أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، أنه أجرى محادثة “ودية” مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطرقا خلالها إلى قضايا الرسوم الجمركية واتفاقية الدفاع الثلاثية “أوكوس” (AUKUS). وجاء ذلك في أعقاب فوز حزب العمال الساحق في الانتخابات الفيدرالية التي جرت نهاية الأسبوع.
وقال ألبانيزي: “تحدثت مع الرئيس ترامب ثلاث مرات. لن أفصح عن جميع تفاصيل حديثه، لكنه كان كريمًا جدًا في مشاعره الشخصية، وأشاد بي بحرارة. كان مطّلعًا تمامًا على نتائج الانتخابات، وأعرب عن رغبته في مواصلة التعاون في المستقبل.”
وجرت هذه المحادثة بعد أيام من فوز ألبانيزي، في انتخابات هيمنت عليها قضايا مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والمخاوف من عودة التوترات التجارية في حال عودة ترامب إلى السلطة.
وأشار ألبانيزي إلى أنه شكر ترامب على رسالة التهنئة التي تلقاها منه، لافتًا إلى أن النقاش بينهما شمل استمرار التعاون في مجالي “أوكوس” والرسوم الجمركية. كما أعرب عن تطلعه إلى لقاء ترامب وجهًا لوجه قريبًا.
وتطرقا خلال الاتصال إلى اتفاقية “أوكوس”، وهي شراكة دفاعية تجمع أستراليا بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تهدف إلى تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية في إطار مشروع دفاعي هو الأضخم في تاريخها، بقيمة تصل إلى 368 مليار دولار خلال 30 عامًا.
وفي تعليق مقتضب على نتائج الانتخابات الأسترالية، قال ترامب إنه لا يعرف الكثير عن زعيم المعارضة المهزوم، بيتر داتون، لكنه وصفه بأنه “رجل لطيف ومحترم”، مشيرًا إلى وجود علاقة ودّية بينهما.
وتعكس لهجة الزعيمين تقاربًا بعد فترة من التوترات. ففي أبريل الماضي، فاجأت إدارة ترامب الحكومة الأسترالية بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على صادرات الصلب والألمنيوم، الأمر الذي وصفه ألبانيزي بأنه “تصرف غير ودي”، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وقد شكلت هذه الرسوم محورًا رئيسيًا في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية الأسترالية، حيث اعتبر نصف الناخبين تقريبًا السياسات التجارية لترامب من بين أبرز خمس قضايا تشغلهم.
وتسبب إعلان الرسوم في اضطراب الأسواق المالية، وأثار مخاوف بشأن تأثيرات سلبية على صناديق التقاعد والاستثمارات العالمية. كما حذر خبراء الاقتصاد من احتمال فقدان وظائف في قطاعات التصدير مثل التعدين والزراعة والصناعات المتقدمة.
وفي مواجهة هذه التحديات، أعلن ألبانيزي عن خطة من خمس نقاط لتعزيز مرونة الاقتصاد الأسترالي، تتضمن إنشاء صندوق طوارئ بقيمة 50 مليون دولار لدعم الصناعات المتضررة، بالإضافة إلى “برنامج للمرونة الاقتصادية” بقيمة مليار دولار، وإنشاء احتياطي استراتيجي من المعادن الحيوية لدعم الصناعات المستقبلية.
ورغم موقفه الصارم، أكد ألبانيزي أنه لن يلجأ إلى إجراءات انتقامية، مشددًا على أن أستراليا لن تدخل في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، بل ستدافع عن مصالحها من خلال الحوار والدبلوماسية.
وقد لاقى هذا النهج الهادئ صدى إيجابيًا لدى الناخبين، حيث حقق حزب العمال مكاسب كبيرة في ولايتي كوينزلاند ونيو ساوث ويلز، وهما منطقتان من المرجح أن تتأثرا بشكل مباشر بتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.