استغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إدانته في المحكمة ليجني مالا طائلا لحملته الانتخابية في مواجهة جو بايدن من خلال حملة مكثفة استنهضت مؤيديه للتبرع له بسخاء.
وعمدت حملة ترامب في جمع التبرعات على استثارة مشاعر مؤيديه واستدرار عواطفهم.
ومنذ الخميس الماضي وبمجرد أن وجدت هيئة المحلفين أن ترامب مذنبا في قضية التستر على أموال دفعها لنجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانييلز، بدأ ناخبوه يتلقون رسائل بالبريد الإلكتروني مفادها “يريدون وضعي في السجن 187 عاما… أثبتوا ليأنكم تقفون في صفي!”.
وفي رسالة أخرى أُرفقت بصورة ترامب رافعا قبضته، قال فيها:”أنا سجين سياسي!… لا بد أن نجعل جو بايدن يندم على الوقوف في وجهي”، قبل أن يدعو من سمّاهم “مواطنيه” إلى التبرع بمبلغ 20 أو 47 أو 100 أو 3300 دولار لحملته الانتخابية.
وبعد بضع ساعات، وصلت الرسائل النصية الأولى التي قال فيها: “الديموقراطيون يريدون إرسالي إلى السجن، هم يريدون موتي”، متهما إياهم دون أي دليل بأنهم يقفون وراء القضايا المرفوعة ضده أمام القضاء.
ووعد ترامب ناخبيه أنه لن يستسلم أبدا مهما كانت الصعوبات.
53 مليونا خلال 24 ساعة..
وقد حققت هذه الرسائل نتائج مذهلة، حيث قال فريق حملة ترامب إنه جمع أكثر من 53 مليون دولار من التبرعات عبر الإنترنت وحده خلال 24 ساعة تلت تلاوة الحكم عليه في نيويورك.
ولم يتوقف سيل الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني منذ ذلك الحين، وما زالت التبرعات تتدفق.
هذا واستغل ترامب مشاكله القانونية في حملته الانتخابية ضد بايدن منذ توجيه أولى الاتهامات إليه في ربيع 2023، وثبت أن هذه الإستراتيجية تؤتي ثمارها مع قاعدته المقتنعة بأنه ضحية مؤامرة.
“لو كان بمقدوري لقدمت أكثر”..
قالت بيتسي شاورز وهي سائقة شاحنة من ولاية أيوا في حديث لوكالة ” فرانس برس” إنها أرسلت “100 دولار” لترامب قبل بضعة أسابيع، مضيفة: “لو كان بمقدوري لقدمت المزيد”.
ولدى سؤال شاورز التي اعترفت بأن ما تجنيه لا يكفيها أحيانا حتى آخر الشهر، قالت: “أريد أن يجمع ترامب ما يكفي من المال لإنزال الهزيمة بالديموقراطيين وكل أكاذيبهم”.
وأكدت أنها مقتنعة بأن المشكلات القانونية التي يواجهها ترامب “مختلقة تماما”.
مقياس للناخبين..
في الانتخابات الأميركية، يتباهى الفريق الذي يجمع مبلغا أكبر من المال بتحقيق إنجاز، وتعد التبرعات مهمة جدا في حملة هذه السنة التي يتوقع أن تكون الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
لذلك، كثف دونالد ترامب وجو بايدن جهودهما على مدى أشهر وتعاقبا على نشر بيانات تثني على نجاحهما في جمع المال.
ويقول جيف ميليو، الأستاذ في جامعة ميزوري والخبير في تمويل الانتخابات “إن السباق على جمع التبرعات هو مقياس جيد لقياس مدى حماس المؤيدين الأكثر ولاء للمرشح”.
وأوضح ميليو في حديث “لفرانس برس”: “لهذا السبب بالضبط نشهد زيادة في جمع التبرعات من مؤيدي ترامب ردا على حكم المحاكمة. إنهم غاضبون ويعبرون عن ذلك من خلال سخاء التبرعات”.
وتُستخدم هذه المبالغ الكبيرة لتغطية كلفة تنقل المرشحين وأجور فرقهم، أو لإجراء استطلاعات الرأي ودفع تكاليف الإعلانات التلفزيونية بشكل خاص.
لكنها لن تكون كافية، بحسب جيف ميليو، لإحداث تغيير جذري في المواجهة بين الرجلين والتي يمكن أن تحسمها بضعة عشرات الآلاف من الأصوات.
ويقول الخبير الاقتصادي إن “النتائج ستكون متقاربة جدا ولن يغير ذلك أي مبلغ يتم إنفاقه على الحملة من الآن وحتى نوفمبر”.