إطلاق التحضيرات لتطويب البطريرك الدويهي في 2 آب


أطلقت رعية أهدن زغرتا ومؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي في مؤتمر صحافي في الصرح البطريركي في بكركي، التحضيرات لتطويب البطريرك الدويهي في الثاني من شهر آب المقبل في بكركي، اضافة الى التفاصيل التنظيمية واللوجستية لهذا الحدث التاريخي.
حضر المؤتمر الصحافي ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الاعلام زياد المكاري، السياحة وليد نصار والاتصالات جوني القرم، رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران انطوان نبيل العنداري، رئيس مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي المطران جوزيف نفاع، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم، نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزيف رعيدي، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الاب فادي تابت، طالب دعوى تقديس البطريرك الدويهي الاب بولس القزي، منسق احتفالية التطويب الخورأسقف اسطفان فرنجيه وحشد من الاعلاميين ومن رعية اهدن – زغرتا واعضاء مجلس مؤسسة البطريرك الدويهي.
بو هدير
النشيد الوطني افتتاحا، فكلمة ترحيب من الاعلامي ماجد بو هدير الذي سيتولى حفل التقديم مع يارا ضرغام في حفل التطويب. فقال: وقال الاعلامي ماجد بو هدير: “ليس من مديح يوفي هذا الحبر حقه لأنه يفوق كل ثناء”، عبارة كتبت باللاتينية تحت صورة البطريرك إسطفان الدويهي في المدرسة المارونية في روما. هو الذي يجمعنا اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، على مرمى شهر واحد من تطويبه في الثاني من آب عام 2024، الساعة الثامنة والنصف مساء في الساحة التي تظللنا، حيث سيوفيه قداسة الحبر الأعظم ولبنان جزءا من حقه. ساحة سوف تجمع الوطن بالإتحاد مع أثير الإفتخار، لكيما ومع صدى الأجراس، والزغاريد نقول للسماء شكرا على نعمة قديسينا، وشكرا على انضمام من ولد في الأرض يوم الثاني من آب عام 1630، يوم عيد ميلاد القديس إسطفانوس أول الشهداء، وسمي على اسمه وأصبح شاهدا لكلمة الله، وللإيمان بالقيامة”.

أضاف: “هو الذي سوف يصبح يوم عيده الطوباوي إسطفان الدويهي، هو منارة علم وقداسة، ملفان بإمتياز، وطوباوي على مذابح الكنيسة. هي التي وعندما بدأ يرفع أمامها كأس جسد الرب ودمه، عندما سيم كاهنا يوم عيد البشارة في 25 آذار عام 1656، وضع يده مع مريم العذراء، هي التي شفت عينيه بعد أن أتعبهما في الدرس، الكتابة، التأمل والصلاة. واليوم سوف نرى ببصيرة عينيه وروحانيته، طريق السماء إلى حيث الفوق”.

وتابع: “منذ أربعة عشر عاما في العام 2010 شهد لبنان تطويب الأخ إسطفان، ومنذ ستة عشر عاما في العام 2008 شهد لبنان تطويب أبونا يعقوب، واليوم البطريرك الدويهي الذي كتب كتاب “منارة الأقداس” سوف يصبح بدوره منارة مشعة لوطن الرسالة لبنان، الذي سوف تتوجه أنظار العالم إلى أرضه وبقعته في مدخل شرق القداسة”.

وختم: “سوف يؤكد مع طوباويي وقديسي لبنان أن درع الإيمان، سوف يحمي هذه الأرض ببركة وادي قنوبين، ونسيمات بخوره التي ما انفكت جمراتها توقد فينا حرارة الإيمان. وهذه الحرارة سوف توقد الآن منبر هذا الصرح الذي أعطي له مجد لبنان من خلال كلمات القيمين الروحيين والزمنيين للإعلان عن برنامج التطويب المنتظر”.

العنداري
بدوره، قال رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام: “يطيب لنا بقلب مفعم بفرح التطويب، في هذا المؤتمر الصحافي ، كلجنة أسقفية الإعلام والمركز الكاثوليكي التابع لها ، مع مؤسسة البطريرك الدويهي ، وانطلاقا من الصرح البطريركي الوطني والعريق ، أن نعلن معا برنامج الإحتفالات بمناسبة تطويب البطريرك العلامة إسطفان إبن الشدياق ميخائيل ابن الخوري موسى الدويهي الإهدني”.

