الأبرشية المارونية في أستراليا: كنيسة تفيض بالإيمان وتنبض بالحياة/ إعداد سركيس كرم

سركيس كرم

“من المهم أن يكون لديكم أحلام كبيرة: حتى الله لديه هذه الأحلام! ومن المهم أن تلتقوا ببالغين لا يطفئون أحلامكم، بل يساعدونكم على تفسيرها وتحقيقها. قارنوا دائمًا أحلامكم بأحلام الله” – قداسة البابا فرنسيس

*****

توالى على خدمة الأبرشية المارونية في استراليا ورعايتها منذ تأسيسها أصحاب السيادة الأساقفة المطران عبده خليفة، المطران يوسف حتي، المطران عاد أبي كرم، والمطران الحالي انطوان شربل طربيه. وقد ترك كل من المطارنة خليفة وحتي وأبي كرم بصماتهم النيرة وانجازاتهم التي انطبعت بأسلوب وطريقة كل واحد منهم.

وبمطلق الأحوال نكن لهم جميعاً كل الإحترام والتقدير. إلا ان دخولنا الى خدمة الشأن العام بصورة أكبر سمح لنا بمعرفة سيدنا المطران طربيه عن كثب كرئيس لدير مار شربل ومن ثم كراع للأبرشية المارونية في استراليا.  ولقد خولتنا هذه المعرفة ان نكتب هذه المقالة-التقرير بتواضع ومحبة لما نشعر به من إعتزاز وفخر كأبناء للكنيسة المارونية التي يُجمع المسيحيون في استراليا على إعتبارها وبلسان كبار الكرادلة والأساقفة على انها الكنيسة النابضة بالحياة والمتنامية بصورة كبيرة، وعلى وجه الخصوص في السنوات ال12 الأخيرة بفضل قيادتها الحكيمة. ولا يقتصر هذا الموقف على المسيحيين بل يشمل الكثيرين من الأخوة المسلمين ومن الطوائف الاخرى.

 

راعي الأبرشية المطران انطوان شربل طربيه

ولد في تنورين / لبنان الشمالي في 15/11/1967 في عائلة مؤلفة من سبعة اولاد. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة تنورين والتكميلية في مدرسة سيّدة طاميش. في العام 1983 دخل الابتداء في دير مار قبريانوس ويوستينا / كفيفان، التابع للرهبانية اللبنانية المارونية وأبرز نذوره الرهبانية المؤقتة سنة 1985. تابع دروسه الفلسفية واللّاهوتية في جامعة الروح القدس – الكسليك ونال الاجازة في اللاهوت سنة 1993 وسيم كاهنًا في العام نفسه.

في العام 1994 أرسلته الرهبانية اللبنانية المارونية إلى روما حيث تخصص في اللاهوت الادبي في معهد الالفونسيانوم ونال شهادة الماجستير سنة 1996، ثم شهادة الماجستير في علم أخلاقيات الأحياء سنة 1998 من معهد يوحنّا بولس الثاني لعلوم الزواج والعائلة.

في العام 1999، أنتقل الى فرنسا ونال دبلوما في الدراسات المعمّقة في حقوق الإنسان من الجامعة الكاثوليكية / ليون. وفي العام نفسه، نال شهادة الدكتوراه في اللاهوت الأدبي – أخلاقيات علم الاحياء من ألاكاديمية الالفونسيانا – جامعة مار يوحنا أللاتران / روما.

وفي نهاية العام 1999 عاد الى لبنان واهتم بالتربية والتعليم وشغل منصب استاذ محاضر في أخلاقيات الأعمال وأخلاقيات علم الأحياء في جامعة الروح القدس / الكسليك، ومنصب أستاذ محاضر في اللاهوت الأدبي في الجامعة الانطونية/ بعبدا.

في العام 2002، عيّن مديرا لمدرسة مار شربل في سدني/ استراليا.

في العام 2006 عاد إلى لبنان ليشغل منصب مدير مكتب شؤون الطلبة في جامعة الروح القدس/ الكسليك لمدة سنة عاد بعدها الى استراليا رئيسا لدير ومدرسة مار شربل. وشمل عمله الرسولي والرعوي في سدني مسؤوليات أخرى اهمّها: منسّق المجلس الرعوي لأبرشية أوستراليا المارونية، مرشدا لشبيبة رعية مار شربل، مؤسس ومحاضر في مراكز التنشئة المسيحية للراشدين، مسؤولا عن التنشئة المستمرة للكهنة الجدد في ابرشيّة اوستراليا المارونيّة، ومرشدا روحيا لعدة لجان وجمعيّات خيريّة.
يتقن اللغات العربية، السريانيّة، الفرنسية، الانكليزية والايطالية مع المام باللغة الاسبانيّة.

