قد يكابر حزب الله ويتجاهل نتائج الحرب ومواقف العهد الجديد، رئيساً للجمهورية ورئيساً للحكومة، حول السيادة وحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة وجيشها النظامي. لكن الكلام الصادر عن نواف سلام قطع الشك باليقين، ووضع النقاط على الحروف حين قال حرفياً: “ان شعار شعب وجيش ومقاومة أصبح من الماضي والدولة وحدها مسؤولة عن تحرير أراضيها من اسرائيل”.
ان قسَم الرئيس عون وكلام الرئيس سلام يؤكدان ان مرحلة ما بعد القضاء على المقاومة ونتائج الحرب هي الدستور السياسي الجديد. وهذا ما يدفعنا الى القول ان الكيل قد طفح من الفلتان الأمني والتهريبي على الحدود الشرقية بعدما تحول في الأسابيع الأخيرة الى احتقان فاشتباكات فضحايا وتهديد فعلي بتفجير الحرب بين لبنان وسوريا البلدين اللذين خرجا من حكم أسدي فتك بالشعبين على مدى 54 سنة، واستباح ونكّل وسجن وأحتل وأذّل، ولم يترك في قاموس الوحشية أمراً إلا واستخدمه لقمع الحريات بأبشع الأساليب النازية.
فقبل انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، كان من المحرمات نشر القوات الدولية (اليونيفيل) على الحدود الشرقية والشمالية لسبب بسيط هو الحفاظ على ممر التسليح والتهريب من إيران الى لبنان عبر دمشق. ولكن هذا الأمر أصبح اليوم حاجة ملحّة لإغلاق المعابر غير الشرعية، ولمنع تدفق الكابتاغون من سوريا الى العالم، ولفرض السيادة اللبنانية من خلال الجيش وحده “دفناً” لمفهوم الدويلة.
ولذا على المعنيين ان يقرأوا جيداً المتغيرات في لبنان والمنطقة. والمؤسف ما نسمعه من حزب الله وبعض قياداته وأنصاره من تخوين للجيش هو عار، وقد آن الآوان لدعم المؤسسة العسكرية ولإنتشار اليونيفيل شرقاً وشمالاً، وإلا فعبثاً محاولات القضاء على مستبيحي الحدود ومهربي البشر والمخدرات.
أنور حرب