أنور حرب
في حين ان كل العيون شاخصة بايجابية نحو تأليف اول حكومة انقاذية للعهد الجديد، طالعتنا قوى غريبة عجيبة ببدع وتحليلات حول الميثاقية، بعيدة كل البعد عن الواقع.
والجواب هو بالعودة الى الدستور وما ينص عليه في المادة الاولى، ومع ذلك لابد من الرد على هؤلاء المتصيدين في الماء العكر لإخفاء هزائمهم المتدحرجة الواحدة تلو الاخرى.
هؤلاء نحروا الميثاقية، وهم الذين يتباكون اليوم على الاقصاء والعزل.
تاريخهم انهم في فترة الاحتلال السوري همّشوا كل المكونات السيادية، وتحديدا في العام 1992 حين اعتكف المسيحيون عن الانتخابات النيابية المعلبة والمزورة، فحكموا لوحدهم وداسوا على الميثاقية!!
أين الميثاقية حين كان الاحرار يناضلون ويطالبون بالحرية والسيادة والاستقلال، فانبرى النظام الامني السوري اللبناني، وانتم جزء منه ليغتال القادة الوطنيين، وفي طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثوره الارز؟!
اين الميثاقية حين أطحتم بسعد الحريري يوم كان في البيت الابيض رئيسًا للوزراء وخرج من اجتماعه مع الرئيس اوباما مواطنًا عاديًا اذ انقلبتم عليه بفعل الثلث المعطل وبفجور سياسي غير مسبوق؟!
اين الميثاقية حين انقلبتم على الرئيس السنيورة واقفلتم وسط بيروت التجاري؟!
اين الميثاقية يوم وقفتم ضد الدروز والمسيحيين والسنة المطالبين باخراج سوريا وكنتم درعها وسياجها والمستفيدين من وصايتها والضاربين بسيفها؟!
اين الميثاقية حين جررتم لبنان في العام 2006 الى حرب عبثية، وكررتم نفس الخطا التاريخي في العامين 2023 و2024 ليحل بلبنان وشعبه من ويلات ونكبات وخراب ودمار وتهجير دون ان تسالوا احدًا وكأن الوطن مزرعتكم ومزرعه ايران ولا شان للحكم والمواطن فيها؟!
اين الميثاقية حين ابتدعتم الدويلة داخل الدولة بأجهزة وسلاح وتهريب وتوحيد الساحات والقتال في سوريا واليمن والتدخل في شؤون الدول العربية، ونعت حكامها وفي طلعتهم المملكة العربية السعودية المنقذة بابشع الاوصاف؟!
اين الميثاقية حين واجهتم ثورة 17 تشرين بالتخوين والشيطنة والعمالة والعنف؟!
اين الميثاقيه حين وقفتم في وجه قاضي التحقيق البيطار في جريمة تفجير مرفا بيروت؟!
اين الميثاقية من ميثاقيتكم الفاجرة والكاذبة؟!
ولكننا رغم ذلك، ما زلنا طلاب دولة.. الدولة الجامعة لكل المكونات بدون اقصاء واستثناء، شرط ان نكون جميعنا متساويين في المواطنة.
ومن هنا نطالبكم ان تعودوا الى رشدكم وان تستيقظوا على مصلحه لبنان اذ لا احد يسعى الى عزلكم او ابعادكم، فانتم ونحن وطن بكامله.
نحن واياكم نتطلع الى هذا العهد الجديد عهد الرئيس جوزاف عون بعين الامل لإعادة الوطن دولة متكاملة الاوصاف والسيادة والحرية والتعددية.