في 17 نيسان 2013، عيّن قداسة البابا فرنسيس الأب أنطوان شربل طربيه، أسقفًا مارونيًا على أبرشية مار مارون في أستراليا.

رُسِمَ أسقفًا في 25 ايار 2013 من قِبل غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، في البطريركية المارونية في بكركي.

جرى تنصيبه رسميًا كرابع أسقف للموارنة في أستراليا، في الثالث من حزيران 2013 في كاتدرائية القديس مارون في ردفرن.

الراعي القدير والرؤيوية القيادية

منذ توليه قيادة الأبرشية، وضع المطران طربيه نصب عينيه العمل لترسيخ الفكر المؤسساتي التنظيمي، ولضخ المزيد من الحيوية في نشاطات ومناسبات ولقاءات الكنيسة، والسعي الى جعل دورها وتأثيرها يتوافقا مع حجم ما تمتاز به من ديناميكية إيمانية تترجم بحضور فاعل وحاشد ومتنامي قل ما تشهده استراليا في أماكن دينية اخرى.

قال المطران طربيه عام 2013 في قداس التولية: “بصفتنا أستراليين موارنة فخورين وأوفياء لتراثنا وتقاليدنا، فلنواصل الإسهام في أرض أستراليا الكريمة هذه، أرض الروح القدس وشعبها”. وأعرب عن محبته وتقديره للطائفة المارونية في استراليا وهي «اهم واكبر وانشط ابرشية مارونية في العالم، منوهاً انه سوف يبقى وفياً ومخلصاً للأصول والميراث الماروني في استراليا”.

وعن اختيار أسم انطوان- شربل، قال ” من المناسب أن أختار القديس شربل، أول قديس طوّب في الرهبانية اللبنانية المارونية، كشفيع لي. وتكريماً له، وللقديس أنطونيوس الذي أعطاني والدي اسمه، يصبح اسمي الأسقفي أنطوان- شربل. أطلب إلى القديس شربل، الناسك المقدس الذي وصل إلى ملكوت السماء أن يتضرع لي لأكون الراعي الصالح وأقود قطيعي إلى المراعي الخضراء”.

وختم يقول: “هل لي بكل تواضع أن أحذو حذو قداسة البابا فرانسيس، عندما سأل المؤمنين الدعاء له في بداية توليه البابوية. والآن أدعوكم، أيها الأخوة والأخوات في المسيح، للصلاة معي ولأجلي”.

ومنذ ذلك الحين لم يلتزم المطران طربيه بكل كلمة قالها وحسب، بل أجاد وضاعف العطاء وباتت انجازاته لا تحصى ولا تعد. فقد وضع البرامج والخطط المستقبلية التي أشرف على تطبيقها بحذافيرها ليضمن انها تحصد النجاح لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين أينما تواجدوا في استراليا وفي نيوزيلندا وأوقيانيا. ونحن هنا نحتاج فعلاً الى مئات الصفحات لتغطية المشاريع والبرامج والنشاطات الروحية والثقافية والإجتماعية التي أشرف عليها سيادته وأتمها حتى اليوم.

وكم يظهر المطران طربيه اهتمامه بأدق التفاصيل سواء أثناء تنظيم النشاطات او عند كتابة أي خبر للنشر مهما كان مقتضباً. وهذه المتابعة الشاملة وعن كثب هي من أهم أسباب النجاح في قيادة ترمي الى بلوغ أقصى درجات التقدم والتطور والمأسسة.

وبالرغم من انشغالاته الكثيرة يحرص المطران طربيه على تعزيز الروابط مع الوطن الأم لبنان من خلال الدعوة الى جمع المساعدات ولا سيما عندما مر لبنان بأزمات كبيرة من الإنهيار الإقتصادي، وكوفيد، وانفجار مرفأ بيروت…

زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في ايلول عام 2023 سنة مرور عشر سنوات على توليه رئاسة الأبرشية المارونية في أستراليا، أعد زيارة غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فكانت من أنجح الزيارات لشخصية دينية قيادية شهدتها أستراليا. وما الحشد الديني والرعوي الذي حضر قداس البطريرك الراعي في الإستاد الأولمبي في سيدني إلا دليل ساطع عن تميز تلك الزيارة، وعن إعتبارها زيارة تاريخية.

