اكتشاف آفاق اللغة العربية في جامعة غرب سيدني

في مشهد يبعث على الأمل في مستقبل اللغة العربية في المهجر، نظّمت جامعة غرب سيدني فعالية ثقافية وتربوية جمعت بين الحماسة الشبابية والخبرة الأكاديمية، بهدف تعريف طلاب المدارس الثانوية في سيدني بجماليات اللغة العربية، وفرص دراستها في التعليم العالي، ومجالاتها المهنية الرحبة.

استقبلت الفعالية طلابًا من معهد مار شربل، ومعهد مار مارون، والكلية الثانوية للغات في ليبربول، وسط أجواء من التفاعل الإيجابي والانفتاح على التعلم. وشكّلت المناسبة نافذة حقيقية للشباب لاكتشاف اللغة العربية من زاوية جديدة، تجمع بين الأصالة الثقافية والفرص المستقبلية.

قدّمت فقرات البرنامج والمتحدثين كل من باميلا شيبان ونانسي ميخائيل، في جو ترحيبي محبب جعل الطلاب يشعرون بأنهم جزء من هذا الحدث الأكاديمي والثقافي المميز.

إشراف أكاديمي رفيع وبرنامج رائد

-افتتح الفعالية البروفيسور مصطفى طيبي، رئيس قسم الدراسات العربية، بكلمة شاملة سلّط فيها الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه جامعة غرب سيدني في دعم تعليم اللغة العربية في أستراليا. وأكد أن البرنامج الذي تقدّمه الجامعة يُعدّ من أكثر البرامج الأكاديمية تكاملًا ، إذ لا يركّز فقط على تعلم اللغة من الناحية اللغوية، بل يدمج الترجمة، والدراسات الثقافية، والأدب العربي، واللغويات التطبيقية، بالإضافة إلى مساقات في تعليم العربية للناطقين بغيرها.

وأشار إلى أن البرنامج يتسم بمرونة عالية وتكامل فريد، حيث يُمكّن الطلاب من الجمع بين المهارات الأكاديمية والخبرات العملية، مع فرص تدريب حقيقي في مجالات متعددة، مما يعزز مكانتهم المهنية مستقبلًا.

محاضرة ألهمت الحضور وأثارت فضولهم

أما السيدة إيفا ملحم، منسقة برنامج اللغة العربية، فقد قدّمت محاضرة بعنوان “آفاق دراسة اللغة العربية والمستقبل المهني”، أثارت اهتمام وفضول الطلاب بشكل لافت. بأسلوب سلس وعميق في آن، طرحت تساؤلات محفّزة مثل: هل يمكن للغة أن تُغيّر مستقبلًا؟ وهل يمكن للهوية الثقافية أن تكون مصدر قوة مهنية؟

من خلال عرضها، مزجت السيدة ملحم بين الرؤية الأكاديمية والتجربة الواقعية، وقدّمت خريطة واضحة للمجالات التي يفتحها هذا التخصص، مثل الترجمة، الإعلام، التعليم، العلاقات الدولية، التجارة، والقطاع الإنساني.  وقدّمت قصص نجاح حقيقية لخريجين تمكّنوا من بناء مسارات مهنية مزدهرة، ما جعل العديد من الطلاب يتفاعلون بالأسئلة، ويعبّرون عن رغبتهم في معرفة المزيد.

تجدر الإشارة إلى أن حديثها أضاء أهمية اللغة العربية في السياق الأسترالي المتعدد الثقافات، مؤكدًة أن العربية لم تعد لغة مجتمعات مهاجرة فحسب، بل أصبحت من اللغات الاستراتيجية المطلوبة في السوق المحلي والدولي، وخصوصًا في مجالات المحتوى الرقمي، التجارة، الترجمة الرسمية، والدبلوماسية.

ورش عمل وتجارب واقعية

تنوعت فقرات البرنامج لتشمل عروضًا تطبيقية وورشًا تفاعلية قدّمتها نخبة من الأكاديميين والطلاب والخريجين، من ضمنهم المترجمة باميلا شيبان، التي شاركت قصتها في الترجمة الفورية للمسؤولين رفيعي المستوى بمن فيهم رؤساء الوزراء والأستاذة الجامعية نوال سامي التي أدارت درسًا تفاعليًا في العربية الحديثة.

كما تألقت الطالبة جنان يغمور في تقديم عرض غني عن تاريخ اللغة العربية والخط العربي وتطوره، بينما استعرضت الطالبة فاديا عماد تجربتها الأدبية باللغة العربية، وتحدث طالب الدكتوراه سام حب الله عن دور الترجمة في بناء جسور بين الثقافات، وشاركت الخريجة عائشة كناوي الطلاب في ورشة ممتعة حول الخط العربي.

تكريم وإشادة بالجهود

وفي ختام الفعالية، ألقت السيدة نانسي ميخائيل كلمة أثنت فيها على الجهود المبذولة، موجهة شكرًا خاصًا للسيدة إيفا ملحم التي لعبت دورًا محوريًا في دعم وتعزيز ارتباط الطلاب بالهوية الثقافية العربية من خلال التعليم الجامعي.

واختُتمت الفعالية بأنشطة ثقافية وتفاعلية لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور، وتركت أثرًا عميقًا في نفوس الطلاب الذين أبدوا اهتمامًا واضحًا بتعلم العربية، واستكشاف آفاقها الجامعية والمهنية.