تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس بدعم الولايات المتحدة “الدائم” لإسرائيل، مؤكداً على “التطلعات المشروعة” للفلسطينيين والتي لا تمثلها حركة “حماس”، وضرورة اتخاذ كل إجراء احترازي ممكن لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تل أبيب، متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين، “قد تكونون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسكم، لكن طالما أن أميركا موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك أبداً، سنكون دائماً إلى جانبكم”.
وألمح بلينكن إلى الحاجة إلى تسوية سلمية للصراع في نهاية المطاف، وقال “على كل من يريد السلام والعدالة أن يدين الإرهاب الذي تمارسه حماس، نحن نعلم أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة للعيش بمعايير متساوية من الأمن والحرية وفرص العدالة والكرامة”.
وقال بلينكن “أقف أمامكم ليس كوزير خارجية للولايات المتحدة فقط وإنما كيهودي أيضاً… أقف أمامكم كزوج وأب لأطفال صغار”. ووعد بلينكن بأن إدارة بايدن والكونغرس الأميركي سيعملان معاً على تلبية الطلبات العسكرية لإسرائيل.
أما نتانياهو فأعرب عن تقديره للدعم الأميركي، وقال إن “حماس” التي تحكم قطاع غزة يجب أن تعامل مثل تنظيم “داعش”، مضيفاً “مثلما تم سحق داعش، سيتم سحق حماس”، وتوعد كل جهة تقف الى جانب الحركة برد مناسب.
وتتواصل الغارات والقصف الإسرائيلي المركز على مواقع مختلفة في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 1417 شخص فضلاً عن 6268 جريحاً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وذكرت مصادر من القطاع أن المواد الغذائية الموجودة في المخازن تكفي لشهر واحد تقريباً، والمستشفيات تعمل فوق طاقتها، ما ينذر بكارثة إنسانية.
وقالت إسرائيل إنه لن يكون هناك هدنة إنسانية في حصارها لقطاع غزة قبل تحرير جميع رهائنها، وذلك بعدما ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح بمرور إمدادات الوقود للحيلولة دون تحول المستشفيات المكتظة إلى “مشارح”.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي اسرائيل كاتس إن بلاده لن تقدّم أي مساعدات إنسانية أو موارد إلى قطاع غزة الى أن تطلق حركة حماس الأشخاص الذين خطفتهم في هجومها المباغت في نهاية الأسبوع.
ووثقت مؤسسات حقوقية شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 3500 غارة على قطاع غزة منذ يوم السبت أدت إلى تدمير 1690 مبنى سكنيا وتضرر 14200 مبنى آخر بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 45 مقرا حكوميا.
كما ألحقت هجمات الاحتلال دماراً بما لا يقل عن 69 مدرسة، و97 منشأة صناعية، و49 مقرا إعلاميا، فضلا عن هدم 12 مسجدا، وإلحاق دمار بعشرات المساجد والكنائس الأثرية القديمة.
وأعلنت “سرايا القدس”، أنه “رداً على استمرار المجازر وقصف البيوت المدنية، وجّهنا ضربات صاروخية كبيرة بـ 130 صاروخاً تجاه القدس وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت”.
كذلك، أعلنت كتائب “القسام”، عن “قصف عسقلان وأسدود المحتلتين بعشرات الصواريخ رداً على مجازر الاحتلال بحق المدنيين”.
عسكرياً، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن أي توغل بري في غزة “لكننا نستعد له”، مضيفاً أن قوة النخبة في “حماس” هي التي قادت توغل يوم السبت الماضي وسيتم ضرب “كل فرد” من أفرادها.
وأوضح المتحدث أن الجيش يؤمن سياج القطاع وسيتم إطلاق النار على من يقترب منه، مضيفاً أن مسلحين فلسطينيين ما زالوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل عن طريق البحر.
ورفض هيخت الكشف عن عدد الصواريخ الفلسطينية التي تم اعتراضها قائلاً “لن نطلع العدو” على هذه المعلومات، لكنه كشف أن ما لا يقل عن 220 جندياً من بين أكثر من 1200 إسرائيلي لقوا حتفهم في الصراع.
قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي اللواء رافي ميلو قال من جهته إن تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها “حماس” على إسرائيل في اليوم الماضي، يؤشر إلى استعداد الحركة لخوض حرب طويلة، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.