اتهمت الصين أستراليا بأنها “أداة” بعد استضافتها نموذجًا أوليًا سريًا لنظام صاروخي أميركي تفوق سرعته سرعة الصوت خلال مناورات حربية حديثة.
وصرح تشن هونغ، المحلل في جامعة شرق الصين في أستراليا، لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست التي تُديرها بكين: “لم تكن أستراليا أداةً للاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ فحسب، بل أصبحت بشكل متزايد سلاحًا استراتيجيًا وتكتيكيًا لواشنطن في جوانب متعددة”.
يأتي هذا الاتهام بعد أن نشر الجيش الأميركي سلاحه التجريبي الجديد “النسر الأسود” الطويل المدى الذي تفوق سرعته سرعة الصوت خارج الولايات المتحدة القارية لأول مرة.
نُقلت قاذفتا صواريخ متحركتان بواسطة طائرات نقل ثقيلة إلى الإقليم الشمالي، ثم نُقلتا برًا إلى مواقع غير مُعلنة كجزء من مناورات “تاليسمان سابر 2025” في الأسابيع الأخيرة.
وأعتبر الخبير الاستراتيجي في جامعة شنغهاي فودان، شين تشيانغ، بأن نشر الصاروخ في المناورات متعددة الجنسيات كان “استعراضًا للقوة العسكرية”.
وقال شين: “أعتقد أن الصين ستحافظ بالتأكيد على مستوى عالٍ من اليقظة والاهتمام بهذا الأمر لأنه من المرجح أن يشتد التنافس العسكري والأمني بين الصين والولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
يذكر ان مناورات “تاليسمان سابر” الأسترالية تجري كل عامين. وهذا العام، جمعت المناورات 40 ألف جندي وبحار وأطقم جوية من 19 دولة في مجموعة من التمارين المصممة لتحسين التوافق التشغيلي والاستعداد العسكري.
انطلقت المناورات في 13 يوليو/تموز، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي للصين.
كما صرح تشو بو، العقيد المتقاعد في جيش التحرير الشعبي والمعلق الإعلامي البارز، أن بكين لم تغفل عن الوجود الرمزي لصاروخ “دارك إيغل” الجديد LRHW في أستراليا.
هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى الأراضي التي تحتلها الصين من الإقليم الشمالي.
وكان أفاد تقريرٌ صادرٌ عن دائرة أبحاث الكونغرس الأميركي في يونيو/حزيران، ونُشر الشهر الماضي، أن النظام القائم على مقطورة شاحنة يبلغ مداه 2800 كيلومتر، يمكنه التوجه بسرعةٍ تفوق سرعة الصوت (خمسة أضعاف سرعة الصوت، أو 6170 كيلومترًا في الساعة). هذا يعني أنه يمكنه الوصول إلى حصون بكين غير القانونية في جزر بحر الصين الجنوبي من أستراليا في أقل من 30 دقيقة.
لكن السيد تشو، الذي يعمل الآن في مركز الأمن والاستراتيجية الدولي بجامعة تسينغهوا، قلل من أهمية الصاروخ.
وقال لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست إن الصين تمتلك صواريخ فرط صوتية أفضل منذ فترةٍ أطول.
وتابع “فيما يتعلق بمقارنة الأسلحة، فالأمر لا يتعلق بامتلاكهم شيئًا لا نملكه. ما نملكه قد يكون أفضل”.
وأشار إلى أن صاروخ DF-17 الفرط صوتي يُشبه في أدائه صاروخ Dark Eagle. وهو في الخدمة منذ عام 2019.
وأضاف تشو أن صاروخ DF-27 الأحدث يُمكن أن يطير لمسافةٍ أطول بثلاث مرات.
من المتوقع أن يدخل “دارك إيغل” الخدمة رسميًا في الجيش الأميركي بنهاية هذا العام.