ضربت تركيا موعداً انتخابيّاً مع 28 أيّار الجاري، في جولة ثانية للانتخابات الرئاسية للمرّة الأولى في تاريخها، على أن يفصل الناخبون بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو، وذلك بعد دورة أولى محتدمةز
منحت النتيجة النهائية للفرز 49.5 في المئة من الأصوات لأردوغان الموجود في السلطة منذ 20 عاماً، مقابل 45 في المئة لخصمه الاشتراكي الديموقراطي كليتشدار أوغلو. في ضوء ذلك، أكدت اللجنة الانتخابية إجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية، بينما أفضت الانتخابات التشريعية إلى احتفاظ أردوغان بالغالبية في البرلمان.
وستعتمد نتيجة الجولة الثانية جزئيّاً على مرشح ثالث هو سنان أوغان (قومي متطرّف)، بعد فوزه بنحو 5.2 في المئة من أصوات الجولة الأولى، غير أنّه لم يُعلن بعد إن كان سيدعم أحد المرشّحَيْن. لكنّه أوضح خلال مقابلة مع وكالة “رويترز” أنّه لا يُمكن أن يدعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة إلّا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات للأكراد، مؤكداً أن “محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين “خطوط حمراء” من أجل دعم أردوغان أو كليتشدار أوغلو”.
وفي ردود الفعل الخارجيّة، أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن “يتطلّع إلى العمل مع الفائز” في الانتخابات الرئاسية التركيّة “أيّاً كان”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة “تُهنّئ” الأتراك بتعبئتهم الانتخابية، بينما أكد الكرملين أنّ العلاقات بين موسكو وأنقرة ستستمرّ في “التعمّق” بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “نُتابع المعلومات الصادرة من تركيا بانتباه واهتمام كبيرَين. سنحترم خيار الشعب التركي. لكن على أي حال، نتوقّع استمرار تعاوننا وتعميقه وتطويره”، مضيفاً: “يربطنا مع تركيا طيف واسع جدّاً من التعاون متبادل المنفعة… في قطاعات الطاقة والسياحة والتجارة والزراعة والنقل الجوي”.
وفي السياق ذاته، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بـ”الإقبال الكبير جدّاً” على الانتخابات في تركيا، معتبرين أنّه “انتصار” للديموقراطية. وقالت فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي إلى جانب ميشال، إنّ “نسبة المشاركة الكبيرة في هذه الانتخابات هي أخبار جيّدة حقاً… إنها إشارة واضحة إلى أنّ الشعب التركي ملتزم ممارسة حقوقه الديموقراطية”.
وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبّية: “لكن الانتخابات لم تنتهِ. يجب الانتظار لمعرفة نتائج الجولة الثانية، نُتابع ذلك عن كثب”، مشيرةً إلى أنّ تركيا “شريك مهمّ” للاتحاد الأوروبي.