افتتحت دار رعاية المسنين الجديد التابع لكنيسة سيدة لبنان في هاريس بارك سيدني، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة راعي الابرشية المارونية في استراليا المطران انطوان شربل طربيه.
حضر الاحتفال وزير التعددية الثقافية ستيفن كامبر ممثلاً رئيس الحكومة في الولاية، النائب الفيديرالي في باراماتا الدكتور أندرو شارلتون، زعيم المعارضة في الولاية مارك سبيكمان والنواب دونا ديفيس، جوليا فين مارك كوري، النائب السابق جيف لي، المطرانان بولس صياح وسيمون فضول، النائب العام في الابرشية المونسينيور مارسيلينو يوسف، قنصل لبنان العام شربل معكرون، القنصل اللبناني ريمون الشملاتي، رئيس بلدية باراماتا سمير باندي، الرئيس العام لجمعيّة المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مارون مبارك، المشير العام الأب مارون موسى، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ماري أنطوانيت سعادة، رئيس الرابطة المارونية جو المكاري، مسؤولون حكوميون واعضاء بلديات واباء وكهنة وراهبات واعلاميون وفاعليات من الجالية اللبنانية.
الراعي
قدم المناسبة المحامي بيتر الخوري، ثم قال الراعي: “أنا سعيد جداً بأن أكون معكم اليوم، لأبارك هذا المرفق الرائع لرعاية المسنين في إطار زيارتنا ولقاءاتنا هذا العام بمناسبة الاحتفال باليوبيل الخمسين على تأسيس أبرشية الموارنة في هذه البلاد”.
اضاف: “من المهم جداً أن نتطلع إلى المستقبل. وانا شخصياً قمت بمباركة حجر الأساس لهذا المكان الرائع قبل تسع سنوات، واليوم أقف هنا مرة أخرى لأبارك وأكرس منزلًا وملاذاً لمسنينا الأعزاء. فهم كانوا في اساس تشكيل مجتمعكم هنا في أستراليا، وتراثهم سيستمر دائمًا مع الاجيال المقبلة”.
وتابع: “من الأهمية بمكان أن يعكس هذا المشروع مهمتنا في رعاية المسنين، وهي مهمة متجذرة بعمق في إيماننا وقيمنا. فافتتاح هذا المرفق هو إنجاز هام للمجتمع الماروني والمجتمع في شكل عام. وهذا ما يضفي فرحاً في قلبي أن أكون جزءاً منه”.
وأردف: “أود أن أهنئ مجلس إدارة مركز رعاية كبار السّنّOur Lady Aged Car Centre على جهوده المخلصة في تحقيق هذا الرؤية التي قادها المطران أنطوان شربل طربيه إلى الواقع. إن التزامكم بالمشروع قد أثمر اليوم، وسنشهدُ التأثير العميق على حياة المسنين، الذين سيبقون في قلب المجتمع هنا”.
وذكر بما قاله البابا فرنسيس حول “مسؤوليتنا نحو المسنين عندما قال: “يجب ألّا نفقد الذاكرة التي يحتفظ بها المسنون، لأننا أبناء ذلك التاريخ، ومن دون جذور سنيبس ونموت”.
وقال: “لقد حمونا ونحن نكبر، والآن على عاتقنا حماية حياتهم، وتخفيف معاناتهم، ورعاية احتياجاتهم، وضمان مساعدتهم في الحياة اليومية لعدم شعورهم بالوحدة”.
وختم: “من ثمار هذا العام اليوبيلي الذهبي للمجتمع الماروني في استراليا هو تجديد التزامنا بمهمة رعاية المسنين ومشاركتهم في محبة المسيح في سنواتهم الذهبية”.
طربيه
ونوّه المطران أنطوان شربل طربيه بأهميّة زيارة الراعي إلى استراليا في اليوبيل الذهبي للأبرشية، وقال: “زيارة صاحب السيادة مرحلة هامة في تاريخ الموارنة في أستراليا، حيث تعتبر مناسبة مميزة لكي نلتقي مع بطريركنا وراعينا فهو الرمز والشاهد على وحدتنا”.
