المكاري في ندوة حول دور الاعلام في تحصين السلم الاهلي والوحدة الوطنية في المركز الكاثوليكي

عقدت ندوة حول “دور الإعلام في تحصين السلم الأهلي والوحدة الوطنيّة” في المركز الكاثوليكي للإعلام – جل الدّيب بدعوة من رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، شارك فيها وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب المحررين جوزف قصيفي،  مدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده ابو كسم ورئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام في حضور الشيخ محمد شقير ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ سامي عبد الخالق، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متي، رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان بول كنعان.

العنداري

بداية رحب المطران العنداري بالحضور وقال:”نلتَقي اليَومَ حَولَ موضوعٍ وطني مَسؤول، حَولَ دورِ الإعلام في تَحصينِ السِلمِ الأهلي والوَحدَةِ الوَطنِيَّة، لإبرازِ قيمَ الإنتِماءِ الوَطني والوحدَةِ الوَطَنِيَّة وضَرورَةِ َتَلاحُمِ الشَعبِ اللبناني، والعَمَلِ مَعاً على تَحقيقِهَا وتَحصينِها والمُحافَظَةِ عَليها”.

المكاري

ثم تحدث الوزير المكاري فشكر للمركز الكاثوليكي للاعلام المبادرات الوطنية ومبادرات الانفتاح في بلد يمر بأصعب الظروف في تاريخه في جميع الاتجاهات والمجالات، اجتماعيا وسياسيا وامنيا ودستوريا. ولا شك ان للإعلام دورا اساسيا بمواكبة التطورات التي نعيش فيها، فالاعلام يعكس الأرض فاذا كان الوضع جيدا فيعكس الجمال واذا كان شيئا فيعكس البشاعة والخطر، فهذا الدور مع الاسف يكون اكثر اتجاها الى السلبية لان جزءا كبيرا من الاعلام هو تجاري ويسعى الى المشاهدين والى الاثارة والى تغطية الاخبار التي تجذب، ونحن للأسف نعيش في بشاعة في البلد”.

واشار المكاري الى ان” وزارة الإعلام تواكب قدر المستطاع كون الجسم الوظيفي في الدولة هو للأسف مترهل وللأسف لا يمكننا الافادة من الطاقات الشابة لذلك نعقد علاقات مع كليات  الاعلام في لبنان لادخال دم جديد على مؤسساتنا الرسمية كي نستمر والتعاطي مع هكذا استراتيجية صعب نظرا للقوانين القديمة والروتين الاداري، فالدولة لا يمكنها ان تستمر بهكذا ادارة وبهكذا نهج، وطالما اننا لم نصل إلى حكومة الكترونية فلا يمكن ان نتطور، ونحن في وضع من دون رئيس وحكومة تصريف اعمال ومحلس نواب لا يشرع فاننا نعمل بالموجود”.

واضاف:” نحن نعمل على قانون جديد للاعلام وهو يعطي حرية اكثر للصحافة وللاعلام ويخفف القمع ويلغي عقوبة السجن ويفصل التواصل الاجتماعي عن المؤسسات الإعلامية، ونتناقش في كل ذلك في لجنة فرعية في مجلس النواب كي نخرج بقانون يحاكي المعايير الدولية والتطور، ونعمل على التسريع بهذا القانون، بالتشارك مع الاونيسكو في دراسته ومع جمعيات ونقابات وحقوقيين واعلاميين وتوصلنا الى نسخة عن القانون الجديد”.

ولفت المكاري الى ان” وزارة الاعلام هي بيت كل الإعلاميين وملجأ لكل من عنده مشكل ولكل من يتعرض لاي شيء سلبي وكذلك في ما يتعلق بالتغطية في الجنوب وموضوع شهداء الصحافة اللبنانية حيث ان الحكومة بناء على طلب وزارة الاعلام  اعتمدت التحقيق الذي أجرته رويترز مع الشركة الهولندية في ما يتعلق بمقتل عصام عبدالله وهو تحقيق شفاف وعلمي وطلبت من الحكومة اعتماده كي يمكن الادعاء على اسرائيل ولهذه الخطوة ارتدادات قوية في المنظمات الحقوقية والتي تعنى بحرية الصحافة في العالم. وبالإضافة الى ذلك نحن لنا علاقات مع هيئات غربية تعنى بحماية الاعلام وادارته وسنعقد مؤتمرا قريبا مع “آركوم” وهي هيئة تشبه المجلس الوطني للإعلام وتعنى بتنظيم الاعلام الفرنسي وهي مؤسسة متقدمة وسنتناقش معها في كل ما يحصل في اوروبا مقارنة مع لبنان”.

