انور حرب
جاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت وغادرها ولكن زيارته تختلف عن كل الزيارات البروتوكولية إذ لها دلالات خارقة داخلياً وإقليمياً.. لماذا وكيف؟
اولاً، هي لأول رئيس عربي يزور لبنان في عهد الرئيس جوزيف عون.ثانياً، لأن عباس يمثل فلسطين .. وفلسطين تبقى القضية المحورية وهي بالنسبة للبنان مصيرية إذ كانت في وقت من الأوقات عبئاً ثقيلاً عليه في زمن “فتح لاند” واستباحة السلاح الفلسطين للسيادة، علما ان هذا البلد ضحّى بالكثير في سبيل الشتات الفلسطينيين اللاجئ إلى المجهول .
ثالثا، يشكل سلاح المخيمات مشكلة المشاكل للسيادة اللبنانية وايضاً لمنظمة التحرير إذ ان الفصائل التابعة لمحور الممانعة مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي تشكل خطراً على سياسة “ابو مازن”… والأمثلة كثيرة ولا حاجة لتكرارها. والبيان المشترك بين الرئيسين عون وعباس يثبت ان ملف السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات وضع على نار حامية بانتظار التنفيذ إذ ان السلاح المتفلت أضر بلبنان وبالقضية الفلسطينية والدليل على ذلك سقوط آلاف الشهداء من الطرفين دون ان يؤثر على اسرائيل.
المطلوب بعد مواقف عباس الجريئة التزام كل الفصائل بها كاملة لأنها تحفظ حق الفلسطينيين وتحترم مبدأ الضيافة والسيادة وقد حان الوقت لحصر السلاح كل السلاح بيد الدولة إذ كفانا معاناة، وقد حل زمن القيامة والأعمار في ظل دولة تحتكر وحدها قرار الحرب والسلم فيستعيد هذا الرئيس السيادي جوزيف عون مفاتيح السلام والاستقرار والوئام.