وأبدى سروره بمباركة البطريرك الماروني أيضا “Our Lady Mercy Place”، والتي “تحقق إحدى الأولويات الرئيسية من الخطة الرعوية للفترة من 2014 إلى 2020”.
وشكر الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية نيو ساوث ويليز على دعم مشروع دار المسنين، مثنياً على “دور أبناء الطائفة والجالية وعطاءاتهم ومساهمتهم في المشروع”، منوهاً بدور رئيس وأعضاء مجلس الادارة في دار الراحة الجديد”.
كامبر وشارلتون
وشدد كل من كامبر ممثلا رئيس حكومة نيو ساوث ويلز وشارلتون على “اهمية انجاز المشروع الجديد لرعاية المسنين الذي يخدم ابناء المنطقة، ونوها بأهمية زيارة الراعي وبدور راعي الابرشية المارونية في انجاز المشروع الذي سيخدم المسنين في المنطقة.
بركات
وبعد جولة للراعي بارك فيها اقسام المركز، كانت كلمة للمدير في المركز باري بركات تحدّث فيها عن مراحل العمل، شاكراً الرّاعي وطربيه وجميع الداعمين والمساهمين وبلدية باراماتا. وشكر الحكومتين الفيدرالية والمحلية.
المشروع
وكان طربيه قاد مشروع إنشاء دار الرعاية للمسنين الجديدة، الذي تمّ الإعلان عنه لأول مرة في عام 2013، كاستجابة للحاجة الملحة داخل المجتمع الماروني لتقديم رعاية ذات توجّه ثقافي لأعضائه المسنين.
وهذه المبادرة تتوافق بسلاسة مع الأولويات الرعوية للكنيسة المارونية في أستراليا، حيث يتم التركيز على تقديم رعاية عالية الجودة مع مراعاة الاحتياجات الروحية والاجتماعية والصحية للمسنين. تم تحقيق هذا الرؤية من خلال التعاون بين مركز الرعاية لكبار السن “Our Lady Aged Care Centre” و “Mercy Health”، المشغل الجديد للمرفق.
وتم تحقيق إنشاء دار رعاية المسنين “Our Lady Mercy Place” من خلال تمويل منح من الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية نيو ساوث ويلز، وبدعم كبير من أبرشية الموارنة في أستراليا وافراد المجتمع الّذين ساهموا مالياً ومن دون مقابل.
ويُسلط هذا الجهد التعاونيّ الضوء على التزام توفير الخدمات الأساسية للمزيد من الأشخاص المسنين في المنطقة المحلية.
ويشكل افتتاح هذه الدار لرعاية المسنين إنجازاً كبيراً، يعترف بالمساهمات التي قدّمها كبار السن لتحسين المجتمع.
ومن المقرر أن تبدأ الدار باستقبال المسنين في تشرين الاول 2023.
وتخلل الاحتفال ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية. واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
راهبات العائلة المقدسة
ثم توجه الراعي وطربيه والاكليروس الى داخل كاتدرائية سيدة لبنان وادوا صلاة الشكر، قبل ان يتوجهوا الى المشاركة في الاحتفال الذي دعت اليه راهبات العائلة المقدسة المارونيات لمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس المدرسة، وكان في استقبالهم الراهبات تتقدمهن الرئيسة العامة ماري انطوانيت سعادة.
ثم كان برنامج ترحيبي شارك فيه الطلاب وكلمة ترحيبية للأخت مرغريت غصن، فكلمة للراعي، حيا فيها رسالة راهبات العائلة المقدسة في أستراليا الّتي تعود الى 55 سنة، وقال: “أنتم أكبر وأقوى أبرشية في الداخل والعالم بفضل الرهبانيات والرسالات وبفضل تعاونكم مع مطرانكم. ففي الولايات المتحدة لا يوجد أي مدرسة، وفي أميركا الجنوبية هناك 3 مدارس وفي أفريقيا 6 مدارس”.
اضاف: “أعرف عن مطرانكم أنّ لديه ميزة حسنة هي أنَّ ما يقوله يفعله. وتحيّتي إلى التلامذة على استقبالهم الجميل لنا والشّكر لراهبات العائلة المقدسة المارونيات”.