العلاقات مع المسؤولين الأستراليين

لقد أقام المطران طربيه علاقات متينة مع المسؤولين الأستراليين بدءاً من رئيس الحكومة وزعيم المعارضة الفيدرالية الى رئيس حكومة نيو ساوث ويلز والمعارضة الى العديد من الوزراء والنواب الفيدراليين ووزراء ونواب الولاية. وقد وظّف سيادته هذه العلاقات في خدمة الأبرشية والجالية، وكلك في خدمة لبنان.

ومن أبرز اللقاءات مع المسؤولين في الحكومة الأسترالية وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية بيني وونغ كان الإجتماع الذي عٌقد في  25 أب 2024 تحت عنوان “يوم لبنان في البرلمان الاسترالي” بدعوة من رئيسه واللجنة البرلمانية لاصدقاء لبنان.

المطران طربيه، وفي طرح مسهب قدم خمسه بنود انقاذية، مشيرًا الى ان النزوح السوري هو الخطر الذي يهدد لبنان وجوداً وهوية وتوطيناً.  وشدد ان “لبنان لن يموت وسينهض من بين الركام ويتغلب على كل التحديات ويجب ان لا ينجر الى حرب عبثية لا شان له فيها وسيعود واحة للديمقراطية والحرية في الشرق”.

 

مؤسسات ومؤتمرات واستقبالات

ترأس المطران طربيه وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات التي تقام في استراليا من أبرزها “المؤتمر السادس لأساقفة الانتشار الماروني والرؤساء العامون والرئيسات العامات” والذي استضافته الابرشية المارونية في أوستراليا لمناسبة اليوبيل الخمسين لتأسيسها.

كما استضاف اجتماعات مثمرة لرؤساء الأديان والهيئات الحكومية.

وأستقبل العديد من الزوار من لبنان من وزراء ونواب ورؤساء أحزاب وأكاديميين.

وأفتتح عدة كنائس جديدة ومراكز ودور رعاية أهمها دار رعاية المسنين الجديد التابع لكنيسة سيدة لبنان في هاريس بارك سيدني.

ومن المؤسسات المارونية الفاعلة والناشطة:

  • الرابطة المارونية في استراليا
  • الرعاية المارونية (MaroniteCare)
  • سيدات الإنجيل المارونيات
  • موارنة في مهمة (Maronites on Mission )
  • مركز رعاية المسنين (OLACC)
  • مجلس أبرشية الشباب الماروني (Maronite Youth Australia )
  • (UniMaronite )
  • المركز الماروني الكاثوليكي للأنجلة

ومؤخراً، أطلقت الأبرشية المارونية في استراليا “المركز الماروني الكاثوليكي للأنجلة”، وهي مبادرة جديدة، مستوحاة من الدعوة إلى تجديد العمل الرعويّ والرسوليّ ضمن الروح السينودسية التي أطلقها فداسة البابا فرنسيس في الكنيسة، ويهدف المركز إلى توفير التعليم الديني والتنشئة المستدامة، كما سيعمل على توفير الأدوات والموارد والبرامج للرعايا والأفراد والعائلات لعيش الايمان والالتزام به أمام تحديدات الزمن المعاصر.

الإعلام

يولي المطران طربيه اهتماما لافتا بالإعلام لما له من دور في نقل الوقائع والفعاليات والأحداث. وقد بادر في الآونة الأخيرة الى تعيين الزميلة نسرين خضرا لتغطية نشاطات الأبرشية في خطوة ساهمت بتسهيل تزويد وسائل الإعلام الأسترالية واللبنانية بما يلزمها من أخبار وصور ومراسلات. ولا يتغاضى عن أهمية وسائل التواصل الإجتماعي وما توفره للشبيبة من منصة تحمل المعلومات والمواعيد لكافة مناسبات الأبرشية.

رسائل

لا يضع المطران طربيه مناسبة كبرى تمر من أعياد وأحداث بارزة إلا ويوّجه فيها رسائل تتميز بمضمونها وارشاداتها وتزدان بتهانيه ومباركته او تفوح بمشاعره الأبوية فرحاً او حزناً.

 

الشبيبة

تأخذ الشبيبة حيزاً كبيراً من اهتمامات ورعاية المطران طربيه يقيناً منه ان الشباب والصبايا هم عصب استمرارية النشاط و الضمانة المستقبلية لرسالة التبشير والإيمان. وهذا الأمر يترجم عبر لجان الشبيبة الديناميكية في مختلف الرعايا.