ورأى المكاري ان” الحل هو في التنشئة التي تبدأ من المنزل ثم في الحضانة والمدرسة خلال التوجيه بان التواصل الاجتماعي هو للخير فقط، وهذا هو الاساس والقاعدة والاستثناء هو عندما نذهب الى خبر زائف او خطاب كراهية او رمي حرام او امور سلبية تؤثر على المجتمع، وهذا الموضوع ينسحب على المدارس وعلى الجامعات كي يكون الاعلاميون على مستوى راق من الانسانية والاحتراف وان نكون سباقين في كل جديد ومتطور بهذا العالم”.

وختم المكاري:” في موضوع الانصهار الوطني والسلم الاهلي، وكل ما نراه،هناك عنوان اساسي هو التمسك بالدولة وبمشروع الدولة، وارى منذ فترة ان التلاميذ والشباب لا يحبون الدولة وهناك حاجز بينهم وبين الدولة وهذا الشعور حقيقي وسببه هو تقصير الدولة ونحن ندعو الى المصالحة بين هؤلاء الشباب والشابات والدولة لان لا شيء يضمن السلم الاهلي في البلد الا مشروع الدولة ومهما كانت هذه الدولة فهناك نصوص وقوانين تنظم حياة اللبنانيين ويجب ان نحميها وان نلتزم بها نعمل بموجبها، لذلك العنوان الوحيد في النهاية هو الدولة وان نعيش في كنف هذه الدولة حتى لو كنا لا نحبها يجب ان نسهم في بنائها وحمايتها الى ابعد الحدود لان لا شيء سيجمع اللبنانيين الا المشاريع المشتركة والمصير المشترك والدولة القوية العلمانية العادلة المدنية والتي تهتم بكل شؤون المواطنين وهذا هو الحل الوحيد، فالسلام هو بوجود دولة قوية لجميع ابنائها”.

محفوظ

ورأى  محفوظ في مداخلته الى ان “الاعلام اللبناني كان رائدا في العالم العربي والسبب الرئيسي هو الحرية الإعلامية وحرية التعبير والتنوع وهي حريات كانت ميزة لبنان ولا زالت. وحقيقة الأمر لم يعد الإعلام بسلطة رابعة. فهو السلطة الأولى التي تسوّق السياسات والسياسيين وتتحكم بصناعة الرأي العام وبالتالي فإن المقياس هو في الوظيفة التي نريدها للإعلام. وظيفة البناء أم الهدم. فهو قادر على الإثنين معا. ففي مراحل الإنقسام السياسي والطوائفي تغلب وظيفة الإنقسام وفي مرحلة السلم الأهلي وفي ظل دولة المؤسسات تغلب وظيفة البناء والوحدة”.

واشار محفوظ الى انه” في مشروع القانون الإعلامي الجديد هناك نصوص تنطبق على تنظيم الإعلام الإلكتروني وعلى التزامه بقواعد الإعلام المرئي لجهة صحة المعلومة ودقتها والموضوعية وتجنب القدح والذم. هناك إلى الآن ما يزيد على 1300 موقع إعلامي أنجز العلم والخبر لدى المجلس الوطني للإعلام. المشكلة هي الإفتقاد للمهنية والخبرة الصحافية وغالبا الإعتماد على الإشاعة وعلى الطابع المحلي. وهذا ما يترك آثارا سلبية على مستقبل هذه المواقع وتحديدا على الواقع السياسي – الطوائفي. ذلك أن الاعلام الالكتروني هو اعلام اللحظة. من هنا يصبح من الصعب وقف الإشاعة وتكذيبها ودورها في إثارة الفتن وتناقلها. والحل لا يكون إلا بتطبيق القانون. وهذا يفترض حضور الدولة الغائبة والمغيبة ومعه حضور فعلي للقضاء لا الحضور الصوري. وواقع الحال يحتاج البلد إلى إصلاحات عميقة تحتاج إلى حاملة اجتماعية وثقافية ونخبوية وتضامن واسع غير متوفر في الوقت الحالي”.

