أعلنت أستراليا رفع مستوى التهديد الإرهابي إلى “مُحتمل”، مشيرة إلى تصاعد “الأيديولوجيات المتطرفة” بعد سلسلة هجمات دامية شهدتها البلاد.
وقال مدير منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية “أزيو” مايك بورجيس، إن “البيئة الأمنية في أستراليا تتدهور وتصبح أكثر تقلبا ولا يمكن التنبؤ بها”.
وأضاف أن هناك “المزيد من الأستراليين الذين يتجهون نحو التطرف”، مشيرا إلى أن البلاد تواجه “طفرات في الاستقطاب السياسي”.
ولا يوجد أي دليل على إمكانية حصول “هجوم وشيك”، لكن وفق “آزيو” فإن التهديدات على مدى الأشهر الـ12 المقبلة في تزايد.
وقال بورجيس: “العنف ذو الدوافع السياسية يضاف حاليا إلى التجسس والتدخل الأجنبي بوصفه أحد مخاوفنا الأمنية الرئيسيّة”.
وشهدت أستراليا زيادة في الهجمات بالسكاكين خلال الأشهر الأخيرة. ففي نيسان/أبريل، قتل 6 أشخاص في مركز تسوق بسيدني . وبعد يومين تعرض أسقف من كنيسة آشورية للطعن. وفي مايو أصاب مختل عقلي شخص في هجوم بسكين.
اللافت أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رفع مستوى التهديد في أستراليا إلى نقطة “محتمل” بناء على النظام الوطني للتهديد الإرهابي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعدما ظل المستوى على درجة “ممكن” خلال السنوات الثمانية الماضية، بحسب ما ذكرت صحيفة أسوشيتد برس.
لكن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، طمأن الأستراليين قائلاً ” إن احتمال حدوث عمل إرهابي لا يعني أنه أمر محتم ولا مفرّ منه، ولا يعني أيضاً أن هناك معلومات استخباراتية عن تهديد أو خطر وشيك”.
رغم أن المناخ الحالي في أستراليا يجعل الإرهاب خطراً متزايداً، إلا أنه لا يمكن تحديد نوعية التهديدات المحتملة، أضاف ألبانيز، موضحاً أن الحكومة تتصرّف بناء على نصيحة منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية .
ورغم أن المخاوف الرئيسية تبقى التجسس والتدخل الأجنبي، لكن الاستخبارات تشير إلى أن هذا التوصيف لم يعد دقيقاً. وأصبح العنف بدوافع سياسية أحد المخاوف الأمنية الرئيسية، بحسب بورغيس، الذي شدّد على أن مزيداً من الأستراليين أصبحوا متطرفين وأكثر استعدادا للجوء إلى العنف.
وأشار ألبانيزي إلى أنه في ظل الارتفاع العالمي لأعمال العنف والتطرف ذات الدوافع السياسية، تشعر الدول في جميع أنحاء العالم بالقلق إزاء تطرف الشباب عبر الإنترنت وظهور إيديولوجيات مختلطة جديدة، وتعمل العديد من الديمقراطيات على معالجة هذه المشكلة بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا.
أما آخر عمل إرهابي في أستراليا حصل في شهر أبريل/ نيسان 2024 عندما تعرّض أسقف في كنيسة آشورية للطعن خلال قدّاس كان يبث مباشرة في مدينة سيدني. ونجا الأسقف فيما اتُهم مراهق له من العمر 16 عاما بارتكاب “عمل إرهابي”.
شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المشفّرة منصة أساسية للتطرف والعنف
وفي إطار التهديد الجديد، يرجح أن ينخرط في الهجمات أفراد أو مجموعات صغيرة بأسلحة بدائية، غالبا ما يتصرفون بدون سابق إنذار أو تخطيط، بحسب بورغيس.