الكلمة التي ألقتها السيدة جوسلين شربل بدوي مسؤولة الإعلام في المجلس القاري للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لاستراليا و نيوزلندا خلال ندوة ” أزمة اللجوء السوري “Symposium WLCU
مرحباً بكل الحاضرين! و أهلاً بالأمل الجديد الذي أزهر منذ قدومكم لنتشاركَ جميعاً همومَ الوطنِ ومشاكله التي لا تنتهي آملين أن نحققَ سوياً الأهداف المرجوة من هذا الاجتماع.
من قلب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، من الاغتراب اللبناني ندق ناقوسَ الخطر، إذ ان وطننا الام لبنان يمر في مرحلةٍ حرجةٍ جداً حيث يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية على مختلف المستويات. ناهيك عن التحدي الأكبر و الخطير هو مسألة التغيير الديمغرافي، و تغيير هوية لبنان و ذلك بسبب اللاجئين السوريين المنتشرين على كافة الاراضي اللبنانية و الذي يتزايدُ عددهم يوماً بعد يوم بشكلٍ هائلٍ وخطير ليتخطى المليونين. اذ يواجه لبنان في عصرنا هذا، موجةَ لجوءٍ مرعبةٍ لا مثيل لها عبر التاريخ المعاصر و القديم، لدرجةٍ أصبح بمثابةِ قنبلةٍ موقوتةٍ جاهزة للتفجير عند اشتعال أصغر عودِ ثِقاب.
ندقُّ ناقوسَ الخطرِ، و نصرخ باعلى الصوت، لبنان بحاجةٍ الى حلولٍ سريعة و خطةٍ مدروسة و سعيٍ دولي لاعادتهم الى بلادهم آمنين. اذ ان الحربَ السورية قد انتهت و من لديهم مشاكل سياسية ليتم ترحيلهم الى بلد آخر. لعلّ المسؤولين اللبنانيين يستوعبون و يقدرون مدى خطورة أزمة اللجوء السوري على لبنان و تداعياتها، و ننذر أيضاً بوقوع خطر زوال لبنان، ان لم يجدوا حلاً و بأسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان، الان و ليس غداً. اذ أستعين بالمقولةِ الشهيرةِ للشاعرِ سعيد عقل عندما وجهها للاجئين الفلسطينيين قائلاً: “الآن الآن و ليس غداً، أجراسُ العودةِ فلتقرع “. فلا يمكن أن يكون هذا اللجوء إلى الأبد و قد مر عليه ١٢ سنة.
كان لبنان البلد الوحيد الذي لم يضع أية شروط على استقبالِ اللاجئين، وأيضاً البلد الوحيد الذي ما زال يتبع سياسةَ الحدودِ المفتوحةِ و المشرعةِ مع السوريين فتحول لبنان إلى مخيّمٍ كبيرٍ تعُمُّهُ الفوضى.
فقد تحمل لبنان أكثر من قدرته، كما يعتبر الأول في العالم الذي يوازي فيه عدد سكانه عدد اللاجئين، و أيضاً الاول في العالم من حيث كثافة اللاجئين نسبةً لصِغَرِ مساحته الجغرافية لدرجةٍ أصبح من البلدانِ الأكثرَ كثافةً سكانية و الاكثرَ فقراً.
نحن لسنا عنصريين، نحن نتعاطف مع اللاجئين السوريين ولكن هناك قضية و مصير وطن. هذه قضية وطنية قومية بامتياز، و الاولية للمواطن اللبناني. مقابل كل لاجئ سوري هناك مهاجر لبناني.
لا يمكن أن يتحمل لبنان أن يكون نصف سكانِه من اللاجئين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، كما لا يمكن أن يكون استقبالَه للاجئين على حساب اللبنانيين. المواطن ُاللبناني له الحق والاولية في كل الخدمات الحياتية التي تقدمها الدولة اللبنانية قبل اي لاجئٍ على ارضها.
