أحيا المسيحيون حول العالم عيد الميلاد هذا العام وسط أجواء متباينة بين الفرح والحزن، حيث اجتمع المئات في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم الفلسطينية رغم أصداء الحرب المستمرة في غزة، بينما ترأس البابا فرنسيس قداس عيد الميلاد في الفاتيكان، مشيرًا إلى ويلات الحروب ومعاناة الأطفال، في دعوة للتأمل والعمل نحو عالم أفضل.
شارك المئات في كنيسة المهد مدينة بيت لحم الفلسطينية في احتفالات عيد الميلاد، والتي جاءت هذا العام وسط أجواء ثقيلة للعام الثاني بسبب استمرار الحرب في غزة.
على الجانب الآخر، قام قداسة ابابا فرنسيس بتدشين “السنة اليوبيلية” للكنيسة الكاثوليكية لعام 2025 خلال قداس أقامه في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. وأعلن البابا افتتاح “الباب المقدس” بحضور الأساقفة والكرادلة، إيذانًا ببدء عام “اليوبيل العادي”.
وخلال عظته، أشار البابا إلى “الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل التي تسقط على المدارس والمستشفيات”، متحدثًا عن الوضع في غزة، وهو تصريح أثار ردود فعل من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وفي بيت لحم، اختفت الزينة المعتادة عن ساحة المهد للسنة الثانية، حيث ركزت السلطات المحلية على إبراز معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح رئيس البلدية أنطوان سلمان أن هذه الخطوة تهدف إلى توجيه رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من الظلم.
أما في غزة، فقد تجمع مئات المسيحيين داخل كنيسة العائلة المقدسة لإحياء قداس الميلاد وسط أجواء يسودها الحزن والدمار. وصرح جورج الصايغ، الذي لجأ إلى كنيسة القديس برفيريوس، بأن العيد هذا العام فقد أجواءه المعتادة بسبب الخسائر الهائلة التي لحقت بالمدينة.
وفي رسالة للمسيحيين، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمهم في ما وصفه بالصراع ضد “قوى الشر”.
وفي العاصمة السورية دمشق، شارك المسيحيون، للمرة الأولى منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في أوائل كانون الأول ديسمبر، في قداس عشية عيد الميلاد الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة. الحدث يمثل اختباراً لتعهدات القادة الإسلاميين الجدد بحماية حقوق الأقليات الدينية في البلاد.
وأقيم القداس في كنيسة سيدة دمشق، حيث شهدت المنطقة تواجداً مكثفاً لشاحنات تابعة لجماعة هيئة تحرير الشام التي تسيطر على أجزاء واسعة من سوريا. الإجراءات الأمنية جاءت تحسباً لأي تهديدات محتملة تستهدف المواقع المسيحية.
وامتلأت الكنيسة بالحاضرين الذين حملوا الشموع وأنشدوا الترانيم التي ترددت أصداؤها في أرجاء المكان، في مشهد يعكس التحديات التي تواجهها الأقليات الدينية في ظل التحولات السياسية التي تشهدها البلاد.
من جهة أخرى، ألقت الأحداث الدامية بظلالها على الاحتفالات في ألمانيا، حيث دعا الرئيس فرانك فالتر شتاينماير إلى الحفاظ على وحدة البلاد في مواجهة التحديات.
وفي الولايات المتحدة، استمر التقليد السنوي لتعقب سانتا كلوز، حيث أتاح للأطفال والعائلات متابعة رحلته عبر الإنترنت. وأكد قائد القوات الجوية الأميركية، الجنرال غريغوري غيلوت، أن طائرات سانتا لن تواجه أي صعوبات مع الطائرات المسيّرة، في تصريح أضفى جوًا من المرح على المناسبة.
أما في فرنسا، فقد شهدت كاتدرائية نوتردام في باريس عودة قداس الميلاد لأول مرة منذ حريقها في عام 2019، مما أعاد الأجواء الروحية إلى هذا المعلم التاريخي.