أقامت الرابطة السريانية في لبنان حفل عشاء وداعي تكريمي للمطران جورج صليبا بمناسبة تقاعده برعاية وحضور البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذوكسية في العالم.
قدّم الحفل عضو القيادة كاري صليبا. وكانت كلمة لرئيس الرابطة حبيب أفرام قال فيها: أنت أمام تاريخ يُكتب بالمجازر، بالإقتلاع، بالحروب، بدكتاتوريات، بتكفير، بجهل، بشرق يستيقظ على إبادة و ينام على إنقلاب. ونكتبه نحن، الأصيلون بدمنا بصلاتنا بنضالنا برجائنا بدورنا بشهادتنا وبالشهداء. هكذا مطراننا بصم بعطائه. أنّا هنا. كان قدراً لجبل لبنان وليس صدفة وزنات مثقلة بحب الناس أسماء ووجوه لا نمرّ إلاّ كراما لا ننحني إلاّ لنصلّي ، لا نبغي إلاّ عزّة شعبنا وكرامته. معه كنّا منذ الأيام الصعبة والبدايات وتفتت لبنان قاومنا وبقينا، حتى إبتلينا بما هو أسوأ من حروب، فساد على سرقة ودائع، على دولة لا تُحكم ولا قرار فيها، ولا نظام ، ولا عدل ولا رؤية ولا إصلاح، على دولة دون رأس، كرسي الرئيس الميسحي الوحيد من اندونيسيا الى المغرب شاغرة.
خسرنا رفاقاً بالغياب، وهاجر الكثيرون، وباب المطران بقي مفتوحاً مشرعاً لكل فقير ولكل مراجعة. بينه وبين الرابطة السريانية، شكّلنا ضمانة وأماناً ما، رغم أن النظام ظلمنا، وأبقانا أقليّات في مسحة عنصرية، وكأننا مواطنون درجة ثانية، ولم ينظرالى عطاءات أبنائنا ولا الى قدراتهم. ثمراته ثابتة، صبره و متابعته ومحبته للغة و للناس، قرّبته من الجميع ذكرياتنا معه مؤلفات. بإسم رفاقي في الرابطة، بإسم الذين إرتقوا منهم على مذبح لبنان والقضية. بإسم قيادتها، وكل أعضائها فرداً فرداً، ومن مرّ بها، نقول من أعماق قلبنا
يا سيدنا أنت تبقى سيدنا و رفيقنا و صديقنا، المحبة لا تتقاعد، ولا تترك ولا تتوقف. وما رعاية قداسة البطريرك مار أفرام لهذا الحفل، إلاّ الدليل الساطع لبركة مضاعفة، الأولى لكل ما مثّلته في تاريخ هذه الكنيسة المعذبة، المقهورة، ،والثانية لنا في الرابطة التي عاهدنا قداسته منذ جلوسه، أننا مستمرون في نهج الحضور والدفاع عن الوطن رسالته، وعن شعبنا و حقوقه، وعن المسيحية المشرقية في كل منبر، وإننا معه في سعيه الذي لا يهدأ من أجل الحفاظ على أبنائنا هنا، على أرضنا، لأن الغربة إنتحار، أو موت مؤجل ومن أجل المساهمة في صمودهم عبر مشاريع متنوعة وعبر حثّ زعماء العالم والشرق على وعي معنى التنوّع والتعدد والمواطنة والمساواة والعدالة والأمن.
أيها الأحبار الأجلاّء أينما حللتم، إنهضوا بأبرشياتكم وبالأوطان الجديدة، لكن فليبقى الشرق قِبلتكم. ساهموا في تجذّر من بقي حتى نستمرّ.نحن لا نكرّمك أنت من كرامة شعب الى سنين مديدة يا سيّد كللها بالحكمة بالكتابة بالعبر، نحن لا نودعك نبقى قربك رفاقاً الى الرمق الأخير.
ثم ألقى المطران صليبا كلمة شكر مؤكداً انه سيكون سنداً لأي مطران يرتسم في أبرشية جبل لبنان وطرابلس، وانه سيبقى في خدمة الكنيسة والناس حتى آخر العمر، شاكراً قداسة البطريرك على محبته وتقديره والرابطة على تفانيها في العمل.
ثم ألقى البطريرك كلمة شدد فيها على تاريخ المطران صليبا الطويل في الثبات ايمان وعقيدة وخدمة وحبّ الناس، وقال أنه سيكون “مستشاراً بطريركياً” لأننا في زمن بحاجة الى خبرته وعقله وتجربته، مثمّناً دوره في حرب لبنان، رغم كل الظروف والمخاطر حيث بقي و قاوم وصمد دفاعاً عن لبنان ورسالته و حريته، وأثنى على الرابطة السريانية المؤسسة العريقة التي أعطت دماً فداء عن وطن وقدمت أبناءها في الحرب و السلم ليكونوا اوناً محبباً في نسيج لبنان. وانها في صلب إهتماماتها حقوق شعبنا وهي رائدة في العمل في الشأن العام والسياسة والثقافة والإعلام والمساعدة والطبابة.
ثم قدم أمين المالية في الرابطة يعقوب أسمرهو ونائب الرئيس منصور قرنبي أيقونة من أعماله الفنية للمطران صليبا، وهو ونوري كينو أيقونة لقداسة البطريرك، وهو أمين عام الرابطة جورج اسيو أيقونة للوزير بو حبيب.
وفي نهاية الحفل ، قدّم المطران صليبا صليبين للمطرانين الجديدين مار اندرواوس بحي ومار اوكين الخوري نعمت.