لماذا يغلي الشرق الأوسط على صفيح الحرب… أنور حرب

أنور حرب

ليس من باب التمحيص او التحليل او التنظير الإستنتاج بأن الشرق الأوسط يغلي على فوهة بركان، فهذا واقع تؤكده كل المؤشرات، وليس هناك من حاجة للغوص في أي جدل حول خطورة المرحلة الراهنة.

وكي يتم تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وعد به كل من ترامب ونتنياهو وقبلهما كونداليسا رايس، ليس المطلوب أميركياً وإسرائيلياً اعتماد فلسفة الديبلوماسية بل اللجوء الى قرع طبول الحرب النفسية والكلاسيكية، وهذا ما نشهده اليوم فعليا من خلال ما ترسمه هذه الاستراتيجية التي اطلت برأسها، بدءا من ايران وسوريا، مرورا بالاردن والعراق واليمن، وصولا الى غزه ولبنان.

ما يواجه الاقليم حاليا ليس اكثر من مقبلات لبركان سينفجر في وجه ايران تحديدا، اذ ان كل الدلائل التي نطق بها سيد البيت الابيض ورددها حليفه الاقوى رئيس وزراء اسرائيل بقوله ‘سنحارب على سبع جبهات” تشي بأن واشنطن منحت نتنياهو الضوء الاخضر للانقضاض على المفاعل النووي في الجمهورية الاسلامية لتدميره وللقضاء نهائيا على محورها بعد الضربات التي تلقاها، واخرها واقصاها الاطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الاسد واغتيال السيد حسن نصر الله.

السؤال: من بامكانه لجم هوس نتنياهو الذي يشعر بفائض قوة يمارسها في الجنوب اللبناني وفي سوريا حيث احتل مواقع استراتيجية وصلت الى تخوم العاصمه دمشق، ناهيك عن تحريض الطائفة الدرزية على اعلان كانتونها كبدايه لرسم الحدود الجديدة لجغرافية المنطقة من باب جبل العرب وصولا الى اخر نقطه من دول المنطقة كافة.

والحرب “الموعودة” لا يمكن فصلها عن الكباش الاميركي- الايراني بشأن الملف النووي، وهذا ما برز في الرسالة التي وجهها ترامب الى طهران وفي رد المرشد الأعلى خامنئي الرافض لمضمونها قائلا: “لسنا في وارد التفاوض تحت ضغط دولة تحاول البلطجة، ولن نتنازل عن حقوقنا وسيادتنا مهما كان الثمن”.

اذا، كل هذه التحولات والتطورات ان دلت على شيء فهي تكشف حقيقة واحدة هي ان الحرب تغلي تحت الرماد، ولهذه الحرب دوافع واضحة ابرزها كتابة حدود الشرق الاوسط الجديد بالسيف والدم وليس بالحوار او التطبيع.