام لم يتوقعوه ولم يصدقوه، مع تسليط الاضواء عليهم كالمشاهير، استحقّوه ولن ينسوه أبدًا.
عاش أربعة مراهقين مغامرين حلماً رائعاً مدة ٢٤ساعة، عاشوا الشهرة و الاضواء، إختبار النجومية، ليستيقظوا في اليوم التالي ويذهبوا الى المدرسة لمتابعة حياتهم اليومية والعادية.