إن اللجوء السوري من أهم أسباب الانهيار الاقتصادي و المالي في لبنان. تقول دراسة للبنك الدوليّ إن الكلفة السنوية التي تكبدها لبنان جراء النزوح تصلُ إلى 4.5 مليار دولاراً بما يساوي 54 مليار دولار خلال 12 سنة. إلا أنَّ المجتمع الدولي دعم لبنان خلال 12 عاماً ب. 13.2 مليار دولاراً فقط. عملياً، يعني ذلك أنّ لبنان تكبد خسارة حوالي 41 مليار دولاراً ، معظمها جراء استنزاف البنية التحتية والخدمات الأساسية و التربوية و الطبية الخ….. كما استفادوا من المواد المدعومة على حساب اموال المودعين في المصارف، لذا من حق الدولة اللبنانية مطالبة الامم المتحدة بتعويض مالي عن مجمل هذه الخسارة.
ان اللاجئ السوري لا يلتزم بقوانين البلد المضيف اذ ان قسماً كبيراً منهم غير قانوني ليس لديهم اقامة و لا اجازة عمل. إضافة الى فقدان اللبنانيين فرص عمل كثيرة، إذ إن معظم النازحين يمارسون نشاطاً إقتصادياً منافساً وغير شرعي، من دون أن يساهموا في دفع الضرائب.
هنا أتوقف لأوضح الفرق بين المصطلحين : النازح و اللاجئ نظراً للغط الكبير السائد بينهما حتى في أوساط رجال السياسة.
من هوالنازح؟
تُعرِّف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: ” النازح بأنه شخصٌ لم يعبر حدودًا دولية بحثًا عن الأمان، ولكنه بقي داخل وطنه وفي حماية حكومته، حتى وإن كانت تلك الحكومة سببًا في نزوحه.
من هو اللاجئ؟
يعرّف اللاجئ بموجب القانون الدولي على أنه شخص أجبر على الفرار من وطنه هربًا من الاضطهاد أو من تهديد خطير.
بما معناه و تفسيره ان النازحين لا يعبروا حدوداً دولية ،هم من انتقلوا داخلياً ضمن بلدانهم و بقوا مهجرين داخل أوطانهم. على عكس اللاجئين الذين خرجوا من بلدهم كالسوريين وعبروا حدوداً و دخلوا الاراضي اللبنانية. نحن بلدين منفصلين بحدود جغرافية رسمية.
إذن صفة النازح لا تنطبق على السوريين في لبنان. انها تسمية خاطئة جدا. فالسوريون فعلياً و تطبيقياً لاجئون وليسوا نازحين الا ان مصطلح “النازح” اعتمدته الدولة اللبنانية و بعض السياسيين ووسائل الإعلام، إما بسبب عدم الاطّلاع على التعريف الصحيح للمصطلح أو لرفض الامر الواقع و للتخفيف من وطأة و نتائج كلمة اللاجئ لان بعد اللجوء هناك الدمج و من ثم التوطين،
ما دامت الجهات الرسمية و السياسية لا تعترف بواقعهم الحقيقي كلاجئين، لماذا السكوت و الرضوخ للأمر الواقع و تركهم مدة ١٢ سنة بطريقة غير قانونية. خصوصاً ان لبنان لم يصادق و لم يوقع على اتفاقية الامم المتحدة للاحئين الصادرة في ٢٨ تموز 1951 في Geneve و لا على بروتوكول 1967 المتتم لتلك الاتفاقية. بما معناه ان لبنان ليس بلد لجوء. علاوة على ذلك هناك مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمن العام اللبناني و مفوضية اللاجئين والتي تنص أن لبنان بلد غير مهيأ ليكون بلداً للجوء ولا يحتمل ان يكون بلداً للتوطين. من هذا المنطلق لا يستطيع أحدٌ ان يفرض على لبنان بقاء اللاجئين السوريين. هذه المسؤولية تقع على عاتق الامم المتحدة و ليس عل لبنان.