 

كنيسة تفيض بالإيمان وتنبض بالحياة

باتت الكنيسة المارونية بمثابة المثال والنموذج بنموها وحسن تنظيمها وتأثيرها، ويشبهها الكثيرون بالقلب النابض للكنيسة المسيحية في استراليا. ويعود الفضل بذلك كما ذكرنا الى قيادة المطران طربيه الحكيمة.

وقد شكل اليوبيل الذهبي فرصة للتأمل في رحلة من البركات والنمو الروحي والبدايات الجديدة.

وفي عظته في قداس أقيم لإختتام سنة اليوبيل، قال المطران طربيه: “لقد كانت سنة اليوبيل الذهبي بالنسبة للطائفة المارونية، زمن نعمة، وشهادة على قوتها الدائمة، وتجديد التزامها بالقداسة والانفتاح، واختبار بركات الروح القدس في وسطها بطرق عديدة. تتراوح الفعاليات من الجولة الوطنية لذخائر القديسين الموارنة والأستراليين عبر خمس ولايات، إلى زيارة 33 أسقفًا كاثوليكيًا في أستراليا للاحتفال باليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية مع مجتمع رعية سيدة لبنان، إلى أحد عشر الرسامات، وفعاليات الرعية المختلفة، وافتتاح مبنى مدرسي جديد في الكلية الأنطونية في ملبورن  (VIC)، ومباركة دار رعاية المسنين الجديدة في هاريس بارك (نيو ساوث ويلز) وتكريس ثلاث كنائس جديدة للأبرشية، منها واحدة في غرب أستراليا”.

وأضاف: “في كل هذا، كان الأسبوع الأبرز هو الزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك الماروني صاحب الغبطة ونيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى ملبورن وسيدني في أيلول 2023”.

وختم بالقول: “بينما نختتم هذه السنة اليوبيلية ونتطلع إلى المستقبل، دعونا نحمل الدروس الروحية المستفادة. والنعم التي نتلقاها في حياتنا اليومية”.

“الموارنة يُثرون الكنيسة الأسترالية”:

كتب موقع “الكاثوليك في استراليا” بمناسبة اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في استراليا مقالة بعنوان “الموارنة يُثرون الكنيسة الأسترالية”: “اختتمَت أبرشية الموارنة في أستراليا، إحدى أسرع الأبرشيات الكاثوليكية نموًا في استراليا، احتفالاتها باليوبيل الذهبي… وعن اليوبيل يقول المطران انطوان شربل طربيه “كانت لحظة لا تُنسى احتفال بطريركنا بقداس اليوبيل الذهبي لأبرشيتنا في قاعة كين روزوال أرينا، هومبوش، بحضور أكثر من 7000 ماروني. لقد كان عامًا مثمرًا للموارنة، حيث أُجريت 11 رسامة (خمسة شدايقة، وثلاثة شمامسة، وثلاثة كهنة)، وتم تكريس وافتتاح ثلاث كنائس، بما في ذلك أول كنيسة مارونية في غرب أستراليا. يوجد الآن 20 كنيسة مارونية في أستراليا و57 كاهنًا”.

وقال المطران طربيه، الذي عيّنه البابا فرنسيس أسقفًا على الأبرشية المارونية في نيسان 2013، إن السنوات الماضية كانت بمثابة “رحلةً حافلة”. وأضاف: “أشكر الرب على كل بركاته لأبرشيتنا، وأؤكد مرارًا وتكرارًا عزمنا على مواصلة رسالتنا ككنيسة مارونية هنا في هذه الأرض المضيافة”.

وكتبت صحيفة “ذي كاثوليك ويكلي” أثناء زيارة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأستراليا عام 2023: ” وصل الموارنة الأوائل إلى أستراليا في منتصف القرن التاسع عشر، وتأسست رعيتهم الأولى عام 1897، ثم تأسست الأبرشية عام 1973. ومنذ ذلك الحين، نمت هذه الأبرشية لتصبح من أبرز المؤسسات الروحية وأكثرها حيويةً في أستراليا، مع ازدهار خدمات الشباب والأعمال الخيرية والحياة الروحية والطقسية”.

القداديس والمناسبات

فضلاً عن عشرات القداديس التي تقام سنوياً من قداس عيد مار مارون الى كافة القداديس والصلوات التي يترأسها بمناسبة الأعياد، يقيم المطران طربيه سنوياً منذ بضعة أعوام صلاة عيد البشارة في بيت مارون في مناسبة تجمع رجال الدين من الطوائف المسيحية والإسلامية والدرزية.

وبادر سيادته في 26 نيسان  2024 الى إحياء ذكرى الأنزاك للصلاة عن ارواح شهداء استراليا.