اضاف: “من يتعمق في سيرة هذا البطريرك الكبير ، يتبين له أنه لم يذق طعم الراحة. حروب كثيرة ، مظالم متعددة ، ومتغيرات سياسية جرت أيام توليه السدة البطريركية . كان شعاره فيها المحافظة على مصالح شعبه وحمل همومه والمدافعة عنه أمام أعلى المنابر الدينية والسياسية في ذلك الزمان . كان يقيم الدنيا ويقعدها حفاظا على القطيع الصغير كي لا تذل كرامة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وكرامة بني مارون. إنه البطريرك الذي جسد يروح الأمانة الوجدان الماروني بفرادة تثير الإعجاب، رابطا الهوية بالتاريخ “.

وتابع: “أينما حل البطريرك الدويهي بإقاماته وتنقلاته من وادي قنوبين إلى الشوف، مرورا بدير مار شليطا مقبس في غوسطا الملقب بقنوبين كسروان، يمكننا القول أنه اختصر في شخصه تاريخ الموارنة ومصيرهم رغم الطغيان والضيق السائد آنذاك. تحلى بالصبر وتجهز بالأوراق الوثائق، يبحث وينقب ويكتب، مرتكزا على المراجع العلمية والمكتبات العالمية ، في مراقد الأودية والأديار. يقوم بجولاته الرعائية، يبني ويرمم ويكرس الكنائس والأديار أمثال عين ورقة رم الشمامسة والكهنة والأساقفة ، يرسل من الطلاب من توسم بهم خيرا إلى المعهد الحبري الماروني في روما، يظهر التراث الماروني بكتاباته ، ويقوم بالإصلاحات الليتورجية ، حريص على مباركة تأسيس ونمو الحياة الرهبانية ، يستقبل الأعيان المحليين والإقليميين والموفدين من الغرب، ويراسل الأحبار الأعظمين والملوك والدبلوماسيين، أصيل في الفلاحة على العلاقات مع العائلات الزوجية”.

وقال: “باختصار، شكل عنوان الراعي الصالح الذي علم على كليته تحدقة العين ، مؤمنا لها شروط بقائها وازدهارها. مسيرته، مسيرة بطريرك حافلة بالعلم والقداسة في رصيده أكثر من ثلاثين مؤلفا مكتوبا توزعت مضامينها بين تاريخ الكنيسة المارونية، والكتب الطقسية والعظات والشروحات الكتابية ، وحياة القديسين، والمراسلات العديدة، والثراث الشرقي المتنوع، واللغة العربية وآدابها والفلسفة وتعليم اللغات”.

اضاف: “نذكر على سبيل المثال لا الحصر، بعضا من مؤلفاته كتاريخ الأرمنة، والشرح المختصر في أصل الموارنة، وسلسلة بطاركة الطائفة المارونية ، وتاريخ المدرسة المارونية في روما، والاحتجاج عن الملة المارونية وأمانتها في وجه البدع ، وأطروحته في محاورة لاهوتية ، وكتب الشرطونية والرتب والتكريسات والنوافير، ومنارة الأقداس، ومخطوط المتعبد الماروني ، ورؤوس الألحان السريانية ، وغيرها من المخطوطات غير المنشورة”.

وتابع: “تميز البطريرك الدويهي بشخصه وينبوعه ، عالم ومعلم وتائق إلى القداسة ورائد في الهوى الماروني واللبناني . إنه يشكل مع يوسف سمعان السمعاني وجبرائيل الصهيوني، من أبرز وجوه خريجي المعهد الحبري الماروني في روما في القرن السابع عشر”.

وقال: “نود أن نشير إلى معالم القداسة في حياة هذا البطريرك السابع والخمسين . لقد شكل البطريرك اسطفان الدويهي قبل كل شيء، مثال المسيحي التائق إلى القداسة . كانت غاية العلم معه تبيان الحقيقة والوصول إلى الله . أمينا للتقليد الماروني الأصيل والروحانية المارونية، روحانية الصليب والإنجيل”.

