قالوا: 10 سنوات من عمر مطرانية
قلنا: ومتى كان الإيمان يدوّن في روزنامة الأيام؟
قالوا: عقد من الزمن مضى على سيامة الراهب انطوان طربيه مطراناً على الأبرشية المارونية في أستراليا.
قلنا: ومتى كانت الأمانة تعترف بحقبات الزمان؟
قالوا: مدة عجقت بالأفعال والمواقف في عصر التهرب من المسؤوليات وتراجع القيم.
قلنا: ألم يرسم هذا المطران في حاضرنا ذاكرة مسكونة بالإنجازات والمحبة؟
قالوا: سلّوا النصال للتطاول على نجاحات.
قلنا: وستبقى السهام والنصال مكسورة ومقهورة على حقائق النجاحات؟
قالوا: انه مطران ظاهرة على موارنة اقحاح منتشرين.
قلنا: هذا ما نقوله ونردده.
قالوا: انه مطران الإنفتاح المحترم من كل الطوائف والمكونات.
قلنا: هل الانفتاح يتقوقع في حياته وهو الذي كرّسه تعاوناً مع الآخر واحتراماً للخلاف مع الآخر وليس حرباً او بغيضة او قطيعة مع الآخر.
قالوا: بنى مشاريع عمرانية في خدمة المؤمنين.
قلنا: مشاريعه أبعد من طين وحجر.. ألم يبني شخصية انسانية لجماعة دينية..وهل ننسى انه قاوم كل من حاول ان يهدم تاريخاً لكنيسة ايمانية؟
قالوا: هو قامة وطنية.
قلنا: وطنية بإمتياز وفوق السياسة وأبعد من مناطقية، لا بل انه النموذج الصارخ لحالة انسانية.. انه رسول أرزة رسمها في كتاب حكاية مجد وصمود على أمل القيامة.
وتتكاثر ال”قالوا” و”قلنا” يا سيدي لكن مسيرتك هي التي تقول للتاريخ.. والتاريخ حريص على الصدق وأمين على الواقع والوقائع … وهو يصرخ : سيدنا انطوان شربل طربيه ليس صفحة من كتابي وحسب عابراً في حياة كنيسة، وليس رحالة في انتشار شهد تاريخ غير ذاته لكل ما سبق.
وكانت هذه السطور تنقل ببساطة كم انا سعيد بأن أعيش في زمنك وقد لمستك رسولاً نموذجياً لرسالتك ومناضلاً ناصع البياض لقضية وطنك وعملاً نيراً لانفتاح على انسانية وستبقى أينما كنت ذاك الراهب الآتي من تنورين، المندور من تنورين، المتعمشق بختيار عنايا القديس شربل. وستستمر يا سيدي القلب الذي يلطف على مسن ومريض وموجوع وعلى معوز وفقير.. وسترفع دائماً الكأس حين ترفع عينيك الى العلياء حيث ابوك السماوي ضارعاً اليه اعطاء السلام للعالم، والى استراليا المزيد من الاستقرار والإزدهار، والى ذاك المصلوب المنكوب لبنان، سنصلي حتى الدمع ليقوم من كبواته والأوجاع.
أهل أهنئك بالسنوات ال10؟
أسمحلي ان أقول: لا يا سيدي.. فانا أهنىء انفسنا، اهنىء الأبرشية..أهنىء الأنفتاح..أهنىء الأمانة.. لأنك انت العيد.
خادمك
أنور حرب