لأول مرة من انفجار الحرب في الثامن من أكتوبر بعد يوم واحد من “طوفان الأقصى” الذي رسم وصمة عار في جبين اسرائيل، وصلت المساعي لوقف النار في غزة الى هذا المستوى المتقدم بفعل الرد الإيجابي جداً من حماس على مبادرة الرئيس بايدن.
وهذه الإيجابية أحرجت نتنياهو المتردد والذي كان يعد العدة لإعلان المرحلة الثالثة من الحرب وسط صراع بينه وبين جيشه المنهك المطالب ب”إستراحة المحارب”.
ومرونة حماس ليست تكتيكاً اذ فرضتها واقعية الميدان المأساوية فتخلت الحركة عن مواقفها المتشددة السابقة وما كانت على تأجيل وقف دائم لإطلاق النار والإنسحاب الكامل من غزة الى المرحلتين الثانية والثالثة بدلاً من المرحلة الأولى كما كانت تشترط.
إلا أن ما تتمسك به الحركة بقيادتها السياسية والعسكرية هو البند الرابع عشر المثبت بإلتزام الرئيس بايدن خطياً ببنود الصفقة ومندرجاتها أي اجبار اسرائيل على تنفي القرار الأممي 2725.
وبناء على ذلك واذا لم يعرقل نتنياهو الإيجابيات، فأن الوضع يتجه الى إنهاء الحرب المدمرة كبداية جديدة للبحث عن السلام الدائم في مفاوضات مرتقبة تكريساً لحل الدولتين. وهذا أمر عاد الى الواجهة بعد غيابه طويلاً عن الساحة المحلية والدولية.
فإذا حققت حماس حلم استعادة الدولة يكون الفلسطينيون منتصرين في الحرب رغم الخسائر الدموية والبشرية التي حلت بهم بشراً وحجراً. أما اذا لم يقتنع العالم بأن الوقت قد حان لإعلان دولة فلسطين الى جانب دولة اسرائيل فتكون الدولة العبرية بالمفهوم السياسي هي التي حققت الإنتصار اذ ستبقى دولة عسكرية أحادية في شرق لا تعرف دوله كيف تتعامل مع مصيرها وشعوبها ومصالحها.