اضاف: “اعتبر في حياته الزهد والنسكية، فلسفة الوجود مع ما يستتبع ذلك من فضائل. وصفه المطران رئيس أساقفة بيروت بطرس شبلي، بهذه التعابير: “جمد البطريرك الدويهي في شخصه خلاصة الشعب الماروني وطبيعته منذ الطفولة. ولما اعتلى المراتب الكنسية واطلع على إنجازات أسلافه ومزاياهم ، حدا حدوهم في ممارسة كل الفضائل . وصار بإيمانه الكبير مثل إبراهيم أب المؤمنين ، ومثل أيوب البار في صبره ورجائه وثقته بالعناية الإلهية ، ومثل يوحنا التلميذ الحبيب في عيشه الفضائل الإنجيلية ، ليصبح مثالا للراعي الصالح”.

وتابع: “يؤثر عنه صفات ملفتة ومؤثرة كالتواضع، والصبر، والشجاعة، وروح التضحية، وحب الصلاة، وروح الفقر والعفة على خطى النساك والبطاركة الموارنة النساك أصحاب القلوب الذهب والعصي الخشب. ومن خصاله حب الفقراء. منذ استلامه السدة البطريركية سعى لإيفاء الديون التي كانت على الكرسي البطريركي بسبب الإعانات في الجوع وظلم الحكام وتقلبات الزمن، يعين المحتاجين ، يهدي الضالين ، يدافع عن المظلومين وعن حقوق شعبه. حمل الصليب لا بل الصلبان بشجاعة وإيمان ورجاء، وقد أرغم على ترك مقره البطريركي عدة مرات متنقلا بين وادي قنوبين وكسروان والشوف. وفي كل هذه الأحوال كان زاده إنجيلا وكتابا وعصا الرعاية. جمع بين العلم والعمل والقداسة”.

وختم: “باختصار كان بطريرك الصلاة والتقشف ونصير الفقير والضعيف، بطريرك الحب والتضحية، مرسلا قائدا رائدا وراعيا، حكيما ووديعا في قلب لبنان والعالم. فلتكن صلاته معنا – آمين”.

نفاع
وقال رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي: “شهر واحد يفصلنا عن الحدث الكبير، أول تطويب فاتيكاني لبطريرك ماروني، اسطفان الدويهي الإهدني، في الثاني من آب القادم في هذا الصرح الكبير، وقداس الشكر في الثالث منه في إهدن. إن هذا الحدث له أبعاد متعددة، ليس على الصعيد الكنسي والبطريركي والإهدني وحسب، بل على الصعيد الوطني والمشرقي أيضا. فالبطريرك الدويهي أفنى العمر لبيان الكنيسة والأمة البنانية. لقد آمن برسالة هذه الأرض المباركة. فترك مجد روما ليتكرس للتعليم والوعظ والرعاية والتدبير وبناء الكنائس وتأسيس الرهبانيات وكتابة التاريخ وتنظيم الليتورجيا”.

اضاف: “نحن نرى أن العناية الإلهية، التي ترى آلام هذا الوطن ومعاناة شعبه، أرادت أن تظهر لنا رعايتها من خلال هذا التطويب، يأتي كالبلسم ليرفع معنوياتنا ويعيد لنا الثقة بأن لبنان، أرض القداسة، باق بنعمة الله، ليكمل رسالة المحبة والرقي والتعايش، التي أوكلنا الله إياها”.

وتابع: “البطريرك الدويهي لم يحصر اهتمامه برعيته فقط، بل اشتهر بالسعي الدؤوب إلى نسج العلاقات المميزة مع كل الفئات، وفي مختلف المناطق. لا بل حث الموارنة على الانفتاح على الجميع والتعاطي الإيجابي مع الجميع: عمل على توطيد التواصل مع الفاتيكان والثقافة الأوروبية، وفي الوقت نفسه، وثق تاريخ الموارنة والإسلام، في مؤلفه “تاريخ الأزمنة”. كما وثق تراث كنيستنا في مؤلفه الشهير، بعنوان “منارة الأقداس”.

