أنور حرب
الشعب الاميركي قال كلمته ودخل التاريخ.. وكلمته التي أسقطها في صندوقة اقتراع صغيرة اثمرت نتائج كبيرة بنصر تاريخي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
صوت الاميركيين رفض إلباس الرئاسة فستانا او تنورهة ليس كرهًا بالمرأة بل حبًا بحالة ذكورية رعدت بلسان الرجل الرجل ترامب بمواجهه التحديات الداخلية والخارجية. ولذا من الواجب احترام النتائج التي عبرت عن ارادة شعب وضع في صندوقة الاقتراع حلمه وخياره وقراره ومستقبله، مفضلاً من أقتنع بأنه الأفضل لقيادة بلاده في وجه التحديات الاقتصادية والامنية، وفي محاربة العنف والارهاب وتسلل المهاجرين غير الشرعيين الى عقر ديارهم.
على الناخب المنتمي الى الحزب الديمقراطي الخاسر ان يحمّل مسؤولية فشله لمنافسة ترامب كامالا هاريس لسياستها الخاطئة ولبرامجها غير المقنعة خاصة فيما يتعلق بالاجهاض وبالسياسه الاقتصادية والخيارات الخارجية.
الرئيس السابع والاربعون يحمل على منكبيه الكثير من المهمات الصعبة وابرزها ما يقال عنه انه ديكتاتوري لا يؤمن الا بالحديد والدولار والنار والدمار في حين ان اتباعه يرون فيه رجل الموقف الصلب المستعد لاطفاء الحرائق على امتداد المعمورة.
في الواقع قد يختلف الجمهوريون والديمقراطيون في السياسة والفكر الاقتصادي، لكنهم موحدون ومتطابقون ومتعاطفون وداعمون “ع العمياني” لاسرائيل حربًا وسلمًا، وهم اصحاب قبضة حديدية متعانقة دفاعًا عن مصالحهم الاستراتيجية والتجارية وان اختلفت الاساليب.
لبنانيًا، من حقنا ان نتطلع الى مفاعيل انتصار ترامب على قضيتنا الرازحة تحت حرب مجنونة، وتلقائيًا على الوضع العربي برمته بما فيه القضية الفلسطينية المنكوبة في غزه سيما وان المسألة تتعلق برسم شرق أوسط جديد من الواجب ان يتضمن حلاً للدولتين، إلا اذا كان الهدف منه “تزعيم” اسرائيل على هذا الشرق الجديد.
الانتخابات الاميركية ليست حدثًا داخليًا، وعلينا ان نفهم انها استحقاق عالمي من الواجب التعامل معه بروية وحكمة وليس بعاطفة او غرائزية.