وتكبر كرة النار في الهشيم اللبناني يوماً بعد يوم وهي التي تدحرجت من عين الحلوة انفجاراً دموياً “أخوياً” فلسطينياً بين الفتحاويين والإسلاميين ليتبعه قرار الدول الخليجية اللافت بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان معطوفاً على عودة التوتر الى العلاقات السورية – السعودية . وبعد ذلك وقعت حادثة عين إبل التي ذهب ضحيتها المسؤول القواتي الياس الحصروني لتتطاير الاتهامات الموجهة الى حزب الله وصولاً الى حادثة الشاحنة في الكحالة والتي ألهبت الأجواء الطائفية وأستنهضت مفردات الحرب الأهلية ولغة التخوين والتقسيم لتزيد من الانقسامات العمودية والأفقية بين محور الممانعة الذي رأى في التطورات “خطة خبيثة مدبرة” وبين القوى السيادية التي أعتبرت ان شاحنة المقاومة لم تنتهك القرار 1701 الذي ينص على عدم نقل الأسلحة من منطقة الى اخرى شمال الليطاني وجنوبه، بل تعمدت استفزاز منطقة مسيحية بكاملها.
واللافت في المشهد تحرك المجموعة الخماسية لتعبيد الطريق امام التمديد لليونيفيل سيما وان الجنوب على فوهة بركان التهديدات المتبادلة بين السيد حسن نصرالله واسرائيل التي توعدت ب”إعادة لبنان الى العصر الحجري”.
وعلى وقع هذه التطورات الدامية دخل لبنان غرفة العناية الفائقة لأن الحوادث الآنفة الذكر ليست عابرة وليست بريئة ولها دلالات وابعاد أقليمية تشكل صواعق انفجار عنقودي لا أحد يعرف الى أين سيؤدي ولكنه حتماً سيؤثر سلباً على الملف الرئاسي خاصة وان قيادة التيار البرتقالي وجدت نفسها تحت ضغوطات الشارع العوني المدافع عن الكحالة والرافض ما أسماه “روايات وتبريرات حزب الله”.
فالفتنة غير النائمة أصلاً أطلت برأسها.. فمن يردعها؟
والتأجيج المتسارع مع التجييش الطائفي من يوقفه؟
والاتهامات المغذية للصراع من يضع حداً لها بصوت الوعي والحكمة والتهدئة؟
وفي النهاية.. الوطن يناديكم فمن يصغي الى استغاثته والى استجدائه السلام والوفاق..من؟