وقال: “خدم إهدن والجوار، كما خدم كواعظ، “كاروز”، في حلب، وكأسقف في جزيرة قبرس. هذه الخبرات زرعت في قلب الدويهي الشاب هم أهلنا في كل البقاع. وحتى في أيام بطريركيته، قاد الموارنة إلى الانفتاح والسكن في مختلف المناطق في كسروان والشوف: كغوسطا ومجدل المعوش وسواهما”.

اضاف: “لذلك، فإن هذا التطويب مدعاة فرح لكل لبنان ولبلدان الجوار. وهو نعمة لنا جميعا على مختلف انتماءاتنا. ومن هنا، ندعو الجميع إلى مواكبة هذا الحدث عن كثب: ندعوكم جميعا للمشاركة في حدث التطويب في بكركي، هذا الصرح الذي يحمل همنا جميعا. نريد من خلال الاحتفال الحاشد، إظهار وجه لبنان الحقيقي: بلد الحياة، بلد الإرادة الصلبة، بلد التعايش والمحبة بين جميع أفراده ومع كل أهلنا الشرفاء القادمين من البلدان المجاورة. نريد إظهار صورتنا كمؤمنين حقيقيين بالله، يدعونا إيماننا للانفتاح على الجميع، والعيش معا بمحبة وسلام”.

وتابع: “في هذا الشهر الأخير قبل التطويب، نوجه الشكر إلى الوسائل الإعلامية ومختلف الفاعليات، الذين يكرسون جهدا مميزا عبر البرامج والمبادرات المختلفة، التي سوف يعلن عنها في هذا المؤتمر الصحافي. كل ذلك يهدف إلى تهيئتنا جميعا بالشكل الصحيح والعميق للتطويب، إذ يعرفنا على هذا الوجه المنير، وجه الطوباوي العتيد، البطريرك إسطفان الدويهي، وعلى إيمانه وروحانيته وفكره وانفتاحه”.

وقال: “من هنا، اسمحوا لي أن أشكر كل من ساهم معنا بالوصول إلى هذا اليوم المشهود. أتوجه بالشكر أولا وأساسا إلى صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي أولى هذا الملف اهتماما خاصا منذ اللحظات الأولى، وقد سمح لنا اليوم بإقامة هذا المؤتمر الصحافي في صرح بكركي، رغم تواجده هو في الديمان، ومنحنا أفضل تمثيل بأخينا صاحب السيادة المطران أنطوان عوكر”.

اضاف: “أشكر مؤسسة البطريرك الدويهي التي قامت بجهد بطولي لإتمام ملف التطويب على أكمل وجه كما حملت رسالة نشر فكر هذا البطريرك ومؤلفاته. أشكر سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري المشرف على المركز الكاثوليكي للإعلام على حضوره ومداخلته القيمة. أشكر معالي وزير الاتصالات جوني القرم على مبادراته ودعمه. أشكر أيضا معالي وزير السياحة وليد نصار على حضوره وكلمته والمبادرات التي سوف يفاجئونا بها”.

وختم: “الشكر للصديق العزيز، إبن إهدن، معالي وزير الإعلام زياد المكاري على مواكبته الدائمة لهذا الحدث. والشكر موصول إلى مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي تغطي هذا المؤتمر الصحافي والتي سوف ترافقنا خلال هذا الشهر من خلال برامج خاصة تبثها. فليكن هذا الاحتفال مصدر فرح لنا جميعا. وليمنحنا الطوباوي الدويهي بركاته السماوية”.

المكاري
من جهته، قال وزير الاعلام: “البطريرك الطوباوي إسطفان الدويهي، تعددت ألقابه: “أبو التاريخ الماروني” و”عمود الكنيسة” و”ذهبي الفم الثاني” وغيرها الكثير، إلا أن جوهره واحد ووحيد: قامة لبنانية صلبة، مارونية الهوية، شمالية الهوى، وطنية الانتماء والبعد.هو الاهدني، هو منارة علم وقداسة”.

