تواجه قوات الدفاع الأسترالية أزمة تجنيد حادة إذ لم يشترك سوى 80 في المائة من الموظفين العسكريين البالغ عددهم 69 ألفاً اللازمين لمواجهة التحديات المستقبلية. وقد أعلنت الحكومة مؤخرًا أنه سيصارفتح باب التوظيف أمام بعض المواطنين الأجانب لمحاولة سد هذه الفجوة.
ولم يفشل الجيش الأسترالي في تحقيق النمو المخطط له فحسب، بل إنه يتقلص في الواقع، كما قال قائد قوات الدفاع الأسترالي الجنرال أنغوس كامبل أمام تحقيق في مجلس الشيوخ في فبراير/شباط.
هناك سببان أساسيان وراء مأزق التوظيف الحالي. الأول اقتصادي – انخفاض معدلات البطالة وتصور فرص أفضل وظروف عمل وآفاق مستقبلية في القطاع الخاص.
وفي كلتا الحالتين، يكمن المفتاح لحل أزمة التجنيد في فهم دوافع هذا الجيل، وهو المجمع الرئيسي للمجندين المحتملين اليوم.
يمكن أن تكون المهنة العسكرية ضارة بالصحة النفسية، كما أثبتت اللجنة الملكية الأسترالية المعنية بانتحار المحاربين القدامى. وربما عززت معايير الصحة العقلية الصارمة التي تطبقها القوة هذا التصور.
قال عدد من الجنود إن الصحة العقلية هي إحدى قضايا التجنيد. فمن ناحية، اتفقوا على أن الخدمة تمثل تحديًا عقليًا، وأن الجنود الأصغر سنًا هم أكثر عرضة للخطر من الناحية النفسية. من ناحية أخرى، وأشار البعض إن دعم الصحة العقلية الذي تقدمه القوة آخذ في التحسن. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح – ربما تكون التغطية الإعلامية لقضايا الصحة العقلية للمحاربين القدامى تقلق مستخدمي Zoom الذين يفكرون في التجنيد.
وتؤكد الأدلة تراجع الفخر الوطني بين الشباب الأسترالي كما أفادت البيانات المتاحة من مسح القيم العالمية، وهو استطلاع واسع النطاق لقيم الناس في جميع أنحاء العالم يصار إجراؤه منذ عام 1981.
العديد من المقترحات لرفع التجنيد العسكري في أستراليا عامة، وقد قامت الحكومة مؤخراً برفع الأجور والمكافآت في قوات الدفاع، على سبيل المثال.
وتشمل التدابير الأخرى تسهيل عملية التجنيد، وجعل الخدمة العسكرية نظام اختيار عدم المشاركة، أو تقليل المتطلبات الطبية، أو زيادة الحد الأقصى لسن التجنيد وتحفيز القادة العسكريين الصغار لتغيير التقاليد التي عفا عليها الزمن والتي تضر بالتجنيد.
وتشير الدراسات إلى أن بناء قوة تروق للقيم الاجتماعية والدوافع الجوهرية للجيل Z هو الطريق للمضي قدمًا. ويجب أن يحصل تصميم استراتيجيات أفضل للتوظيف العسكري.