المطران طربيه ترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كاتدرائية سيدة لبنان سيدني

ترأس راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا والباسيفيك المطران أنطوان شربل طربيه الذبيحة الإلهية في كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك، سيدني، بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء يعاونه النائب الأبرشي العام المونسنيور مرسلينو يوسف وعدد من كهنة الأبرشية بحضور راهبات العائلة المقدسة وحشد كبير من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى طربيه العظة التالية:

حضرة المونسنيور والاباء الاجلاء والاخوات الراهبات الفاضلات

سعادة النائب دونا ديفيس

ايها الاخوة والاخوات بالرب يسوع

تجمعنا في هذا المساء العذراء مريم، أم يسوع، وأم المؤمنين وأم الكنيسة، اذ نحتفل بعيد انتقالها، وقد توج الله الثالوث عظائمه في الخلق بانتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى مجد السماء كونها ابنة الاب، وأم الابن وعروس الروح القدس.

وكما اجتمع الرسل حول العذراء مريم يوم رقادها، كذلك نجتمع في هذا المساء، أبناء رعية سيدة لبنان مع الكهنة والرهبان والراهبات وكلّ الزوار، للاحتفال بعيد انتقالها كعادة كل سنة. لكن الاحتفال هذه السنة يختلف عن غيره لأنه مناسبة يوبيلية اذ تحتفل أبرشيتنا بذكرى خمسين سنة لتأسيسها، وقد استقبلت رعيتنا مجدداً ذخائر القديسين، مار مارون ومار شربل ورفقا ونعمة الله وماري الصليب ماكيلوب، فلنصلي طالبين شفاعتهم وشفاعة العذراء مريم لنا جميعاً خصوصاً لعائلاتنا ومرضانا.

ويتميّز الاحتفال هذه السنة بإزاحة الستار بعد القداس عن التمثال الجديد لسيدة لبنان الذي خطف أنظارنا لجماله ولفرادته في الفن المقدس ورمزيته. وأغتنم هذه الفرصة لأتأمل معكم به وأتوقف عند بعض ميزاته:

– التاج على رأس العذراء مريم يرمز الى كونها ملكة السماء والارض.

– رأسها المنحني قليلاً، وهو يتجه دائماً نحو البشرية ليرفعها إلى الخلاص.

– الوجه اللطيف والمبتسم يتكلم ولكن كلمات صامتة. عيناها ملؤهما الرأفة والحنان، وتعكسان صفاء السماء على أرضنا. أما وجهها، فهو وجه الأم، أم الله وأم كل الذين يؤمنون بابنها يسوع.

– اليدين المفتوحتين، علامة عطائها الدائم، عطاء بلا حدود، عطاء لا يعرف الأخذ، كما يعبّران عن محبتها للمؤمنين وحضورها في حياتهم واستعدادها الدائم لتضمّ الجميع إلى صدرها الطاهر .

– رجليها الطاهرتين تدوسان رأس الأفعى، رمز الشرّ والشيطان، لأن بطاعتها لله أتى الخلاص الى العالم بشخص يسوع المسيح وتحرّر الانسان من سلطان الشر والشرير.

– وحركة ثوبها تدلّ على مسيرتها بعكس الرياح، رياح هذا العالم، رياح الاضطهاد والفساد، رياح الأنانية وضرب القيم الانجيليّة والانسانيّة، رياح الحرب والتهجير والفقر، وكأنها تجمع في كل خطوة من خطواتها الملائكة والبشر.

فالشكر مجدداً لأمنا العذراء مريم على حضورها معنا وبيننا. والشكر لكل من تعاون معنا لانجاز هذا العمل المقدس.

أيها الاحباء،

ما أجمل أن يجتمع الاخوة والأبناء لإكرام أم الله في عيد انتقالها. ولمناسبة هذا العيد المبارك أتوجه بكلمة شكر لكل الذين وعملوا جاهداً لتحضير وانجاح الاحتفالات المتنوعة خلال الاسبوعين الماضيين، من موظفين ولجان ومتطوعين وقد فاق عددهم 150 شخصاً. أشكر الرب عليكم وأطلب منه بشفاعة العذراء مريم أن يعطيكم كل نعمة ويبارك حياتكم وأعمالم وبيوتكم. كما أتوجه الى كهنة الرعيّة بجزيل الشكر على تعاونهم وعملهم المتواصل لخير النفوس ومتابعة العمل الرسولي والاجتماعي، وأخص من بينهم الأب يواكيم نجيم إذ أشكره على غيرته الروحية والرسوليّة ومحبته لهذه الرعيّة.

“انها يوبيل فلتكن لكم مقدّسة” (اللاويين 25:12)… مسيرة الحج خلال هذه السنة اليوبيلية ماهي الا مناسبة لنيل النعم والبركات السماوية. وننتظر بشوق زيارة غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي للاحتفال بقدّاس اليوبيل يوم الاحد 24 ايلول فيKen Rosewall Arena Homebush والكل مدعو للمشاركة.

فلنرفع الصلاة في هذا المساء طالبين من الله بشفاعة العذراء مريم أن يمنَّ على كل شخص منا بنعمة تجديد الايمان والرجاء والمحبة. ولنصلي أيضاً في هذا العيد من أجل لبنان وشعبه المعذب لكي يخرج وبأقرب وقت من هذا النفق المظلم والظالم ويعود الى دوره الرائد في المنطقة والعالم.

ومع اليصابات نتوجه للعذراء مريم ونردد: “طوبى لتلك التي آمنت أن ما قيل لها من قبل الرب سيتم في أوانه” (لو 1:15). فصلاتنا أن يكون عيد الانتقال هذه السنة مناسبة للتشبه اكثر فاكثر بالعذراء مريم في الاصغاء لكلام الله وفي الطاعة لارادته القدوسة. ولانها كانت وما زالت أولى المؤمنين بابنها يسوع ، فهي تعلمنا كيف نؤمن به، فنصل معها الى الحريّة الحقيقية، حرية بنات وأبناء الله الاحباء. آمين.