اضاف: “لعلها مفارقة أن أقف هنا اليوم، أنا الزغرتاوي، لأتحدث عن الطوباوي الزغرتاوي الذي مهد الطريق لكنيسته ووطنه وشعبه، منذ سنة 1630 تاريخ ولادته في إهدن. أربعة قرون انطبعت بسيرة قديس، تقدس منذ نعومة أظفاره. عندما ولد كان لبنان يعاني تحت نير الحكم العثماني، واليوم عشية تطويبه، لبنان يقاسي من ألف علة وعلة، مع فارق أربعمئة سنة! أربعمئة سنة أنجبت بضعة قديسين للبنان، يوافيهم الآن طوباوي على أدراج القداسة البطريرك الدويهي، كبير مؤرخي القرن السابع عشر”.

وتابع: “يبدو التطويب في هذا الظرف المأزوم تحديدا، هدية من السماء وإشارة إلى لبنان المنهك، ان زمن النهوض قد اقترب. ولو لم يكن الحدث الإيماني وشيكا لوجب إيجاده والبحث عنه والتمسك به للاسترشاد والاطمئنان”.

واشار الى ان “كل شعب عندما تنهكه الأزمات وتضنيه الصعوبات وتدميه الحروب، يفقد الأمل ويحيا على الرجاء، وهذا بالضبط ما يعيشه اللبنانيون اليوم، إذ تشخص أنظارهم إلى فوق، ويحيون الرجاء بعدما يئسوا من كل ما هو أرضي”.

وقال: “مآثر البطريرك اسطفان الدويهي ليست مسيحية فقط، بل هي ممتدة تعليما وتأريخا ووطنية، على رقعة وطن صغير بمساحته، كبير بدوره، متوهج بحضوره في الشرق والغرب”.

اضاف: “قد يتراءى للبعض أن حدث التطويب، على أهميته، لا يعدو كونه مناسبة كنسية مسيحية محدودة، إلا أن الواقع أبعد من ذلك بمسافات ضوئية، وأعمق وأبلغ. نحن في حضرة تأريخ جديد لفصل مشرق من تاريخ لبنان، وإن كتب بحبر كنسي، لكن فائدته تعم الوطن بأسره، نورا وعلما وحضارة، وتتعداه إلى سائر المشرق، تماما كما كان الطوباوي بطريركا للبنان وسائر المشرق.”

وتابع: “يحضرني وأنا أتحدث عن الدور التبشيري والتعليمي والرسالي للبطريرك الطوباوي، دور الإعلام في شكل عام، وفي لبنان تحديدا. فكما نرى الإعلام اليوم مهتما بنقل الخبر عن برنامج الاحتفالات ومناسبة التطويب، وغارقا في الأرشيف يتسقط فضائل الطوباوي ويضيء على تاريخه وبطولاته، نود لو يقتدي به تأريخا وشهادة للحق والحقيقة وإعلانا لأخبار مفرحة تضيء عتمة الأزمات، ولو بشمعة، فالنور أقوى من الظلام، وإن بدا خافتا وسط السواد الكبير.”

واردف: “نحيي وسائل الإعلام كلها على جهودها المتواصلة، ونشد على يدها ونتفهم أنها مرآة الواقع الذي لا يصلح للتجميل في كل حين، لكننا ندعوها أيضا إلى بث الأمل حيث يمكن واعتماد الإيجابية ونقل كل ما يذكر بأن لبنان بلد الحضارة منذ آلاف السنين، وهي مدعوة لمواكبة وتغطية هذا الحدث الوطني الاستثنائي”.

وختم: “لكم يسعدنا اليوم، من الصرح البطريركي بالذات، تحت مظلة غبطة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومع رعية إهدن – زغرتا ومؤسسة البطريرك الدويهي وهذا الجمع الكريم، أن نطلق برنامج احتفالات تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، متسلحين بعزم متجدد وإيمان صلب بأن وطنا أنبت قديسين بقدر ما أنبت لبنان، لا يمكن أن تتغلب عليه محنة، مهما اشتدت، لأن هناك سماء ترسل الرجاء في حينه والقوة في وقتها. عشتم وعاش لبنان منارة علم وقداسة.

القرم
أما وزير الاتصالات فقال: “يطل علينا الثالث من شهر تموز لعام 2024 إطلالة رجاء صالح، لانه يوم لا كالايام في كنيستنا المارونية وبلدنا الحبيب لبنان، لان الوطن الذي لقب بالوطن الرسالة، ورغم أحواله المتعثرة، ومآسيه المتتالية، لا يزال يقدم للكنيسة الجامعة، وللبشرية جمعاء، رجالا مميزين بإيمانهم الذي ينقل الجبال، وبقداستهم القائمة على الصلاة، والصمت، والوداعة وعلى الطهر والتجهد والصوم”.

