قد تكون رئاسة الجمهورية التائهة على دروب الحروب الباردة بين المكونات اللبنانية هي نقطة الإرتكاز في الأزمة اللبنانية، لكن صواعقها تكمن في اشكاليات الطروحات المتداولة على بساط البحث وأبرزها الفيدرالية واللامركزية الادارية والمؤتمر التأسيسي.
والحوار الدائر بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يتمحور حول النقطتين الاولى والثانية اما الثالثة فهي الموضوعة في ثلاجة الانتظار لطرحها في الظرف المناسب فيما الكل يعلم ان الفريق السيادي مُتهم بالعمل على التقسيم ضمناً فيما يعتبر فريق الممانعة ان اللامركزية او الفيدرالية هما رصاصة الرحمة لهيمنته على الدولة وهما التقسيم بحد ذاته.
وليس خافياً على أحد ان طرح اللامركزية والفيدرالية يشكل توازناً مع فكرة المؤتمر التأسيسي الذي يضمر في طياته وابعاده الإنقضاض على الطائف بهدف دفن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين واستبدالها بالمثالثة.
الخلاف اذاً ليس محصوراً بالملف الرئاسي المعلق حتى اشعار آخر بل هو اختلاف خطير على لبنان ككيان وكميثاقية وكحكم اذ ان التباعد بالرؤية وفي القناعات وفي السياسات عجل من اندثار الوطن وضياعه في متاهات شكل النظام ودستوره.
والخوف في الجدال القائم ان يؤدي التباين الى ما هو أبعد من الخلاف على اللامركزية والفيدرالية والمؤتمر التأسيسي أي الى نهاية لبنان كما هو وتفتيته بصورة نهائية أي الى التقسيم!!