أعرب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عن عدم إعتقاده ان هناك هدنة قريباً إلا إن رأى الايراني أن من مصلحته ذلك، مضيفاً: “المرجّح أنه يرى أن الهدنة ليست من مصلحته لأنه حين أطلق إسناد غزة كان يدرك ان لبنان سيصل الى الواقع القائم اليوم. بالتالي هو يضحي بلبنان واللبنانيين خدمة لمصلحته. إن اراد الايراني ان يبيع الهدنة لأحد فللأميركي ولكن إن اعتبر الأخير ان هذا سعر جيد مقابل رفع العقوبات عن إيران وغض النظر عن اذرعها. إنني لا اعتقد ان واشطن تعتبر ذلك”.
بو عاصي الموجود في سيدني وخلال لقاء عبر “صوت الغد” – إستراليا رأى أن “الحزب” يقول انه يريد وقف اطلاق النار وتطبيق الـ1701 وإنتخاب رئيس ولكن فاته أنه هو من خرق وقف إطلاق النار ودمر 1701 ويعيق إنتخاب رئيس.
تابع بو عاصي: “حين دمّر “الحزب” الـ1701 للاسف طلب السياسيون من الجيش اللبناني البقاء في ثكناته رغم إمتلاكه القدرات. كما فرض “الحزب” على اليونيفيل مسارات محددة وإن خرجوا عنها يتمّ الإعتداء عليهم الى حد القتل كما جرى مع الجندي الايرلندي. فقط الجيش اللبناني وإحترام المؤسسات وتطبيق الدستور والقرارات الدولية يحمي اللبنانيين”.
ردّاً على سؤال بشأن تعيين الشيخ نعيم قاسم اميناً عامّاً لـ”الحزب”، أجاب بو عاصي: “التعيين في إيران أو في صفوف “الحزب” يتم من قبل المرشد الاعلى علي خامنئي. إيران دولة أيديولوجية شبيهة بالاتحاد السوفياتي وتستعمل هذه الايديولوجية لإنغماس محيطها في خدمة قضيتها. انا لست معنياً بتعيين الشيخ قاسم وبالتالي الحديث عن ان هذه الخطوة تؤدي الى التصعيد او عدمه غير دقيق، فالأمر يرتبط بالقرار الايراني لا بالشخص. عندما تبدأ المواجهات الإقليمية ينتهي دور “الحزب” كمكون سياسي في لبنان يمتلك تمثيلاً نيابياً ويتحوّل فوراً الى فصيل من الحرس الثوري الايراني. بالتالي القرار اليوم بيد إيران ولا أرى ما هو السبب الذي قد يدفعها الى فصل مساري غزة ولبنان. إيران كما سوريا ستقاتل إسرائيل حتى مقتل آخر لبناني”.
هذا وأشار بو عاصي الى ان “الحزب” دخل في هذه المعركة ودمّر لبنان والطائفة الشيعية على كافة المستويات تحت شعار إسناد غزة والذي لم يستطع ان يقدم لها شيئاً. إستطرد: “على حدود غزة هناك مصر التي تساند دوماً القضية الفلسطينية وعدد سكانها 110 ملايين وعديد جيشها يبلغ نصف عدد الشعب اللبناني ولم تقحم نفسها في هذه الحرب وتعرض شعبها ومصالحه للخطر. كذلك، الاردن قرابة 70% من سكانه من جذور فلسطينية ولم ينغمس في الحرب. سوريا التي قاتل فيها “الحزب” وسقط له القتلى دفاعاً عن نظام بشار الاسد أين هي اليوم؟ تدّعي انها حامية العروبة ولبنان والقضية الفلسطينية ولم تتفوه بكلمة او بيان او تصريح ولم تتجنب الانغماس في هذه الحرب. حتى السلطة الفلسطينية لم ترم نفسها في آتون النار وتدمر شعبها ومقدراتها”.
تابع بو عاصي: “لماذا لبنان تورط لسبب بسيط أن إيران تخلق حدود مشتركة مع إسرائيل في جنوب لبنان عبر “الحزب”. لذا بغية تحسين إيران شروطها في المفاوضات الاقيلمية تدمر لبنان. بلغت الوقاحة برئيس مجلس النيابي ان يقول ان طهران مستعدة للمفاوضة على تطبيق القرار 1701″.
كما لفت بو عاصي الى ان “الحزب” بواسطة الرئيس نبيه بري علّق العمل بالدستور أي أننا أمام إنقلاب على الدولة اللبنانية، مضيفاً: “نحن كـ”قوات لبنانية” قبل إقدام “الحزب” على ذلك ومنذ الاحتلال السوري ونحن ننادي بضرورة تطبيق الطائف الذي ينص على منع وجود ميليشيات. محاولة فرض رئيس جمهوربة على اللبنانيين هي عدم الاحترام للدستور وما يقوم به بري اليوم هو خروج عن صلاحياته”.
تابع: “للاسف الاكثرية كان تعتبر ان تطبيق الدستور سيقودنا الى إشتباك مع “الحزب” والاجدى عدم تطبيقه حماية للسلم الاهلي، هذا خطأ بنيوي وتسبب بإيصالنا الى الواقع القائم اليوم. الدستور وضع لحماية السلم الاهلي. عدم إحترام الدستور اللبناني وعدم إحترام الشرعية الدولية عبر رفض الالتزام بالقرارات الدولية كـ1559 و1680 و1701 هي خروج عن كل الضوابط التي تحمي السلم الاهلي”.
كذلك، أشار الى أن “الحزب” يدعي انه مقاومة لكنه لم يحرّر تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وقرية الغجر منذ اكثر من 20 عاما، مضيفاً: “الحزب اداة إيديولوجية وعسكرية وامنية وإستطراداً سياسية بيد ايران. كحزب مسلح مرفوض بكل المقاييس ولكن لا مانع من مشاركته سياسياً رغم انه كان بالامكان رفض ذلك لأنه لا يؤمن بالكيان اللبناني بل يعتبر ان لبنان جزء من الأمة”.
كان بو عاصي إستهل مقابلته بالاشارة الى أن زيارته ليست فقط للقاء الرفاق القواتيين بل ايضاً للاطلاع على اوضاع الجالية اللبنانية وبث الامل فيهم رغم الاوضاع التراجيدية التي يمر بهل لبنان لأن هذا الوطن يمتلك كل مقومات الصمود والنهوض. كما اغتنم الفرصة لتوجيه التحية للدولة الاسترالية التي تحتضن الجالية اللبنانية والعربية من دون اي تمييز وكذلك كونها كانت رأس حربة في المطالبة بإنشاء لجنة تقصي حقائق في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة في قضية تفجير المرفأ”.