اين نخطئ بين الانتصار والانكسار؟! أنور حرب

أنور حرب

لبنان نام مرتاحًا على مقررات مؤتمر باريس الذي رصد دعمًا سياسيًا ومساعدة مالية مقدارها مليار دولار، 200 مليون منها للجيش و 800 مليون للوضع الانساني، ما يؤشر الى صحوة دولية تعكس اهتمام العالم بلعب دور فاعل لوقف الحرب المدمرة، وللضغط على سائر الافرقاء السياسيين لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع تطبيق فوري للقرار الاممي 1701 ومندرجاته، اي تسليم الجيش اللبناني وحده مسؤولية الدفاع عن لبنان وحصر السلاح الشرعي بيده دون سواه.

في المقلب الاخر، بعد الضربة الاسرائيلية “المدوزنة” على ايران، ومع اشتداد المعارك الميدانية بين اسرائيل وحزب الله، يستعجل محللون وسياسيون من كافة الالوان اعلان اما انكسار حزب الله واما انتصار اسرائيل!!

مهلا للفريقين، فالامر ليس بهذه البساطة، ومن الحكمة التروي في اصدار الاحكام النهائية على الحرب ومجرياتها وتداعياتها. وطبعًا، ان الواجب الوطني يحرّم استثمار النتائج سلبًا او ايجابًا لان الغلبة ليست مطلوبة لفريق دون الاخر او لطائفة دون الاخرى، بل هي للدولة اولاً واخيرًا.

والمطلوب انهاء اسرائيل حربها المدمرة، واقتناع حزب الله بأهمية تسليم سلاحه الى الجيش، ليتيقن الداخل والخارج بان اجندته لبنانية وليست ايرانية.

المطلوب ايضًا ان نسال اميركا الكف عن دعم اسرائيل، وان نقول لايران كفّي عن التدخل في شؤوننا وعن استخدام لبنان والمقاومة ورقة على مائدة مفاوضاتك النووية مع اميركا.

واذا تطرقنا الى الحرب وويلاتها، فلن يغيب عن بالنا ملف الرئاسة اذ طال انتظار ملأ الفراغ الدستوري في المنصب الاول، وحان الوقت ان يكون لهذا الوطن رئيس يفاوض من اجل السلام ولحجز مكان له في الشرق الاوسط الجديد الذي يرسمه اللاعبون الكبار ولا احد يعرف حدوده الجغرافية وتحالفاته السياسية.

المعروف عن العرب انهم دائما يتأخرون في اتخاذ الموقف المناسب في الظرف المناسب، ما يجبرهم لاحقًا على القبول بما رفضوه سابقًا… ولذا علينا التنبه كي لا يضيع من بين يدينا وطن العيش المشترك والكرامة والحرية.