انور حرب
علينا ان نعترف بالحقيقة مهما كانت قاسية.. فالانتخابات الفيدرالية الاوسترالية لم تخرج بمجرد هزيمة لحزب الأحرار العريق الذي أعطى افضل رؤساء حكومات في تاريخ هذا البلد الإنساني التعددي النموذجي بل هي مجزرة سياسية بكل ما للكلمة من معنى.
لقد ضل الاحراريون الطريق فحاسبهم الناخب..
اختلفوا فيما بينهم فلم يسامحهم المواطن..
فشلوا في كشف عورات الحكومة العمالية فجاءهم”السحسوح “قاسياً…
للمرة الاولى في تاريخ اوستراليا يصل تأييد الناخبين إلى هذا المستوى المتدني المخيف…
خسر الاحرار لصالح العمال والمستقلين نواباً وقيادات أبرزهم زعيم المعارضة داتون.. وانتزعت الحكومة منهم مقاعد تاريخيّة في المدن الكبرى كسدني وملبورن وبرزبن وادلايد.
ولمذا كل هذه الدماء السياسية من الحزب الذي أسسه القائد الأسطوري روبرت مانزيس؟
لنعتمد الصراحة.. ان هزيمة الأحرار لن تسرق البريق من انتصار الرئيس البانيزي وحزبه فهو يستحق الثناء والتهنئة اذ ان الديمقراطية تفرض التعامل معه باحترام وبتقدير لصوت الشعب الذي أعاده إلى اللودج لثلاث سنوات جديدة.
أمام اوستراليا استحقاقان جديدان الأول اعادة بناء حزب الاحرار ليس على عقيدة جديدة، بل على نهج وسياسة جديدين والثاني اخراج البلاد من الأزمات الاقتصادية ومن غلاء المعيشة والضرائب الفاحشة ومن الركود الاقتصادي خاصة في قطاع البناء.
إنها الديمقراطية بأحلى صورها وما علينا إلا احترامها وألا نكون من عالم ثالث لا تنتمي اليه اوستراليا العظيمة.
والسؤال ليس من يحكم هذه البلاد بل من يحافظ عليها وطنا نموذجياً نفاخر بالانتماء اليه.