وختم:”لا يبدو في الأفق القريب والمتوسط أي أمل بتغيير النظام الطائفي وإقامة الدولة المدنية الحقيقية. لكن هذا لا يحول في ضوء ما نحن فيه من إجراء تلطيف لهذا النظام الطائفي وتخفيف التوتر بين المكونات يمكن أن يبادر إليهما اثنان: رجل دين هو غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي  ورجل الدولة والسياسة هو دولة الرئيس نبيه بري”.

سلام

من جهته رأى سلام ان ركائز السلم الأهلي في هذه المرحلة بالذات، تتعرض إلى تحديات وإهتزازات جمة، بسبب عدة عوامل داخلية وخارجية تنهش بالجسد اللبناني المثقل بالمتاعب المعيشية، والإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية، إلى جانب طبعاً الأزمات السياسية المتناسلة في مستنقعات الإنقسامات الحزبية والطائفية”،وقال:” ليست هي المرة الأولى التي نناقش فيها دور الإعلام في الحفاظ على السلم الأهلي، فالعلاقة بين الإعلام والمجتمع الأهلي ككل علاقة جدلية مستمرة، وآفاقها تحاكي ابعاد الفضاء المطلق، لأن الإعلام أصبح عنصر الحياة الثالث على كوكبنا بعد الماء والهواء. من هنا فإن الإعلام أصبح يلعب دوراً أساسياً ومؤثراً في تكوين إتجاهات الرأي العام، وحرب الإبادة الجماعية في غزة، كرست أهمية هذا الدور، من خلال نقل المجازر اليومية ضد الأطفال والنساء بالصوت والصورة إلى العالم”.

ابو كسم

وفي الختام كانت كلمة للمونسميور ابو كسم فقال:”نلتقي اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام، لنرفع الصوت عاليا، ولنذكّر بالرسالة الصحافيّة والإعلاميّة النبيلة التي تهدف إلى إعلان الحقيقة وتسهيل عمليّة التواصل بين الناس، وفي وضعنا الحالي في لبنان لها دور أساسي هو تحصين الوحدة الوطنيّة والمحافظة على السلم الأهلي”.

 

======
ابو فاعور من المحيدثة: نحتاج الى مقاربة وطنية حكيمة لتنفيذ الـ١٧٠١ لمصلحة لبنان

شيع الحزب التقدمي الاشتراكي ونقابة أطباء لبنان وأهالي المحيدثة، عضو مجلس نقابة ألاطباء الدكتور ناصر فرحان رافع، بمأتم شعبي في قاعة وليد جنبلاط في البلدة.

حضر المأتم النائب وائل أبو فاعور ناقلا تعازي الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس الحالي النائب تيمور جنبلاط وقيادة الحزب، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، ممثل نقيب الاطباء الدكتور يوسف بخاش عضو مجلس النقابة الدكتور ساري العبدالله، الدكتور مروان الزغبي على رأس وفد من اطباء “التيار الوطني الحر”، الدكتور علي سعد على رأس وفد من اطباء “حزب الله” مع وفد من قيادته في البقاع الغربي، ممثل وفد المهن الحرة في حركة “امل” الدكتور محمد عبدالله.

كما حضر اعضاء المجلس المذهبي الدرزي: الشيخ أسعد سرحال وعلي فايق والمهندس مروان شروف، القاضي الجعفري الشيخ اسدالله الحرشي، مدير عام تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، رئيس جمعية الخريجين التقدميين سامر العود، مسؤول قطاع الاطباء في التقدمي الدكتور زهير عمر، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، وكيلا داخلية التقدمي في البقاع الجنوبي عارف أبو منصور والبقاع الغربي كمال حندوس، الشيخ عباس ذيبي، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي والقضاة، رؤساء مجالس ومدراء مستشفيات راشيا وحاصبيا ومشغرة وسحمر وفرحات والبقاع الغربي والاوسط، فاعليات نقابية ودينية وتربوية وثقافية وطبية وبلدية واختيارية ووفود شعبية من قرى قضاء راشيا والبقاع الغربي وحاصبيا.

