في أرض البرازيل ألتقيت شلحاً أسمه إيلي حاكمة…. أنور حرب

لا أغالي إذا قلت أني أعشق الأرزة مهما تطاولوا عليها وحاولوا تحطيمها كتاريخ وكرمز قوة ونضال، فهي في مفكرتي وقناعتي بُعدُ وجودييٌ لزطن قدموس وجبران خليل جبران ولتراب مجبول بدماء شهداء ماتوا مبتسمين يوم سفكوا دماءهم دفاعاً عن لوحة سماوية رسمها الخالق في شرق أوسطي تتحكم به شياطين الأرض.

والأرزة ليست مجرد شجرة مغروسة في جبال لبنان عامة، وفي القرنة السوداء خصوصاً، إنها شلوح ورجال زعزة وكرامة وتحديات.. إنها أيقونة الوفاء للأوطان.. إنها وديعة الجمال بين السماء والأرض.

زرت البرازيل مؤخراً، بدعوة من رجل هو أكثر من صديق، ولا أتوانى بالإعتراف أنني أعجبت به قبل أعوام من لقائنا.. فهو الوطني المبدئي بإمتياز.. هو الموقف الذي لا يلين ولا يستكين، هو المنتشر الذي حمل في كشة حلماً  وبراءة طيبة القبيات، وكمشة تراب من ارض بلاده، وكثيراً من الوفاء لشهداء الوطنية المزروعة في وجدانه أي لبنان السيادة والحرية والإستقلال.. أنه الرئيس العالمي السابق للجامعة اللبنانية الثقافية.. أنه شلح الأرزة الذي وجدته هناك في البرازيل.. أنه إيلي حاكمة.

لن اتحدث عن ايلي ونجاحاته الكبيره في عالم التجارة، ولن أتطرق الى القبيالتي الذي يعتبر نفسه جندياً في صفوف المؤسسة العسكرية التي لا يساوم أحادية سلاجها، ولن أكتب عن الإنسان الذي ينام وبين أنامله سبحة زرقاء عتيقة بسيطة يعود بحياتها الى درب السماء خادعاً وشاكراً ومؤمناً، ولن أشرح عن الإستثمارات العديدة هنا وهناك.. فكل ما سبق يخصه  وهو المتواضع الذي يرفض البهرجات والنجوم والمظاهر.. بل سأتحدث عن ثروة إيلي وهي غير الملموسة وليست أرقاماً قياسية في مصارف.. إنها ثروة الأخلاق التي ورثها عن والدين ولا تحرقها النيران، وثروة الوطنية التي لا تحمل إلا هدية لبنان والوفاء له وللبلد المضياف البرازيل.. وثروة الخير التي لا تعرف يمينه ما تفعل يساره وثروة الوفاء التي أصبحت نادرة في زمن المعاصي والخيبات.. وثروة العيلة التي تشكل مع شريكة دربه ست الستات السيدة نهاد الخوري وأولاده الثلاثة وأحفاده نبعاً نفطياً من الطيبة والآدمية والصداقة.

تزور البرازيل ولا تزور إيلي فكأنك “لا رحت ولا جيت” إذ ينقصك عندئذ التعرف على حاكمة لبنانية اسمها إيلي حاكمة.

نهاد شريكة حبه المتحدرة من بلدة بقرزلا الشمالية هي عموده الفقري وهي عالمه مع فلذات أكباده وأحفاده.. وإيلي نذر نفسه  لرب السماء الذي يعتبر انه بدونه لا حياة ولا جمال ولا خير ولا بسمة ولا كرامة، ولقضية وطن تنام معه على الوسادة جرحاً وسيادة وحرية، وفوق كل ذلك نذر نفسه لعيلته التي هي ثروته الحقيقية.

ان ثروة الإنتشار برجالاته.. وإيلي من هؤلاء الرجال الرجال.. أسألوا عنه الجامعة الثقافية فتخبركم..  أسألوا عنه الإحسان فيرفض ان يجرح كبرياءه..  أسألوا عنه القضية فهو وجدانها..  أسألوا عنه العيلة فهو حنانها.. أسألوا عنه الأدمية فهو عنوانها.. أنه إيلي حاكمة الحكاية والشلح.