احتفالات الطوباوي مار اسطفان الدويهي في ملبورن: تمثال للطوباوي الجديد وحفل عشاء وكتاب ووثائقي

اليوم الأول: ازاحة الستار عن تمثال الطوباوي

شهدت مدينة ملبورن مناسبة حافلة ومميزة  في دير مار شربل غرينفيل حيث أزيح الستار عن تمثال برونزي للطوباوي البطريرك الماروني مار اسطفان الدويهي بحضور المئات من الرسميين وفعاليات وأبناء الجالية وضيوف من مدينة سيدني. وهذا التمثال الرائع هو تقدمة الأستاذ انطوان حربية وشقيقته الآنسة سيلفانا حربية.

قبل حفل ازاحة الستار،  ترأس رئيس دير مار شربل الاب شارل حتي القداس الإحتفالي الحاشد، وعاونه الاب رامي شُلَّمي، وخدمته جوقة الكنيسة .

حضر القداس النائبان ماريا فامفكينو وريتشارد ويلش، ورئيس بلدية هيوم السابق جوزيف هاويل وقنصل لبنان العام السابق في ولاية فكتوريا الدكتور زياد عيتاني، الراهبات الانطونيات، احزاب الكتائب اللبنانية، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، التقدمي الاشتراكي، السوري القومي الاجتماعي، الوطنيين الاحرار، تيار المردة، تيار المستقبل، الشيوعي اللبناني، حركة الاستقلال، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، الجمعية الاسترالية اللبنانية الثقافية، جمعية القديسة مورا الخيرية، نادي بقرزلا الاجتماعي، نادي شباب لبنان، جمعية عشاش، جمعية بشري، حركة شباب زغرتا – الزاوية، جمعية بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية، وحشد من الفعاليات الاحتماعية والأكاديمية والادبية والاقتصادية والإعلامية.

كما حضر خصيصاً من سيدني، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الشيخ ميشال الدويهي والسيدة عقيلته، الشاعر د. جميل الدويهي، السادة رئيس بلدية ستراثفيلد السابق أنطوان الدويهي والسيدة عقيلته، سلمان الدويهي والسيدة عقيلته مطربة مهرجانات اهدن انطوانيت الدويهي، إبراهيم الدويهي والسيدة عقيلته، رئيس جمعية بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية المحامي جيمس دحدح، رئيس حركة الإستقلال سيدني سعيد الدويهي، وبدوي صادق.

القى الاب حتي عظة من وحي المناسبة تطرق فيها إلى حياة الطوباوي العلاّمة مار اسطفان الدويهي.

واشاد الاب حتي بالمبادرة الكريمة التي قام بها انطوان حربية وشقيقته سيلفانا، متمنيا لهما كل التوفيق والنجاح الدائم .

بعد القداس، قام الراهبان حتي وشلَّمي برتبة التبريك، ومن ثم ازاحة الستارة عن تمثال الطوباوي، ومن بعدها شارك الجميع في حفل كوكتيل سخي أُقيم في قاعة الدير .

*******

اليوم التالي: عشاء وكتاب ووثائقي

دعا الأستاذ انطوان حربية إلى عشاءٍ حافل امتاز بأناقته وكرمه أقامه في قاعة بلدية آيفنهو الفخمة والتي أزدانت بصور ضخمة للطوباوي الجديد وبالأعلام التي صممت خصيصاً للمناسبة، وحضره عدد كبير من الضيوف الذيم مثلوا كافة اطياف الجالية اللبنانية الروحية والسياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية والرياضية والإعلامية.

تقدم الحضور فضيلة شيخ الطائفة العلوية في فكتوريا سمير الباشا، وقدس الاب رامي شُلَّمي، والراهبات الانطونيات، وزعيم المعارضة النيابية في فكتوريا ونواب ومسؤولين حكوميين واعضاء بلديات اضافةً إلى رئيس المجلس التشريعي السابق في فكتوريا الاستاذ نزيه الأسمر والسيدة عقيلته وفعاليات ووفد زغرتاوي من سيدني .

استهل حفل العشاء بالنشيدين الوطنيين الاسترالي واللبناني، ثم تمت مباركة المائدة من قبل الاب شُلَّمي. وبعدها عرض فيديو عن لحظة إعلان البطريرك الدويهي طوباوياً في بكركي. فكلمة عريف الحفل الاستاذ سامي مظلوم الذي قدّم كل من المتكلمين الدكتور وليد الأحمر، زعيم المعارضة في فيكتوريا جان بيسوتو، الزميل طوني شربل، الشاعر الدكتور جميل الدويهي وكلمة صاحب الدعوة الاستاذ انطوان حربية .

