قال النائب الدكتور سليم الصايغ في حفل الغذاء الذي أقامه على شرفه في سيدني مدير مؤسسة أوز آراب ميديا السيد ريمي وهبه “ما يحتاج اليه بلدنا هو تضافر جهود الجميع لإنقاذ ما تبقى من لبنان، فهناك أفكار عديدة وجيدة ولكن على الجالية اللبنانية الناجحة أن تطبق افكارها وتنطلق الى الشق العملي خصوصا” أن لبنان لن ينهض إلا بجهود شبابه ولا سيما بخبرة شبابه المغتربين”.
كلام الصايغ جاء خلال الحفل الذي تحول الى طاولة حوارية في أستراليا حضرها ممثلو فعاليات استرالية من الحكومة والمجلس النيابي والسلطات المحلية وغرف التجارة والصناعة ومن مؤسسات اعلامية كما واركان الجالية اللبنانية في سيدني، فأشار الى أنه “اذا فقد لبنان دوره يفقد مبرر وجوده، واذا خسر لبنان مبرر وجوده سيتلاشى ويذوب في محيطه ويصبح كأي بلد آخر لا يحمل رسالة جعلته اكثر من وطن، هذه الرسالة هي السلاح الاقوى بوجه كل الاعداء والخصوم لا سيما اسرائيل، وما نشهده اليوم من صراعات في الشرق الاوسط ومحاولة البعض وضعها في اطار الصراعات الاثنية والطائفية والمذهبية، في عودة متسرعة الى ما يسمى صراع الحضارات بينما لبنان الرسالة هو الرد الاقوى من كل الاساطيل التي تحرك والصواريخ التي تطلق من كل حدب وصوب”.
وأضاف: “ستبقى بيروت رغم كل المآسي التي مرت وتمر بها، المدينة الرائدة على حوض البحر الابيض المتوسط، ورغم أصوات القذائف في الجنوب كانت بيروت تستضيف معرضا” للكتاب، بيروت هي عاصمة الحضارة والعيش المشترك وساحة” للديمقراطية وتعدد الاراء وعاصمة نموذجية بشعبها وطبعها وروحها بالرغم من جروحها العميقة، إنها المدينة التي لن نسمح بقتل قيمها وعلينا بالتالي أن نصونها ونحميها ونمنع تدميرها مجانا” من اجل مشاريع خارجية “.
واكد النائب الصايغ أن “غالبية الشعب اللبناني لا يؤيد الحرب ولا يريدها، الشعب اللبناني شعب محب ومضياف ويحمل قضايا الانسانية مع كل شعوب العالم، ونحن نرفض ان نعيش في لبنان كرهائن يتحكم بمصيرنا اصحاب مشاريع اقليمية لا تمت الى لبنان ولا الى القضية اللبنانية بصلة، وعلينا جميعا ان نسمح لذاكرتنا ان تستعيد أحداث الماضي” وسأل: هل من دولة في العالم حملت القضية الفلسطينية اكثر من الدولة اللبنانية والشعب اللبناني؟
وشدد الصايغ على أن لبنان يستطيع أن يناصر القضية الفلسطينية المحقة دون أن يدمر نفسه اكثر واكثر.
وتوجه الى الجالية اللبنانية قائلا: “دعم الشعب اللبناني لا يكون فقط بالدواء والمال، فما يحتاج اليه لبنان هو مشروع واضح لاستعادة الدولة يعيد الثقة اليه عندها تدفق أموال الاغتراب للإستثمار في لبنان وتوفير فرص العمل لشبابه العاطلين عن العمل، ومن هنا فإن واجبنا كمسؤولين لبنانيين أن نعيد السلم الاهلي الى لبنان ونسترد دولة الحق والقانون ونؤمن الفرص للاستثمار من خلال الاستقرار، فيستطيع الاغتراب اللبناني عندها إغتنام الفرصة لمساعدتنا على تثبيت شبابنا في بلداتهم وقراهم ووطنهم”.
وردا على سؤال عن طريقة الضغط على حزب الله لمنع جر لبنان الى الحرب اجاب: “هناك طريقتان للضغط عليه: الاولى برفض اللبنانيين الدخول الى الحرب ومنع تغطيتها سياسيا” ورسميا” وهذا يتمثل بالحملة الاعلامية والاعلانية التي تطلق في بيروت no to war والتي تملأ صفحات التواصل الاجتماعي، والثانية من خلال الحراك الديبلوماسي بالضغط اكثر واكثر على ايران لمنعها من جر لبنان الى الحرب. وفعليا” وبعد مرور 22 يوما”.
واشار الصايغ الى أن “الخطر الحقيقي على لبنان اليوم ليس بالقصف الخارجي والتهديد بالحرب بل بحجم النزوح السوري والداخلي والتبدل الديمغرافي الهائل الذي بات يهدد الهوية اللبنانية الفريدة في المنطقة، وبالتالي نحن لا نريد ان نفاقم الامور والدخول في نفق الحرب، وعلينا بالتالي ان نحمي لبنان وان ننصرف جميعا الى حل مسألة الوجود السوري التي باتت تشكل خطرا” على بنية لبنان”.
وردا على سؤال عن ضرورة اعادة طرح مسألة انتخاب رئيس للجمهورية قال: “من واجبنا ان نطبق الدستور في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن ولو تحت القذائف”.
وعن زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى بنشعي ولقائه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قال:”مبادرة باسيل طرحها على حزب الكتائب والمعارضة وهي من شقين: الاولى تحييد لبنان عن ما يجري جنوبا”، والثانية مسألة رئاسة الجمهورية، اتفقنا معه على الشق الاول وقلنا له لا ضرورة لعقد اجتماع بهذا الخصوص ويكفي اعلان موقف مشترك بهذا الشأن نطالب به الجميع بالتزام تحييد لبنان ووضع الجيش اللبناني على الحدود كلها وتطبيق كامل للقرار ١٧٠١ فتصبح اسرائيل بمواجهة الشرعيتين اللبنانية والدولية وناما بخصوص الانتخابات الرئاسية فلدينا مقاربة مختلفة عن باسيل، فهو فاوض حزب الله من مبدأ اعطونا اللامركزية نعطيكم الرئيس في حين نحن نعتبر اللامركزية تحصيل حاصل نص عليها اتفاق الطائف وهي اساس الشراكة الوطنية بعد الحرب ولم تطبق وقد حان وقت تطبيقها من دون مقايضة، اذ اعطى المسيحيون مركزيا في الطائف على اساس استعادة التوازن لامركزيا وهذا لم يحصل، فلا يمكن اليوم التنازل مرة اخرى مسيحيا ووطنيا من اجل انفاذ الدستور وانتخاب رئيس، وما على من يريد اللامركزية اليوم ان يمضي قدما باعتماد اقتراح القانون الذي قدمته الكتائب والذي بات على قاب قوسين لاعتماده في اللجان هكذا تأخذ الامور مسارها القانوني في اللجان النيابية تمهيدا” لعرضها على الهئية العامة لاقرارها وإجراء بعض التعديلات عليها. ان المنطق نفسه ينسحب على مبدأ وضع الحياد وهو ما تعتمده الدولة عمليا اليوم وهذا منفصل عن موضوع الرئاسة وبالتالي نحن نختلف مع باسيل على مبدأ المقايضة بين الرئاسة فتكون لحزب الله والحياد او اللامركزية النظرية فتكون للمعارضة”.