ومن أبرز القداديس التي ترأسها سيادته مؤخراً قداس لراحة نفس قداسة البابا فرنسيس. كما انه أضاف

قداس عيد الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي الى روزنامة الكنيسة السنوية.

 

من أقوال المطران طربيه

-لقد إخترت شعاراً لأسقفيتي: أمانة وانفتاح: أمانة لتراث وتقاليد وايمان كنيستنا المارونية السريانية الانطاكية، وانفتاح بروح الانجيل ومحبة القريب على الآخرين خاصة في مجتمع تعددي مثل المجتمع الاوسترالي.

 

-بميلادِ الرب يسوع، وُلِدَ الرَّجاءُ في قلوبِ البشر وأصبحَ لحياةِ الإنسانِ ووجودِهِ معنى وغاية. هذا الرجاء اختبرَهُ الرعاةُ الذين أتَوْا مسرعين إلى مغارةِ بيتَ لحم حيث رأوْا مريم ويوسف والطفلَ الإلهي في مزودٍ، وآمنوا بما قيلَ لهم من الملائكة، ورجعوا مهلّلينَ فرحين، يمجّدونَ الله.

 

-ولأنَّ قيامةَ الرّبِّ المسيحِ ليستْ انتصارَ الحياةِ على الموتِ وحسب، بل هي أيضًا المدخلُ لمصالحةِ الإنسانِ مع أبيهِ السّماويِّ واستعادةُ حياةِ النعمة،  فهي تُذكِّرُنا اليومَ أنّه مهما ازدادتِ الظّلماتُ وتفاقمتِ الشّـرورُ في عالمِنا، يجب ألّا نخاف، لأنَّ محبّةَ اللهِ المُشَعشِعةَ بأنوارِ مجدِ القيامةِ تنتصرُ دومًا على كلِّ ظلمةٍ وشَرٍّ.

 

-السَّلامُ المنشود على الأرض هو شخصٌ اسمُهُ يسوع المسيح وهوَ أميرُ السَّلامِ الحقيقي ومصدرُهُ. والسَّلامُ الذي يعطيهِ هوَ ليسَ كما يعطيهِ العالم، لأنَّهُ حقيقي ودائمٌ وأبَدي.

 

-البطريرك الـ57 للكنيسة المارونيّة، الطوباويّ الدويهي هو بالتأكيد قدّيس الكلمة الذي جاهد من أجل إعلان كلمة الحياة والحفاظ عليها ورعايتها وتطويرها في قلوب أولاد شعبه. ولا شكّ في أنّ مسيرة البطريرك الدويهي إلى القداسة سوف تشعل من جديد حرارة إيماننا، وتذكّرنا بأهمّيّة الثبات في مواجهة الشدائد.

 

– يؤكد خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزاف عون بداية مرحلة الإصلاح والتغيير، وأن اللبنانيين، سواء في الداخل أو في المهجر، يعولون على هذا العهد لانتشال لبنان من الأزمات التي مر بها.

 

-أن يغادرنا البابا فرنسيس إلى بيت الآب السماوي في صباح نهار الاثنين من عيد الفصح المبارك ليس من الصدفة، بل إنه حدث يحمل مدلولاته ومعانيه. ففي رحيله كل معاني الرجاء المسيحي المرتكز على قيامة الرب المسيح وهو الذي حمل مشعل البشارة بالمسيح القائم من الموت والمنتصر على الخطيئة والشر.

 

الراعي الصالح

في ختام هذه المقالة المقتضبة التي قد يكون سها عن بال كاتبها بعض الأمور، لا بد من الصلاة للرب يسوع لكي يمد سيدنا المطران انطوان شربل طربيه بالصحة وطول العمر من أجل ان يستمر في رسالته الأبوية كراع صالح لأبرشيته المترامية الأطراف والتي تعد الأكبر والأكثر نمواً خارج لبنان، وكقائد رؤيوي  لمختلف المؤسسات الرعوية والتربويّة والانسانيّة والاجتماعيّة، وكمدافع أساسي في عالم الإنتشار عن وطنه الأم لبنان، وكحريص على مصلحة أستراليا الحبيبة وتقدمها.

ومن المؤكد أنه ببركات الرب يسوع وتعاليمه، وبركات أمنا سيدة لبنان، وبفضل قيادة سيادته وهمته، لن يقوى أي شيء على إيمان أبناء وبنات كنيستنا المقدسة المتنامية، ولا على أبرشيتنا في استراليا وأوقيانيا النابضة بالحياة والعطاء والتعاون والتنظيم والحيوية الروحية والمؤسساتية.