وفيما يلي نص الكلمة القيمة المعبرّة التي ألقاها صاحب الدعوة ومنظم وراعي الإحتفالات الاستاذ انطوان حربية:

“من مشاعلِ البخور التي تداخلت في ملابسِه، ورائحةِ الارز التي تفوحُ على قمم إهدن ولبنان، ومن مغارةِ القدّيسة مارينا، حيث تَصْعَدُ ترتيلةٌ تُنشدُ الأبد. نحيّيكم.

ولقاؤُنا اليوم مع الطوباوي مار اسطفان الدويهي الذي أُعطيَ له مجدُ لبنان، والكرامةُ الإهدنيّةُ العريقة، المجبولةُ بحبر المَلافنةِ، ودماءِ الشهداء والأبطال. هناك على وادٍ يُرددُ أصداء التاريخ، وعلى تلٍّ يعانقُ الكواكب، انكتبَ على الصخرِ الماردِ: الخلودُ للبنان.

وفي تلك البُقعةِ الصغيرةِ، حيثُ كان الفردوسُ الأرضيُّ وما يزال، وَقْفاً للإله، لا تَطالُه رماحٌ، ولا تَلوي شموخَه أزمنةٌ.

ثمارُ الفضيلةِ هي الفرحُ والمحبّةُ والعطاء. ثلاثةُ أقانيمَ تمثّلُ الخيرَ، وبها تَحلُّ البرَكةُ على الأرض. ومستمرّون نحنُ بهذه العزيمة، للحفاظِ على إيماننا ، فكما الخريفُ يَنحَتُ في الأشجار، ليصنعَ منها حياةً جديدة ، نحنُ ننحتُ في المستحيل، لكي يولدَ النورُ من دياجيرِ االزمان، وتمتلئَ الخوابي فكراً، ومعرفةً، وإنماء. هذا هو قدرُنا، لذلك نحنُ ثابتون في رسالتِنا الحضاريّة، نَحملُ أسرار الإبداع، ونمضي في طريقِ التقدم، وعندما نُولد بدموعٍ كثيرة وضَحِكات كثيرة، يكونُ الوردُ قد نبَت على أدراج حكايتنا، وامتلأت سطورُنا بالعطرِ والنقاء. وما أطيبَ التحدي عندما يكون للفلاّحِ أن يأكلَ من ثِمارِ حقلِه ويُطعِمَ الآخرينَ أيضاً..

بعضُ الناس يسألونَ ويتساءلون: لماذا وُضِع التمثالُ للبطريرك الطوباويّ مار اسطفان الدويهي في دير مار شربل، وجوابُنا هو أنّ هذه الكنيسةَ كلّها إنّما هي كنيسةٌ واحدةٌ جامعةٌ مقدسةٌ رسولية، وثانياً لأنّ الدويهي هو راعي المؤسّسةِ الرَّهبانيّة المارونيّة.

ومن أقلّ واجبي أن أتقدّمَ من الرَّهبانيّة الأنطونيّة، ورئيسِ دير مار شربل في ملبورن ، الأب شارل حتّي المحترم، بجزيلِ الشكرِ والامتنان، وقد تفضّل برعاية الحدث، وأسكنَ الدويهي في قلبِه قبل أن يكون تمثالاً للذكرى ومَزاراً للمؤمنين..

والشكرُ موصولٌ أيضًا الى حضرة الاب رامي شالومي ، والى كل الذين بذلوا مجهودًا رائعًا، ومدّوا إلينا يدَ العون، للارتقاء ِبمستوى العملِ المؤسّساتي، راجين أن تستمر مسيرةُ العطاء الدائمة.

لا أستطيعُ التعبيرَ عن مدى فخري وامتناني بوجودكم، وشعارُنا: تبقى الروحُ شُعلةً متوهجةً تُنيرُ الدروب، والحقيقةُ هي المعرفةُ ولا أحدَ يستطيع تصغيرَها أو تصويرَها على غيرِ ما هي عليه”.

وتخلل العشاء فيلم وثائقي كانت قد اعدته محطة MTV التلفزيونية في بيروت، وقُدم في النهاية كتاب باللغتين العربية والإنكليزية للدكتور جميل الدويهي والأستاذة ربى الدويهي سركيس.

“النهار” تتمنى للصديق انطوان حربية وشقيقته سيلفانا حربية كل التوفيق والتقدم والنجاح لما يقدماه للجالية زكذلك للوطن الأم لبنان من مساهمات وأعمال تمتاز بحسن تنظيمها وكرمها وأهميتها.

 

 

(تصوير كريم عبوشي)