ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في الديمان بحضور النائبين طوني فرنجيه ووليام طوق والنائب السابق اميل رحمة، الى لفيف من الكهنة وعدد من المؤمنين.
وقال البطريرك الراعي في عظة القداس: المصالحة هي حاجة مجتمعنا اللبنانيّ، فمعها تنتهي حرب المصالح الشخصيّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة.
وأضاف: المصالحة تبدأ مع الذات بترميم العلاقة مع الله، وبتغيير المسلك والموقف والنظرة؛ وترتقي إلى مستوى المصالحة الإجتماعيّة بحلّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم. ثمّ تنتقل إلى المصالحة السياسيّة بإعادة بناء دولة الوحدة الوطنيّة ودولة الحقّ والقانون الصالحة والعادلة. وتبلغ كمالها بالمصالحة الوطنيّة بانتخاب رئيس للجمهوريّة يسهر على الوحدة الوطنيّة، ويحمي الدستور والميثاق، ويحصّن العيش معًا ومشاركة الجميع العادلة والمنصفة والمتوازنة في إدارة شؤون البلاد العامّة.
وتابع: فليُسمح لنا الكلام مارونيًا ولو لمرّة، عن إقصاء الموارنة عن إدارة الدولة، بدءًا من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين حتى الآن، في أخطر مرحلة يمرّ فيها لبنان. فيجب التذكير بالمرحلة الذهبيّة التي كان زمام الحكم فيها بيدهم. فلنتذكّر المرحلة الذهبيّة في العلاقات بين الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة، وبين لبنان والعالم العربي، وبين لبنان والعالم الإسلامي. فلنتذكّر جمال الصيغة اللبنانيّة بمفهومها الميثاقيّ سماحةً في التطبيق وبساطةً في التعايش، وحريّةً في الممارسة العامّة. فلنتذكّر كيف كان رؤساء حكومة لبنان يخاطبون ملوك ورؤساء العرب من الندّ إلى الندّ. كانوا أصدقاءهم ومحاوريهم وجلساءهم. كانوا رسلَ لبنان إلى العالم العربيّ، أمثال رياض وسامي وتقيّ الدين الصلح، وصائب سلام وعبدالله اليافي ورشيد كرامي وشفيق الوزّان. وكيف كان رؤساء المجلس النيانيّ مثلًا صبري حماده وعادل عسيران وكامل الأسعد وحسين الحسيني. فلنتذكّر حين أحاط، إبتداءً من أواخر القرن السادس عشر، الأمراء المعنيّون فالشهابيّون أنفسهم، ولا سيما الأمير فخر الدين المعنيّ الثاني (1572-1635)، بالنخب المارونيّة المدنيّة والكنسيّة. لقد أمّن لهم الموارنة الفكر السياسيّ، والتنظيم الإداريّ والاقتصادي، والقوّة العسكريّة، والعلاقات الديبلوماسيّة مع أوروبا، ما شكّل حماية لإمارة الجبل في وجه السلطنة العثمانيّة.
ويكشف مسلسل الأحداث أنّ ما اهتزّت وحدة لبنان إلّا مع إضعاف دور الموارنة وتهميشه. وتقتضي الموضوعيّة التاريخيّة الإعتراف، بالمقابل، بأنّ قيادات وتيّارات وأحزابًا مارونيّة تتحمّل جزءًا من تراجع المسيحيّين.
واستقبل البطريرك الراعي بعد القداس النائبين طوني فرنجيه ووليام طوق والنائب السابق اميل رحمة والاب ميشال عبود بحضور النائب البطريركي العام على منطقتي الجبة بشري وزغرتا اهدن المطران جوزيف نفاع والمسؤول الاعلامي المحامي وليد غياض وعرض معهم شؤونا وطنية والاوضاع الراهن.
وقال النائب فرنجيه بعد اللقاء: خلال لقائنا وصاحب الغبطة لمسنا من عظته حرصه على الوحدة الوطنية في هذه الظروف التي يمر بها لبنان المرحلة تحتاج الى التفافنا حول بعضنا البعض الى الحوار بين بعضنا والى التماسك وجمع كل قوانا كلبنانيين للحفاظ على هذا البلد وعلى امنه واستقراره وللوقوف الى جانب قضايا الحق والى جانب الانسان المظلوم والضعيف ولكن بنفس الوقت هناك خشية كبيرة على البلد من الحرب ومن الدمار ولكن هذا لا يمنع الانسان من الوقوف الى جانب بلده وناسه. ورغم الخوف نأمل ان تمر هذه المرحلة باقل ضرر ممكن ليعود لبنان رغم كل الصعاب لبنان الذي نعرفه لبنان الذي نحبه لبنان المتمسك اهله به وبارضه وقد كان لقاؤنا سريعا مع غبطته بسبب كثافة الزوار المنتظرين في الصالون للقائه.
وختم: لقد كررنا خلال الاجتماع كلامه في العظة اننا جميعا كموارنة في هذا البلد يجب علينا اعادة النظر في تاريخنا لعدم تكرار نفس الاخطاء وانا اعتقد وهذا ما نقلناه الى غبطته ان وحدة المسيحيين والحوار فيما بينهم وبين كل اللبنانيين هو ضرورة لهذه المرحلة ومن يعرقل الحوار لم نفهم عليه.