ردود فعل عربية ودولية واسعة تستنكر دعوة إسرائيل إلى إخلاء شماليّ قطاع غزة

صرّح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل،  بأنّ دعوة إسرائيل إلى إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة خلال يوم واحد أمر “مستحيل تماماً تنفيذه”.

ونزح آلاف الفلسطينيين من مدينة غزة، الجمعة، في اتجاه جنوب القطاع بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم، ما يوحي بتحضيره لعملية برّية، رداً على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل.

وقال بوريل، خلال مؤتمر صحافي في بكين، في اليوم الأخير من زيارته للصين: “أقول بصفتي ممثلاً للموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي … إن (عملية الإجلاء) من المستحيل تماماً تنفيذها”.

وأضاف: “تصور إمكانية نقل مليون شخص في 24 ساعة في وضع مثل وضع غزة لا يمكن سوى أن يشكل أزمة إنسانية”.

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، أنها ترفض بشكل قاطع دعوات إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وقال الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح،  إنّ بلاده “تؤكد رفضها القاطع لدعوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تهجير الفلسطينيين القسري من غزة واستمرار التصعيد وعمليات القتل والتدمير العشوائي الذي يُعَدّ خرقاً للقانون الدولي والإنساني”.

وأضاف الوزير أن تلك الدعوات “ستؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من قصف وحصار أدى إلى سقوط مئات الضحايا الأبرياء”.

وطالب الوزير المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل الفوري لإيقاف هذا التصعيد الخطير ووضع حد لهذه الحرب الشعواء التي لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية.

ودعا الوزير إلى إيقاف استهداف المدنيين، وأن يضطلع الجميع بمسؤولياته سياسياً وإنسانياً، وأن يقوم المجتمع الدولي على الفور بالتحرك نحو رفع الحصار وضمان دخول المساعدات الطبية والإنسانية وتوفير الغذاء والمياه للشعب الفلسطيني الشقيق من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها التابعة والمنظمات غير الحكومية المعنية بالشؤون الإنسانية.

وأكد وليّ عهد البحرين، ‏الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الجمعة، “ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية والغذاء والماء والكهرباء إلى قطاع غزة”.

جاء ذلك خلال لقاء وليّ العهد مع وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن الذي يزور المنامة حالياً، ضمن جولة شملت إسرائيل والأردن وقطر، تزامناً مع تواصل القصف الإسرائيلي على غزة لليوم السابع.

وبحث وليّ العهد البحريني مع بلينكن “العلاقات الثنائية للبلدين، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة”، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

وأكد وليّ العهد البحريني خلال اللقاء “ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية والغذاء والماء والكهرباء إلى قطاع غزة، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد”.

وأشار إلى “موقف مملكة البحرين في دعم وتأييد جهود السلام الشامل، ووقف وتجنب العنف الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي”.

وذكر بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية،  أن مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي جون، اجتمع مع ممثلين لجامعة الدول العربية، في جلسة طارئة بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال المبعوث خلال الاجتماع إنّ الصين تدعم لعب جامعة الدول العربية دوراً مهماً في القضية الفلسطينية، مضيفاً أنها ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وأضاف المبعوث الصيني: “يتعين على المجتمع الدولي أن يعزز بجدية إحساسه بضرورة العودة إلى الأساس الصحيح لحل الدولتين، لتحقيق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، التقى السفير الإسرائيلي لدى موسكو ألكسندر بن تسفي، ، وناقشا التصعيد الراهن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت الوزارة: “في هذا الصدد، جرت مراجعة موضوعية للأنشطة الحالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإجراءاته وتحركاته المحتملة، مع التركيز على الحاجة الملحة لضمان حماية المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين، لمنع التداعيات الإنسانية الكارثية وانتقال الصراع لدول أخرى في المنطقة”.

وفي وقت سابق  قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ إسرائيل ترد على هجوم بوحشية غير مسبوقة باستخدام أساليبها الوحشية الخاصة.

وقال الرئيس التونس قيس سعيّد، إنّ الحركة الصهيونية تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني وحرمانه لا فقط حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة في كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، بل أبسط مقومات الحياة، كالماء والدواء.

وخلال لقائه رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة، أوضح سعيّد أن المؤشرات تدل على أن هنالك ترتيباً لوضع جديد في الشرق الأوسط كله، داعياً “كل أحرار العالم” إلى الوقوف ضد هذا المخطط.

وتساءل الرئيس التونسي عن سبب تجاهل العالم لصورة الأطفال والرضع وهم يقتلون أو تحت الأنقاض، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله، وأن الأمة العربية لن تقبل بغير النصر بديلاً”.

وأوضح سعيّد أن الموقف الذي عبّر عنه الشعب التونسي “دليل على أن ثقافتنا ومبادئنا وثوابتنا تقوم كلها على الإصرار على رفض كل أصناف الظلم والاستعمار”.