تحدث معرفا بهاء جمال، فقصيدة رثاء للشاعر سهيل صقر، ثم كلمات لكل من الدكتور ربيع ابو شامي باسم الأطباء في مستشفيات المنطقة وزملاء الفقيد واصدقائه، وممثل نقيب الاطباء والمربي وليد رافع باسم العائلة وأهالي بلدة المحيدثة، فأشادوا بمسيرة الفقيد الطبية وحبه لعمل الخير وشجاعته خلال أزمة كورونا، منوهين بمسيرته “الإنسانية وحبه لمرضاه ولعمل الخير ومساعدة المرضى الفقراء دون مقابل وتأمين الأدوية المجانية لهم”.

ابو فاعور

أما ابو فاعور فقال: “في يومك يا رفيق ناصر وكم كان يومك داهمًا ومتعجلا ومؤلمًا ومفجعًا، في يومك ونحن أهل الرضا والتسليم بمشيئة رب العالمين، نبكيك ونشهد لك، يا صاحب الأخلاق والنبل والإنسانية والشجاعة والنخوة، يا صاحب الإنتماء غير المتكلف والصادق، أنت الذي ولدت في منزل تقدمي اشتراكي مخلص ومنتم”.

اضاف: “أنت إبن المرحوم الرفيق فرحان رافع، تلك القامة التي ربت عائلة صغيرة على مبادئ كمال جنبلاط، والذي انتسب الى كمال جنبلاط يوم كان الانتساب الى كمال جنبلاط معصية ازاء بعض النظام الاجتماعي والسياسي المتخلف والرافض لأي تغيير. أنت ورثت هذا الانتماء لكنك يا رفيق ناصر لم تكن وارثا فحسب، بل كنت باعثًا ايضا لهذا الإرث، وكنت باعثا لهذا الانتماء التقدمي الإشتراكي في مسلكك المهني”.

وتابع: “المجتمع اليوم بحاجة الى امثالك، هذا المجتمع اللبناني العام الذي نراه اليوم يترنح بين هاوية وهاوية، وبين مصيبة ومصيبة، وبين اختبار واختبار، من اختبار الجنوب الذي نأمل أن يمضي على خير وبحد أدنى من الأضرار والخسائر، رغم ما قدم الجنوب واهله حتى اليوم من تضحيات وشهادات ودمار، الى الأزمة الإقتصادية والاجتماعية، الى الازمة السورية”.

وأردف: “نحن هنا نقول باسم الحزب التقدمي الإشتراكي الذي انتسبت اليه، والذي قدمك الى نقابة الأطباء وازدان بك فيها، طبيبا حاضرا في قضايا الأطباء كما في قضايا المجتمع، إننا نتمنى وندعو ونأمل ان تتغلب الحكمة اللبنانية في مقاربة كل هذه المصائب وكل هذه المصاعب، والحكمة اللبنانية لا يمكن أن تقوم على التحدي ولا على التخوين في هذا الزمن الذي نعيش فيه، لا على التحدي ولا على الإصطفاف ولا على التخوين، بل على مقاربة وطنية شاملة جامعة حكيمة تقارب مصلحة هذا الوطن”.

وقال: “نحن نرى أن مصلحة هذا الوطن اليوم هي في تطبيق القرار 1701، ليس خدمة لأحد ولا إرضاء لأحد، لا مبعوث ولا صاحب تهديد ولا صاحب غاية ولا خوفا من احد، بل إرضاء وحرصا على مصلحة وطنية تكون بتنفيذ هذا القرار لعدم تحرير العدوانية الإسرائيلية بحق لبنان”.

وختم: “باسم الرئيس وليد جنبلاط ورئيس التقدمي رئيس اللقاء الديموقراطي الرفيق تيمور جنبلاط، أرفع التعزية الى اهالي المحيدثة وعائلة الرفيق ناصر ورفاقه وزملائه ومحبيه واصدقائه، نودعك بشعور بالخسارة لا يعوض، لنا في مسيرتك وانسانيتك ومحبتك لمجتمعك ما يعوضنا عن هذه الخسارة. سنبقى نفتقدك وسيبقى كل الذين عرفوك يشتاقون اليك، زملاؤك الأطباء، رفاقك في الحزب، مستشفاك مستشفى راشيا الحكومي الذي اعطيته من كل قلبك والذي كنت من اركان بنيانه وتطويره وتحسن خدماته.”

ثم رفعت الصلاة ووري الفقيد الثرى في مدافن العائلة في المحيدثة.