المواجهة الحقيقية هي بين الدولة والحزب… أنور حرب

أنور حرب

وسط معلومات عن فرصة تاريخية على لبنان ألا يخسرها، هناك من يعتقد ان المواجهة العسكرية والسياسية هي بين حزب الله من جهة مدعوماً من إيران وبين إسرائيل وأميركا من جهة أخرى. لكن واقع التطورات والمستجدات يؤكد ان الكباش هو الحقيقي بين الدولة وبين الحزب، فالأولى مضغوطة خارجياً وداخلياً لنزع سلاح المقاومة شمال وجنوب الليطاني تمهيداً لاستعادة قرار الحرب والسلم، والثاني متصلب برفضه تسليم السلاح “كصك استسلام» يؤدي الى إضعافه ويسهل استهدافه سياسياً وعسكرياً.

ولم يعد خافياً على أحد ان في الحزب جناحين متناقضين الأول متمثل بالعسكر والى جانبه الأمين العام الشيخ نعيم قاسم المتمسك بالسلاح، والثاني متمثل بالسياسيين ويرى بالعين الموضوعية ان قوة الحزب لم تعد قادرة على المواجهة وعليه سلوك طريق التفاوض لا غير.

وجاء رد الرؤساء الثلاثة على ورقة الموفد الأميركي توم باراك بعد ضغوط مارسها المبعوث السعودي الأمير بن فرحان بشروط تشفي غليل اسرائيل وأميركا، علماً ان مسار التفاوض يسير نحو نزع السلاح عاجلاً أم آجلاً وإلا فان اسرائيل هي “الكفيلة” بفرض الحل عبر القيام بضربة عسكرية موجعة، وهذا لم يعد مجرد وجهة نظر.

وسط هذه المستجدات يأتي موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط حول هوية مزارع شبعا التي يعتبرها سيد المختارة سورية وليست لبنانية ليزيد في البلبلة القائمة على اعتبار ان «سورنة» المزارع تنزع من حزب الله “مبررات” بقاء السلاح دفاعاً عن السيادة اللبنانية، وهو أمر ثابر عليه جنبلاط منذ سنوات وفيه ما فيه من رسائل تفضح عمق الخلاف الاستراتيجي بينه وبين حزب الله.

من هنا على الدولة ان تحزم أمرها وان يكون موقفها واضحاً، إذ ان الوقت لم يعد يتحمل القفازات الحريرية، فالضغوط الخارجية بدأت تتدحرج من التململ إلى الاستياء، وقد تصل الى حد المقاطعة، وهذا ما لا يريده الرئيس عون الذي جاء الى الحكم بدعم دولي وعربي غير مسبوق وهو يدرك ان خطاب القسم رفع سقف الآمال والتوقعات، ومن الأسلم الاستمرار بالنهج السيادي المعروف به أي «الحسم الناعم».

الكل يثق بالرئيس عون وبحكمته ووطنيته، ولذلك يرتفع باروميتر التفاؤل وتنخفض نسبة التشاؤم رغم اللعب على أوتار التناقضات والتملص والغموض الذي يحاول حزب الله إظهاره حالياً.