ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة مما قال فيها: “كم نحن بحاجة في بلدنا إلى التآزر والشراكة الحقيقيين، اللذين، إذا تحققا، يجعلان من البلد فردوسا أرضيا. مشكلة البلد هي الأنا المستشرية، التي تجعل من كل شخص، مسؤولا كان أو مواطنا، يهتم بمصالحه الشخصية فقط، متجاهلا الآخر ومنكلا به من دون أي إحساس بالمسؤولية تجاهه”.
وتابع “الفردية والقبلية في لبنان وجهان لعملة واحدة اسمها الأنانية. كل يريد مصلحة جماعته، ويسعى لإيصال زعيمه إلى سدة المسؤولية، فيما على الجميع أن يفكروا بمصير شعب قابع في ظلمة الفقر والذل والقهر. نقص المحبة والتآزر جعل من بلدنا مجموعة من الجماعات تخاف بعضها البعض بسبب انعدام الثقة تارة، والشعور بالتفوق أو القوة طورا، واختلاف الهدف في كل حين. فلكل فئة نظرتها ومصلحتها وغايتها، والوطن حقل اختبار والمواطن الأداة”.
وأضاف “صلاتنا الدائمة أن يكون لبنان الغاية الوحيدة، وأن تكون مصلحته ودوره المبتغى، وكرامة بنيه وحياتهم الآمنة المستقرة الهدف. لذا أملنا أن يعود النواب إلى ضميرهم ويتأملوا في دقة المرحلة، وحاجة البلد القصوى إلى الإنقاذ، وأن يتوصلوا في الجلسة المقبلة إلى انتخاب رئيس للبلاد يكون فاتحة الطريق إلى الإنقاذ. أملنا أن تجري الجلسة بهدوء وديمقراطية ومسؤولية، بحسب ما يمليه دستور بلادنا وحراجة المرحلة، وبلا أي تحد أو انتهازية أو تعطيل أو تهديد. فلتجر العملية الإنتخابية بحرية وديموقراطية، ولنهنئ جميعنا الفائز ونبدأ مرحلة جديدة عنوانها العمل والإنقاذ”.