استطلاع أستراليا والجالية – شؤون وأحداث
ما حققه الرئيس الأمريكي السابع والأربعون، دونالد ترامب، بعودته إلى البيت الأبيض لم يكن مجرد استحقاق انتخابي.
فهذه العودة، كما يرى كثيرون، هي أكثر من مجرد انتخابات دورية يتم اقامتها كل أربع سنوات.
إنها تمثل انتصارًا لرؤية ترامب السياسية، التي تأثرت بشكل كبير بتغيرات العالم منذ انهيار جدار برلين. من خلال هذه العودة، أعاد ترامب للأذهان مفهوم أحادية السيطرة الأمريكية على مقدرات الأحداث العالمية.
أستراليا: ثبات التحالف مع أمريكا
من ناحية أخرى، وبالنظر إلى التحالف الوثيق الذي يربط الولايات المتحدة بأستراليا، كان من الطبيعي أن تتفاعل الدولة الأسترالية مع هذا الانتصار. قمنا بزيارة مراكز القرار في العاصمة كانبرا،
حيث كانت الردود من الأطراف السياسية المختلفة متوافقة إلى حد بعيد.
سواء من الحكومة العمالية التي يتزعمها أنتوني ألبانيزي أو المعارضة التي يقودها بيتر داتون، فإن الطرفين أكدا على التزام أستراليا بتحالفها التاريخي مع أمريكا.
وفي كلا الموقفين، أكد المسؤولون الأستراليون أن أستراليا ستظل ملتزمة بمعاهدة الدفاع المشترك “أوكوس”، التي تشمل أيضًا بريطانيا.
وتتمحور هذه المعاهدة حول التعاون الأمني، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والقدرات السيبرانية.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المعاهدة تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، وهو ما يعكس قوة هذا التحالف.
احترام الديمقراطية الأمريكية
وعلى الرغم من التباين السياسي بين الحكومة والمعارضة الأسترالية، أجمع الطرفان على نقطة مهمة: أن احترام الروح الديمقراطية في أمريكا هو أمر أساسي.
فقد جاء فوز ترامب من خلال العملية الديمقراطية نفسها، وهو ما يعكس التزام النظام الأمريكي بالقيم التي تروج لها أستراليا.
وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول سياسات ترامب، إلا أن الطرفين اتفقا على أن الولايات المتحدة تبقى القوة الأهم في العالم من حيث السعي لتحقيق السلام والاستقرار الاقتصادي العالمي.
الجالية اللبنانية: تأييد كبير لترامب
من جانب آخر، شهدت الجالية اللبنانية في أستراليا دعمًا كبيرًا لعودة ترامب.
فقد كانت الغالبية العظمى من أفراد الجالية متحمسة لفوز الرئيس الأمريكي، معتبرين أن هذا الانتصار يشكل قوة جديدة في مواجهة “محور الشر” في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبرت هذه الفئة أن فوز ترامب يشير إلى نهاية الهيمنة الإيرانية وحلفائها، ويعزز من استقرار المنطقة.
ورأى البعض أن فوز ترامب هو رد على سياسات الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، خاصة فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل.
فبالنسبة لهذه المجموعة، لا فرق بين رئيس أمريكي وآخر؛ جميعهم في النهاية حلفاء لإسرائيل.
الأحزاب السيادية
أما بالنسبة للأحزاب السيادية اللبنانية في أستراليا، فقد رأوا في انتصار ترامب انتصارًا للقيم الإنسانية ومبادئ السلام.
فوفقًا لوجهة نظرهم، جاء هذا الفوز بمثابة هزيمة لمحور الشر بقيادة إيران، ويعد بمثابة رسالة قوية ضد الإرهاب والممارسات التي تشجع على العنف والاغتيالات.
كما أشار المسؤولون الحزبيون إلى أنه في الآونة الأخيرة، كشف النظام الأمريكي عن محاولة من أحد عملاء إيران في الداخل الأمريكي لاغتيال ترامب، وهو ما يعكس التحريض الإيراني على الإرهاب والقتل.
فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يمثل مجرد فوز سياسي، بل هو انتصار لرؤية معينة في السياسة الدولية، وهي الرؤية التي ترى في أمريكا القوة المهيمنة على النظام العالمي.
بالنسبة لأستراليا، يبقى التحالف مع الولايات المتحدة ثابتًا بغض النظر عن هوية الرئيس، بينما تواصل الجالية اللبنانية في أستراليا الاحتفال بهذا الانتصار باعتباره نقطة تحول في صراع الشرق الأوسط.