الشعب اللبناني فرح و هلل بانتخاب قائد الجيش اللبناني العتيد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وبتلاوة خطاب القسم واكتملت الفرحة بتكليف القاضي النزيه نواف سلام رئيساً للوزراء ومن بعدها بتشكيل حكومة بأكثريتها اختصاصيين. إستبشر اللبنانيون خيراً بعهد قوي يفرض سلطته وهيبته. الا ان فئة مشاغبة ارادت ان تستهل عهدهم بالخلل الامني، و تعبث بالسلم الاهلي وتفتعل أعمال الشغب لتفشيل خططهم الاصلاحية.
هذا الثنائي الرئاسي الجديد المكون من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ظاهرة خلاص ونافذة أمل، مهمته إعادة سيادة لبنان، نشله من الهوة، انقاذه من الفساد والنهوض بالدولة ومؤسساتها. هذا الثنائي قلب المعايير وغيّر مفهوم الثنائي المتداول الذي أدخلنا في حرب لم تحمد عقباه. ثنائي وطني أتى لينقذ وطن مدمر من قبل ثنائي آخر مدسوس هدم البلد وشرد أهله، وكان سبباً لادخال العدو الاسرائيلي الى جنوبنا واحتلاله من خلال حرب الاسناد والالهاء التي تفرد بقرارها.
اللافت في هذا الثنائي الوطني التناغم والانسجام الكامل فيما بينهما وهذا دليل عافية لحكم بلد عانى الكثير من الشغور الرئاسي، ومزقه التشرذم السياسي والمناكفات الحزبية. رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وضعا خلاص لبنان نصب أعينهما والتزما بتنفيذ الاتفاقيات الدولية. لقد نالا ثقة كل لبناني شريف إذ أن كل اللبنانيين رحبوا بهما وأعطوهما الثقة أكثر مما أعطوها لاحزابهم. الا ان فئة مضللة لا تناسبهم العودة الى كنف الدولة وقد تعودوا على الاستقواء بحمل السلاح، أرادوا اشعال فتنة داخلية.
قطعوا طريق المطار بعد إلغاء رحلة آتية من طهران، وقد هددت اسرائيل بقصف المطار في حال كانت الطائرة مشبوهة تحمل أموالاً او سلاحاً. ماذا تريدون قصف المطار كما قصف الجنوب والبقاع والضاحية؟ تريدون عزل لبنان عن العالم الخارجي؟ ألم تتعلموا شيئًا مما حدث في لبنان وكأنكم لم تقرأوا الأحداث التي جرت في البلد. نذكركم بان طريق المطار هي لكل اللبنانيين الذين استضافوكم واحتضنوكم فترة نزوحكم من قراكم ومنازلكم.
دمروا خربوا أحرقوا، و اعتدوا على اليونيفيل وعلى الجيش اللبناني. هل هكذا يكافئون الجيش اللبناني الذي أعادهم الى قراهم الجنوبية التي احتلتها اسرائيل ولولاه لما استطاعوا الدخول الى قراهم؟ أليس الجيش هو من استطاع نشل جثامين الشهداء من تحت الانقاض؟ هل هذا هو جزاء المعروف؟ اشتباك مع الجيش وإصابة 23 عسكريا بينهم 3 ضباط. أما الاعتداء على اليونيفيل “جنود حفظ السلام” أظهر للعالم صورة شرسة وقبيحة غير حضارية. هل هذا هو جزاء المعروف لليونيفيل التي تعمل جاهدة في لبنان لحفظ الأمن على الحدود الجنوبية طول الخط الازرق منذ سنة 1978
أما المخزي هو الاعتداء على نصب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في منطقة العيشية، يا للعار!
يقتلون،يدمرون، يخربون، ثم ينفضون أياديهم من جرائهم. يعربون عن أسفهم لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية ثم يخونون ويعتدون على الجيش اللبناني. يناقضون أفعالهم بأقوالهم. يطالبون الدولة اللبنانية بحل مشاكل أقحموا الدولة فيها من خلال اتفاقية وقف اطلاق النار التي هم وافقوا عليها ولم يطبقوا شروطها.
الا ان الرئيس عون بصفته رئيسًا للجمهورية وقائدًا أعلى للقوات المسلحة و معه رئيس الحكومة شدّدا بأنّ أمن المطار وإقفال طريق المطار خط أحمر، ومن سيتجاوزه سيحاسب فأعطيت الأوامر للجيش والقوى الأمنية بالضرب بيد من حديد.
الشعب اللبناني يناديكم! و يشدّ على أياديكم!
ان تمضوا بكل عزم وحزم لتحقيق العدالة المفقودة وتبدأوا عهدكم في الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن البلد واستقراره، وبتنفيذ أقصى الاحكام في كل من يتعدى على الحريات العامة وعلى كل من يقدم على اعمال شغب وتخريب.
ولا علم يرفع على الاراضي اللبنانية الا العلم اللبناني رمز العز و الشموخ، وليرفرف علم بلادنا من جديد خفاقاً عالياً في سمائه.