من هم المستفيدون من رفع العقوبات عن سوريا؟… أنور حرب

أنور حرب 

بسحر ساحر أسمه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة خلال جولته الأخيرة إلى الشرق الأوسط ليفجر قنبلة من العيار الثقيل بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا، متوجاً مبادرته بلقائه اللافت مع رئيسها الخارج من رحم التطرف والمتوجه إلى آفاق الاعتدال أحمد الشرع.

وطبعاً ليس هناك شيء مجاني في السياسة، بل هناك أثمان باهظة تدفع. والكل يعلم أن ترامب هو رجل مقاولات قبل أن يكون سياسياً، وأنه لا يقدم على أي مشروع إلا إذا حصد الأرباح الطائلة منه، وهذا فعلاً ما حصل. وهناك تقارير سرية تؤكد أن أول فاتورة سيدفعها الشرع هي التطبيع مع إسرائيل والتخلي عن فلسفة الداعشية، لا بل محاربة الأصولية المتمثلة بالنصرة وبهيئة تحرير الشام وبالراحلة “القاعدة” وفلولها، والتوجه إلى خط الاعتدال والانفتاح وإلى اعتماد سياسة التعاون مع الغرب والابتعاد عن الشرق وعن روسيا تحديداً، ما يعني تلقائيا تدفق الأموال العربية لتمويل إعمار سوريا.. وهنا بيت القصيد لبنانياً. كيف ولماذا؟
لأن لبنان في هذه الحالة سيكون أكبر المستفدين إذ سينعم بعودة قوافل النازحين إلى ديارهم، وهذا أمر حتمي. كما أن الشركات والمؤسسات التجارية اللبنانية ستشارك في إعادة الأعمار ما يدر عليها أرباحا كثيرة في زمن القحط الاقتصادي. كما أن العلاقات بين البلدين ستثبت على قواعد متينة باحترام سيادة البلدين وبضبط الحدود ومنع التهريب.
إذاً، رفع العقوبات لا ينحصر بمصلحة سوريا فحسب بل يتعديها إلى أهداف ومناطق وبلدان أخرى في طليعتها لبنان، لنعود إلى الفرضية المعروفة: سوريا في سوريا ولبنان في لبنان، وما بينهما استقرار وسلام وحسن جوار.