اضاف: “في بلاد الأرز كلها تشرق شمس جديدة هي شمس الدويهي، لقد أفاض الله عليه بالمعجزات وحمل صليبه ومشى دون ان يلتفت الى الوراء وكثيرا كان يبقى في الكهوف والمغارات ليحافظ على شموخ وأرز لبنان”.
وتابع: “بما أني غوسطاوي النسب والحسب والانتماء، يشرفني، كما يشرف بلدتي غوسطا، أن تكون قدما الطوباوي البطريرك قد وطأت أرضنا، فزارنا مرات سبع، على فترات متفاوتة، ما بين سنة 1672- 1704 جاعلا من دير مار شليطا – مقبس – لأل محاسب، غوسطا مقرا له”.

وقال: “في سنة 1704 وقبل أن يغفو بنور رحمة الله وغفرانه تعرض لحادثة مع الشيخ عيس حماده أحد حكام طرابلس، فتحملها بطريركنا بكبرياء لكنه أرسل كتابا الى حصن الخازن أخبره بوقائع الحادثة، فلبى الخازني الصوت وجهز، بقيادة أخيه ضرغام أكثر من 400 نفر وأرسلهم الى قنوبين ليصحبوا البطريرك الى كسروان”.

اضاف: “لقد كان وجود الدويهي في كسروان سبيلا الى تقدم الطائفة، فبنى”مقصورة متواضعة” في دير مار شليطا – مقبس كي يأوى اليه البطاركة حين يزورون تلك الناحية، وأسس في الدير المذكور مكتبة وكرس كنائس، ومن ذلك الدير انطلق الى دير القمر مقر الحكام المعنيين، ومنه توجه الى الارض المقدسة.

وهنأ القرم “البطريرك الراعي بهذا الانجاز الكبير الذي تحقق، وكذلك إهدن- زغرتا –وغسطا، والشعب اللبناني كله بأنه أعطى، ومازال يعطي قديسين”، معلنا أنه “بتاريخ الثاني من شهر آب 2024، تاريخ إحتفال بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي، سوف يصدر طابع بريدي عليه رسم الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي ليكون مثالا بين الناس إكراما لانجازاته وتضحياته وليكون شفيعا للبنانيين أجمع وكذلك قدوة لشعب لبنان”.

وفي ختام كلمته، قدم القرم الى نفاع الطابع البريدي الذي عليه رسم الطوباوي البطريرك الدويهي الذي سيصدر رسميا في تاريخ الاحتفال بالتطويب.

نصار
وأوضح وزير السياحة ان “الوزارة ستواكب حفل التطويب من داخل مطار بيروت وعبر الطريق وصولا الى بكركي واهدن”.
وأعلن عن “صدور قرار وزارة السياحة رقم ١٤٩ بتاريخ اليوم ٣-٧-٢٠٢٤ والمتعلق بإدراج كنيسة مار جرجس في اهدن قضاء زغرتا على خارطة السياحة الدينية والدولية”، وسلم القرار للمطران نفاع والمونسينيور اسطفان فرنجية.

فياض
من جهته، دعا رئيس شركة “آيس ICE ” التي تتولى تنظيم الاحتفال شادي فياض، “من يريد الحضور والمشاركة في الاحتفال، الى تسجيل حضوره عبر منصة تم انشاؤها خصيصا لهذا اليوم التاريخي، ولمن يرغب يمكن الإطلاع على التفاصيل من خلال الملصقات الموجودة على جميع ابواب كنائس لبنان، وذلك تسهيلا الى اماكن ركن سياراتهم وانتقالهم بالحافلات الى بكركي”.

فرنجية
وفي الختام، شكر منسق احتفالية التطويب المونسينيور اسطفان فرنجية “كل من ساهم في دعم اقامة هذا الحدث التاريخي، أكانوا منتشرين او مقيمين”، وحيا جميع وسائل الإعلام والاعلاميين الذين واكبوا دعوى التطويب وصولا الى الحفل التاريخي.