ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، وقال في العظة: “إنّ رجال السياسة عندنا مدعوّون لهذه الممارسة التقويّة التي تجعلهم في حضرة الله، فيمارسوا عملهم السياسيّ كفنٍّ لخدمة الخير العام، الذي منه خير جميع المواطنين وخير كلّ مواطن. فاستحضار الله، قبل عملهم وأقوالهم ومواقفهم، يُخرجهم من أنانيّاتهم ومصالحهم الخاصّة، ويغلّبهم على الخلافات، ويزيّنهم بالأخلاقيّة. إنّ استحضار الله يضعهم أمام الشعور بمسؤوليّتهم عن هدم أوصال الدولة، وتعطيل المؤسّسات الدستوريّة، وتعثّر عمل الإدارات العامّة، وإفقار الشعب وإذلاله وكفره بوطنه وتهجيره”.
وتابع “أجل، لو استحضر المسؤولون السياسيّون الله ، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادّة 73 من الدستور. ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: “غالب ومغلوب” بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما”.
وختم البطريرك الراعي قائلا: “لنصلِّ إلى الله كي يضع كل المسؤولين أمام حضرته فيعملوا بحسب إرادته”.