تفاصيل حادثة السفارة الأميركية في لبنان والجيش يعتقل خمسة أشخاص

السفارة الأميركية في بيروت في مرمى نيران مسلّحين مجدداً رغم أنها تحظى بإجراءات أمنية مشددة، حيث تعرّض محيط السفارة في منطقة عوكر لإطلاق نار من مسلح تصدى له الجيش اللبناني فأصابه بنيرانه، في حين يتواصل البحث عن مسلحين آخرين يُعتقد أنهم كانوا معه، فيما جرح أحد حراس السفارة.

وصدر عن الجيش اللبناني بيان أشار فيه إلى أن السفارة الأميركية في لبنان تعرّضت لإطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. وتجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة”.

وأضاف بيان الجيش “تُجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة”.

رسالة الاستهداف

وتحمل رسالة الاستهداف دلالات عديدة، تبدأ بالتوقيت ومدى ارتباطها بالحرب المستمرة في غزة والكلام عن مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، ولا تنتهي بالحديث عن عودة نشاط “داعش” إلى لبنان، لاسيما بعد إعلان الجيش اللبناني الأسبوع الماضي عن توقيفه 8 أشخاص تبيّن بالتحقيق معهم أنهم من مؤيدي التنظيم.
مُطلق النار سوري يسكن في البقاع، وفي حين لا تزال التحقيقات متواصلة، أفاد مصدر أمني أن مُطلق النار على السفارة الأميركية يدعى قيس فراج، سوري يسكن في منطقة مجدل عنجر في البقاع الغربي”.

وأشار المصدر الأمني إلى “أن فراج استقّل سيارة أجرة اليوم من البقاع وتوجّه مباشرة إلى مبنى السفارة الأميركية، حيث نفّذ العملية وحده من دون مساعدة أحد”.

وأكد المصدر الأمني “أن السوري يخضع لعمليات جراحية في المستشفى العسكري في بدارو بعدما أصابه الجيش في رجله وبطنه، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المستشفى”.

وشم داعش على جسده

وأوضح المصدرأنه “تبيّن وجود وشم لداعش على جسد مُطلق النار، بالإضافة إلى شعار التنظيم على السلاح الذي استخدمه بالعملية”.

توقيف شقيقه ولبنانيين

ويقوم الجيش اللبناني بمداهمات في منطقة مجدل عنجر، حيث تم توقيف شقيقه ولبنانيين آخرين.

والاعتداء على السفارة الأميركية ليس الأوّل، إذ تعرّضت في 21 سبتمبر/ايلول الماضي لاعتداء مسلّح من قبل “شب دليفيري” وصل على متن دراجة نارية أطلق 15 رصاصة باتجاه المدخل الرئيسي للسفارة.

القبض على دواعش الأسبوع الماضي

وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان الأسبوع الماضي “أنه على أثر تعرّض منطقتَي جبل البداوي ووادي النحلة-الشمال مؤخراً لسلسلة من الأعمال المهدِّدة للأمن والسلم الأهلي، وأبرزها إطلاق النار على آلية عسكرية عائدة لأحد ضباط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، باشرت مديرية المخابرات في الجيش عمليات تَقَصٍّ ومتابعة أمنية”.

وتنفيذاً لإشارة مدعي عام التمييز، أوقفت المديرية 8 مواطنين تَبيَّنَ بالتحقيق معهم أنهم من مؤيّدي تنظيم داعش الإرهابي، واعترفوا بقيامهم بأعمال سرقة من أجل تمويل مخططاتهم الإرهابية، بالإضافة إلى إطلاق النار على محال تجارية واستهداف الآلية العسكرية المذكورة، إلى جانب تصوير أحد مراكز الجيش اللبناني بهدف استهدافه”.

وأشار الخبير العسكري العميد المتقاعد فادي داوود في تصريح  إلى “غياب الحرفية وعنصر التخطيط في تنفيذ العملية، ما يعني أن المنفّذ ليس مكلّفاً بشكل مباشر أو رسمي من تنظيم “داعش” لتنفيذ العملية حتى لو وُجد على جسده وشم لداعش وعلى سلاحه شعار التنظيم”.

وانتشر فيديو عن العملية يُظهر مطلق النار يتجوّل بحرية مع السلاح ومرّت بقربه آلية تابعة للجيش اللبناني من دون أن يُطلق عليها النار، كما ظهر وهو يرتدي خوذة على رأسه ربما لحمايته من الرصاص.

وأوضح “أن الفيديو المنتشر يؤكد غياب الحرفية في العملية، ويُظهر تجنّب مُطلق النار الاشتباك مع الجيش، ليس محبّة فيه وإنما لعدم توسيع العملية، وهذا بحدّ ذاته دليل على غياب التنظيم والتخطيط وأن المهاجم نفّذ عمليته بمفرده”.

ورجّح العميد داوود “أن يكون مُطلق النار وصل إلى مشارف السفارة الأميركية عبر درّاجة نارية أخفى بداخلها السلاح، والتحقيقات ستحسم ذلك، لكن الأكيد أن ما حصل خرق أمني”.

ردّة فعل ضد ما يحصل في غزة!

واعتبر “أن “حجم” العملية يشير إلى أنها قد تكون مجرّد “ردّة” فعل غاضبة ضد ما يحصل في غزة”.

ولفت العميد داوود إلى “أن التحقيقات المتواصلة ستشكف ما إذا كان السوري قيس فراج له علاقة بالمجموعة الداعشية التي أوقفها الجيش اللبناني الأسبوع الماضي في جبل البداوي ووادي النحلة شمال لبنان”.

ومع تأكيد هوية مُطلق النار بأنه سوري الجنسية يسكن في منطقة مجدل عنجر البقاعية بطريق شرعية، بدأت التساؤلات تُطرح حول حصوله على السلاح لتنفيذ العملية وحرية تنقّله به من محافظات عدة وصولاً إلى السفارة الأميركية.

وسُجّلت مواقف مجدداً حول الوجود السوري في لبنان، وتفاقم قضية النازحين الذين تخطى عددهم المليون والنصف.

خطر النزوح السوري

وفي السياق، قال العميد داوود “عسى أن يؤدي ما حصل إلى فهم أوسع، لاسيما من قبل الجانب الأميركي والأوروبي لخطر بقاء النازحين السوريين في لبنان والتحديات التي هي أكبر من أن يتحمّلها لبنان ومؤسساته الأمنية”.

توقيف 5 أشخاص

صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي:

ضمن إطار ملاحقة المتورطين في الاعتداء المسلح على السفارة الأميركية في منطقة عوكر، دهمت دورية من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش عددًا من المنازل في بلدتَي الصويري ومجدل عنجر – البقاع الغربي وأوقفت السوري (ع.ج.) والمواطن (ا.ز.) للاشتباه بعلاقتهما بالسوري (ق.ف.) مطلق النار على السفارة، و٣ من أفراد عائلته.