اذا صدقت المعلومات، فإن ايران قررت وقف دعم الحوثيين في اليمن، وان فصائل متعددة من الحشد الشعبي العراقي قررت نزع سلاحها تفادياً لضربة اميركية. وطبقاًلتقارير نشرتها صحيفة “التلغراف” البريطانية، فإن طهران “امرت بسحب عناصرها من اليمن، متخلية عن حلفائها الحوثيين، ووافقت على قرار الحشد الشعبي العراقي”.
وذهبت مصادر مطلعة الى ابعد من ذلك، اذ ذكرت ان المرشد الاعلى خامنئي يعيد النظر حاليا في دعم ايران لكافة اذرعها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة والحشد الشعبي في العراق وفلول نظام الاسد في سوريا.
طبعاً ان هذه الخطوة المفاجئة المتزامنة مع بدء المفاوضات النووية المباشره بين اميركا وايران، لم تتخذها الجمهورية الاسلامية حرصاً على السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، ولكنها جاءت تحت وطأة التهديدات الاميركية والاسرائيلية باستهداف مفاعلها النووي وبتوجيه ضربات عسكرية اليها “لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية”، على حد قول الرئيس ترامب.
وكانت تقارير مصدرها واشنطن ولندن وباريس اجمعت على ان المفاوضات النووية بين اميركا وطهران ستكون حاسمة، وان طهران بدأت عملياً في تقليص دعمها لشبكة وكلائها الاقليميين والتركيز على التهديدات المباشرة من البيت الابيض وتل ابيب، علماً ان دوائرها الداخلية الرفيعة، بدءاً من المرشد الاعلى خامنئي وصولا الى الرئيس بزشكيان، كانت قد هددت وتوعدت ب”تلقين الاعداء درساً غير مسبوق في حال ساورتهم انفسهم بالاعتداء عليها”. وليس خافياً على احد ان الشرق الاوسط يعيش منذ زمن طويل حالة غليان ب”فضل” السياسة التوسعية الايرانية ومحاولات زعزعة امن المنطقة وجرها الى حروب عبثية ان كان مع اسرائيل او في اليمن او في العراق او في لبنان او في سوريا. وقد آن الاوان ليعود نظام الملالي الى رشده، حرصاً على رخاء شعبه اولاً وصوناً لمنطقة عليها مواجهة مخططات اسرائيل التي تعمل على رسم خرائط جديدة لجغرافيتها ولأنظمتها. فهل طهران فعلاً مستعدة لوقف تسليح وتمويل اذرعها ووضع حد لحلمها التوسعي؟
الجواب ليس سهلاً وهو بانتظار الافعال وليس الاقوال او التقارير… ولكن اذا صحت المعلومات فعلينا ان نبادر ونقول: “برافو ايران”.
أنور حرب