قبل ما يزيد قليلا عن ستة أشهر، كانت جانا فياض في منزلها في سيدني عندما وردت أنباء عن احتشاد مقاتلي حماس عبر حدود غزة في هجوم إرهابي في الصباح الباكر على جنوب إسرائيل.
المرأة الفلسطينية هي واحدة من العديد من الأستراليين الذين يفكرون الآن في الحياة من جزأين – قبل 7 أكتوبر، وبعده، مؤكدة “أستطيع أن أقول لك بكل ثقة أنني مختلفة تمامًا عما كنت عليه في ذلك الوقت”.
وعلى مدى 27 أسبوعا منذ أول وابل من الغارات الجوية الإسرائلية التي ضربت غزة كرد إسرائيل على الهجوم، ظلت السيدة فياض تنظم مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في سيدني.
لكن الحرب ليست مجردة بالنسبة لعائلتها فبعد أن تُرفع اللافتات وتتفرق الحشود، تتبعهم مأساة الحرب إلى المنزل لأن شريك السيدة فياض من غزة وقد فقد أكثر من 70 من أقاربه منذ أكتوبر/تشرين الأول. والأمر مرهق لكليهما.
وقالت فياض “من حسن الحظ بالتأكيد أن سكان غزة لديهم موارد مثل تيك توك وإنستغرام وفيسبوك والهواتف الذكية ليتمكنوا من توثيق ما يحدث. ولكن من ناحية أخرى، ترى عائلتك تذبح على الهواء مباشرة.”
والسيدة فياض هي واحدة من الآلاف الذين تم تحفيزهم للعمل في عرض كبير للعاطفة العامة في جميع أنحاء أستراليا.
وشهد نهاية الأسبوع الماضي مرور ستة أشهر على معركة إسرائيل لصد واحدة من أكبر الهجمات العسكرية على أراضيها منذ 50 عامًا، وردت بسلسلة من الغارات الجوية التي سوت أجزاء من مدينة غزة بالأرض.
ومنذ ذلك الحين، يهتف آلاف المتظاهرين في سيدني وملبورن بشعارات مؤيدة للفلسطينيين حيث تقام الاحتجاجات في نهاية كل أسبوع في المدينتين منذ منتصف تشرين الأول\ أكتوبر.
وينظم ايضاً متطوعون اعتصامًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع أمام مكتب رئيس الوزراء
وتطالب مجموعة العمل من أجل فلسطين، التي تشكل السيدة فياض عضوًا فيها، الحكومة الأسترالية بتوفير المساعدة القنصلية للفلسطينيين واللجوء إلى أستراليا، كما تطالب أستراليا بفرض عقوبات على إسرائيل.
كما يدعون إلى وقف فوري وهادف لإطلاق النار.
كذلك أقامت الجالية اليهودية ومؤيدوها في المقابل وقفات احتجاجية منتظمة، لتذكر أولئك الذين قتلوا في الهجمات والحرص على إبقاء المختطفين في الوعي العام.