المنظمات الدولية ولاسيما الأوروبية منها تركز جهودها على إبقاء اللاجئ السوري في لبنان. كلما كان هناك حملة طوعية لإعادة النازحين إلى بلدهم، تحذّرهم بأنهم لن يستفيدوا حينها من المساعدات. فتشجعهم على البقاء و تغريهم بالتقديمات الكبيرة من الجهات المانحة. بهدف عدم انتقالهم الى الدول الاوروبية حيث كلفة اللاجئ السوري يوازي ١٢٠٠ يورو بينما في لبنان يكلف قرابة ٢٠٠ دولار اميركي.
كما ان المفوضية تشجهعم على التكاثر رغم تشردهم فتدفع لهم كل التكاليف الطبية مع منحة مالية لكل طفل. هناك معلومات مفادها أنه مقابل كل 6 ولادات للاجئين سوريين ولادة واحدة للبناني( حالياً هناك 50 ألف ولادة سنوياً للسوريين) الارقام فعلاً مثيرة للجدل، مما يثير الهلع في الزيادة المتسارعة والمتوقعة لعدد اللاجئين خلال السنوات القادمة و ينذر بإنفجار سكاني. والأخطر في هذه الولادات عدم التسجيل فيصبحوا مكتومي القيد، ما يحمل الدولة اللبنانية مسؤولية هؤلاء بموجب القانون الدولي الذي ينص على حق مكتوم القيد بالحصول على جنسية الدولة التي ولد ويقيم فيها.
مؤخراً تسعى المفوضية للاجئين ان تفرض دمج الطلاب السوريين باللبنانيين في المدارس ما يؤكد على مخطط جهنمي لبقائهم في لبنان. وفي امتحان التربية المدينة يسأل الطالب السوري السؤال التالي: ” أوضح فكرتين تؤكد انتمائك الى وطنك لبنان ” الوضع أصبح خطير جداً
لذا نطالب بأعلى صوت كل السياسين من كافة الاحزاب و المناطق و الطوائف و المذاهب و نوجه لهم نداءً عبر المحيطات و نقول لهم
اتحدوا و توحدوا ! و ولو لمرة واحدة على قضية وطنية بحتة لمصلحة لبنان والحفاظ على حقوق هذا البلد الجريح و لصالح شعبه الذي يصلب يوميا.
تحركوا وتآزروا يا من تدعون صون الوطن إنقذوا لبنان قبل فوات الأوان كي لا تتهموا بالعمالة والخيانة العظمى فالتاريخ لن يرحمكم.
أختم و أقول الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس
فلا تسكتوا ! إذ حين سكت أهلُ الحق عن الباطلِ، توهّمَ أهلُ الباطل أنهم على حق!
جوسلين شربل بدوي
مسؤولة الإعلام في المجلس القاري للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لاستراليا و نيوزلندا جئين ان تفرض دمج الطلاب السوريين باللبنانيين في المدارس ما يؤكد على مخطط جهنمي لبقائهم في لبنان. وفي امتحان التربية المدينة يسأل الطالب السوري السؤال التالي: ” أوضح فكرتين تؤكد انتمائك الى وطنك لبنان ” الوضع أصبح خطير جداً
لذا نطالب بأعلى صوت كل السياسين من كافة الاحزاب و المناطق و الطوائف و المذاهب و نوجه لهم نداءً عبر المحيطات و نقول لهم
اتحدوا و توحدوا ! و ولو لمرة واحدة على قضية وطنية بحتة لمصلحة لبنان والحفاظ على حقوق هذا البلد الجريح و لصالح شعبه الذي يصلب يوميا.
تحركوا وتآزروا يا من تدعون صون الوطن إنقذوا لبنان قبل فوات الأوان كي لا تتهموا بالعمالة والخيانة العظمى فالتاريخ لن يرحمكم.
أختم و أقول الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس
فلا تسكتوا ! إذ حين سكت أهلُ الحق عن الباطلِ، توهّمَ أهلُ الباطل أنهم على حق!
جوسلين شربل بدوي
مسؤولة الإعلام في المجلس القاري للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لاستراليا و نيوزلندا