نظمت «دار الحوار»، في الذكرى العاشرة لرسام الكاريكاتور بيار صادق، ندوة فكرية حوارية لتكريمه «واستخلاص العبر من رؤيته التي ترجمت برسومات كثيرة».
بعد النشيد الوطني وعرض مقتطفات من رسومات بيار صادق الكاريكاتورية ومواقفه، تلا مؤسس «دار الحوار» بشارة خير الله كلمة الشاعر عقل العويط الذي تغيب بداعي السفر، قال فيها:«لقد أدرك بيار صادق، بموهبته الرؤيوية النفاذة، أن الكاريكاتور، الذي كان ملعبه الأثير، هو فن ماكر للغاية، بما يظهره من معنى قريب المتناول، هو الجانب البين والظاهر منه، وبما يستبطنه من رموز وإيحاءات وأبعاد ودلالات، وهو المستور الخفي فيه».
واستذكر الشاعر هنري زغيب مراحل عديدة من بدايات بيار صادق في مجلة الرسالة التي أصدرت عددها الأول في كانون الثاني سنة 1955، ثم كيف كانت الناس تبدأ بقراءة جريدة «النهار» من الصفحة الثامنة حيث يرسم صادق رسمته».
وشددت السيدة غادة صادق ابيلا في كلمتها على دور والدها في مراحل سياسية عدة «وكيف كان يتعامل مع التهديدات السياسية التي طالته شخصيا وطالت عائلته.
بدوره شدد خير الله على «أهمية بقاء مسيرة بيار صادق راسخة في وجدان الجيل الذي عرفه وتابع مواقفه عبر الكاريكاتور اليومي في الجريدة والتلفزيون»، أسفا لعدم وجود أمثاله اليوم في الجيل الشاب، داعيا إلى «ضرورة إيجاد وخلق ودعم نماذج جديدة من بيار صادق تنتمي إلى جيل الشباب».
من جهته، اعتبر رياشي ان «الكلام عن بيار صادق قليل بالمقارنة مع حجم السرعة التي كان يرسم فيها الكاريكاتور، لكن أهمية الكلام عن بيار صادق تأتي كونه بحجم الخلود الذي يتركه المفكر والشاعر والمبدع بعد انتقاله إلى الجهة الثانية «.وكشف أنه سوف يعمل مع زميله النائب مارك ضو الحاضر في الندوة، على «إعداد اقتراح قانون وتقديمه إلى مجلس النواب لرعاية أثار المبدعين أمثال بيار صادق وتخليدها».
وكانت مداخلات عدة، بحيث اعتبر الداعوق أن «شريط الصور لرسمات بيار صادق غنية بكل المواقف ولا تزال صالحة كونها تعبر عن الفترة الحالية أيضا».
وركزت مداخلة مراد على أن «كاريكاتور بيار صادق كان يأتي في الصفحة الأخيرة من الجريدة، لكنه كان بمثابة الافتتاحية فيها «.
وركزت مداخلة النائب مارك ضو على الجانب الشخصي كون بيار صادق كان صديق والده.
واستذكر أبو زيد المحطات المهمة مع بيار صادق خلال فترة عمله في «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وكيف كانت تولد الأفكار ثم تترجم إلى رسم كاريكاتوري.
أرملة بيار صادق السيدة حنان صادق اعتبرت ان زوجها كان «صادقا في بيته ومع عائلته وفي عمله وفي طريقة تعاطيه، وكلمة صادق كانت تليق به».
المداخلة الأخيرة كانت لابراهيم زود صاحب «غاليري دامو» التي لعبت دورا ثقافيا مهما في فترة الحرب.