كارثة الشغور الرئاسي في عامها الثالث.. أنور حرب

أنور حرب

في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2022، غادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا وأخذ مفاتيح أبوابه  معه بعدما أطفئت الأتوار فيه وغابت الحركة والحياة عن مكاتبه وأجنحته وردهاته، لتتحول الجمهورية المنكوبة الى كيان يتيم بدون رأس ورئيس، إذ سكن الغراب في القصر المهجور الى جانب الفراغ “المرتاح” على حاله، في حين ان “قادة” البلاد منهمكون كمرتا بأمور كثيرة، في وقت يعيش بلدهم في ظل فراغ كافر ووسط حرب مجنونة لا أحد يعرف الى أين ستقذف بهذا الوطن المشرد والنازح والمعذب والمنهوك!!

كوارث؟

سموّها وجودية..

نكبات؟

آه منها ويلات الحربين العالميتين!!

نزوح لم يعد لشريحة تتلقى الضربات والموت والعذابات، بل لوطن بكامله أصبح نازحاً الى ديار الله!

حرب؟

نعم، حرب! وقد كنا نعتقد ان لا شأن لنا فيها. ولكن ما العمل، فقد أنجر لبنان إليها “انصياعاً” لاستراتيجية إيرانية تفرض على شريحة من اللبنانيين الإنخراط في المعركة، وان تدفع من لحمها الحي إكراماً لمشروعها وإن كان ضد مصلحة لبنان.

طبعاً، هناك من يسعى الى وضع الملف الرئاسي على الرف، معطياً الأولوية لوقف اطلاق النار. ولكن هؤلاء يعرفون جيداً ان موقفهم هذا ليس أقل من جريمة سياسية بحق الوطن، لأن الفراغ هو حرب غير معلنة على الدستور، ولأن لبنان لا يمكنه ان يعيش بدون رأس ورئيس، إلا إذا كان المتربصون به يخططون لقطع رأسه عبر مقصلة البرلمان!!

لبنان لا يمكنه ان ينتظر ما قد يتغير، بل يجب ان يعود دولة بكل مكونات بنائها، على ان تكون بعيدة عن خنادق الجنون والنزوح، إذ حان الوقت للعودة الى لبنان الجمال والحياة، لا الى لبنان الموت والدمار والإنتحار.