احتفال وطني ورسمي – لبنان والعالم
أقامت بطريركية بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك احتفالا وطنيا ورسميا في ساحة الشهداء
استقبال جثمان البطريرك الكاردينال كريكور
لاستقبال جثمان البطريرك الكاردينال كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان،
بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الرؤساء: أمين الجميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة
وتمام سلام، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، قائد الجيش العماد جوزاف عون
الطوائف اللبنانية الإسلامية والمسيحية
وشخصيات ديبلوماسية وسياسية ودينية ومؤمنين.
ووصل الجثمان مسجى بنعش زجاجي وأنزل من السيارة محمولا من 12 شابا يمثلون كل الطوائف اللبنانية،
الإسلامية والمسيحية، إلى ساحة الاحتفال مترافقا مع عزف موسيقي للكشاف الأرمني، ونثر الأرز على نعشه،
الذي لمسه المؤمنون للتبرك.
ثم وضع النعش على المذبح، وبدأ الإحتفال ببث شريط وثائقي عن حياته.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمة له خلال استقبال جثمان الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان:
أيها الحفل الكريم
تجمَّعت في شخصِه هويّاتٌ عديدة، فباتَ على مثال لبنان، كثيرًا في واحد. هو الأرمنيُّ الجورجيُّ اللبنانيُّ،
والحبرُ المشرقيُّ الرومانيُّ المسيحيُّ المنفتِحُ على الآخرِ بمحبةٍ وإيمان، المحافظُ من سُدّةِ كهنوتِ كنيستِه الجامعة،
على ثباتِ انتمائه الوطني إلى لبنان، الأرضِ التي تَفيضُ ايمانا كلما تراكمت عليها المصاعب.
احتفال وطني ورسمي في لبنان
الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان، لن أتحدّثَ اليومَ لا عن حياتِه، ولا عن كهنوتِه، ولا حتّى عن دورِه الوطني في لبنان،
في زمنِ الازدهار والتطوّر، كما في زمنِ الانقسامات والثورات الداخليّة. فإن مآثرَه تتحدَّثُ عنه بأبلغَ الكلمات.
ما أريدُ اليومَ الحديثُ فيه، هو عن لبنان الرسالة ،خصوصًا وأن البطريرك الكاردينال أغاجانيان الذي نستقبلُ جثمانه بيننا،
نموذجٌ بهيٌّ عن هذه الرسالة.
السبيل الأفضل للتعارف المؤدي
وأول ما يجبُ قولُه أن الشعبَ اللبنانيَّ الذي يعيشُ غنى التنوع في كل ميادين الحياة، مدعوٌّ لأن يعيشَ
في الوقتِ نفسِه غنى الاتحاد والتلاقي بين مكوناته وفئاته. هذه هي رسالتُه ودوره في الداخل والمشرق والعالم:
أن يعطي المثال للإنسانية كلها على أن الاختلاف والتنوع لا يعنيان التخاصم والحروبَ وإلغاءَ الآخر.
بل هما السبيل الأفضل للتعارف المؤدي إلى بناء الحياة.
احتفال وطني ورسمي والقيمةِ الإنسانية
والكاردينال البطريرك أغاجانيان عاش هذه التجربة الفريدةَ في داخل كيانِه،كما في المواقع التي تبوَّأَها على الصعيدين الكنسي والوطني،
فكان خير تعبير عن نعمةِ التلاقي، القيمةِ الإنسانية النبيلة التي ينبغي لجميع اللبنانيين أن يجسّدوها في عيشهم معًا.
لكن نعمة التلاقي لا تتحققُ إلا بالحوارِ الذي ليس فقط حوار الأفكار والمعتقدات والتوجهات،
بل هو أولًا وقبل كل شيء،حوارُ الحياة اليومية التي بها يتأمن للجميع فعلُ المشاركة في صنعِ المصير الوطني الواحد.
هذا الحوار هو مسؤولية المجتمع بقواه الحية طبعًا ومسؤولية الدولة أيضًا، لأنها الحضنُ الطبيعي الذي تأوي إليه جميعُ الأطياف،
فينبغي لها بمؤسساتِها الدستورية أن ترعى جنبًا إلى جنب حوارَ الفكر وحوارَ الحياة، بعيدًا عن كل ذرائع التعطيل والمقاطعة.
انتخاب رئيس جديد للجمهورية
الدولةُ وُجِدَت لتعملَ وتنتجَ وتبني، لا لكي تَتجمَّدَ وتتوقَّف.
وبالمناسبة، فإن هذه المنطقة من وسط بيروت، حيث نقف الآن، لم يكن يتصاعدُ منها في الحرب المشؤومة
إلا الدخانُ الأسود. اليوم، يتفاءلُ جميع اللبنانيين بحلول جثمان البطريرك الكاردينال كريكور أغاجانيان فيها،
ويعقدون على ذلك الآمالَ بأن يتصاعدَ هذه المرة منها دخانٌ أبيض يعلن البشارة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية
تيمنًا بمشاركة غبطتِه في انتخابات أكثر من بابا على كرسيّ روما.
بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل
أيها الحفل الكريم
الكاردينال أغاجانيان، البطريركَ المتواضعَ الممتلئَ بمحبة الإنسان، ولا سيما المحتاج والفقير والمريض والمشرد، العامل
على تأسيس المدارس والجمعيات ودور الأيتام، أحبَّ لبنان حبَّ الابنِ لأهلِه، وأحبّ اللبنانيين حبَّ الأبِ لأولاده.
وها هو اليوم في أرضه وبين أهله، بعد أكثرَ من نصف قرنٍ على وفاته، يرفضُ أن يفصلَ الموتُ بينه وبين وطنه، فيرقدُ فيه .
قبل الختام لا بد من توجيه التحية الى صاحب الغبطة بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين مينيسيان
نبنيَ يدًا بيد هذا البلدَ الحبيبَ
الذي يعمل بصمت ومثابرة على التقريب بين مختلف العائلات الروحية اللبنانية،
وهذا الحشد الوطني اليوم خير دليل على ذلك، ويجمع أبناء الطوائف الارمنية الكريمة على كلمة سواء
وفعل محبة.فله منا كل التحية والتقدير.
ختاما
لكم منّا جميعًا أسمى آيات التقدير والاحترام، على أمل أن نبنيَ يدًا بيد هذا البلدَ الحبيبَ، ونجعله آمنًا مزدهرًا،
احتفال وطني ورسمي والعميد فادي الكفوري
كما أراده الكاردينال أغاجانيان. وشكرًا.”
وكان وصل جثمان بطريرك الأرمن الكاثوليك الكاردينال البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان
إلى مطار بيروت الدولي.
وأقيم له استقبال رسمي في “الصالون الرئاسي”، في حضور النائب جان طالوزيان وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري وقائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب وحشد من المطارنة.
حتفال وطني ورسمي بالورود وصور البطريرك
وقد زينت قاعة الصالون الرئاسي بالورود وصور البطريرك.
وكان قد غادر جثمان البطريرك أغاجانيان المعهد الأرمني الحبري في روما، بعد أن بقي جثمانه في الكنيسة لمدّة 53 عامًا.