عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جلسة جديدة لخلية الأزمة الوزارية في باريس بعد أعمال شغب لليلة الثالثة على التوالي في فرنسا إثر مقتل مراهق برصاص شرطي وُجّهت إليه تهمة القتل العمد.
واختصر ماكرون مشاركته في قمّة أوروبية في بروكسل وعاد إلى باريس ليرأس الاجتماع.
وهزّت أعمال شغب شملت تخريب مقار إدارات عامة وعمليات نهب ومناوشات متفرقة ليل الخميس الجمعة، مدناً كثيرة واقعة في منطقة باريس بعد توجيه تهمة القتل العمد وحبس الشرطي الذي أقدم على قتل مراهق يبلغ السابعة عشرة خلال عملية تدقيق مروري بعدما رفض التوقف الثلثاء في نانتير قرب العاصمة الفرنسية.
وقُتل المراهق نائل م. (17 عاماً) برصاصة في الصدر بعدما رفض التوقّف خلال عملية تدقيق مروري أجراها شرطيّان درّاجان في نانتير. في فرنسا، السنّ القانونية للقيادة هي 18 عاماً.
وفي حين أكّدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصوّر على وسائل التواصل الاجتماعي تحقّقت وكالة “فرانس برس” من صحته، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
وأثار مقتل المراهق أعمال شغب على مدى ليلتَين في فرنسا، لاسيّما في منطقة باريس، وتكرّر ذلك ليل الخميس الجمعة. وتخشى أجهزة الاستخبارات من “تعميم” أعمال العنف في الليالي المقبلة.
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن 667 شخصاً أوقفوا ليل الخميس الجمعة. وذكرت مصادر مقرّبة منه ليلاً أن جزءاً كبيراً من الموقوفين تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً.
وفي تغريدة، وصفت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن العنف بأنه “غير مقبول ولا يمكن تبريره” وأكّدت دعمها للشرطة ورجال الإطفاء الذين “يقومون بواجبهم بشجاعة”.
وأكدت بورن أن السلطة التنفيذية تدرس “كل الاحتمالات” لإعادة النظام في فرنسا من بينها فرض حال الطوارئ بعدما تواصلت أعمال الشغب لليلة الثالثة على التوالي في أرجاء البلاد.
وقال وزير النقل كليمان بون إن من المتوقّع أن يتأثّر بشدة انتظام عمل وسائل النقل العام في منطقة باريس اليوم الجمعة من دون أن يستبعد وقفها قبل المواعيد المحدّدة لنهاية العمل. وأضرم المحتجون النار في 12 حافلة داخل مرأب في أوبيرفيلييه بشمال باريس الليلة الماضية.
في سين-سان-دوني شمال شرق العاصمة، شهدت “كلّ البلدات تقريباً” أعمال شغب سريعة واستُهدفت مبان عدّة عامّة مثل بلدية كليشي-سو-بوا، وفق مصدر بالشرطة.
في باريس، تعرّضت بعض المتاجر في حيّ “لي آل” وشارع ريفولي الذي يؤدي إلى متحف اللوفر إلى “التخريب” و”النهب وحتى الحرق”، بحسب مسؤول رفيع المستوى في الشرطة الوطنية.
وقرّرت ثلاث مدن على الأقل قريبة من العاصمة باريس فرض حظر تجوّل، بعضها لأيام عدّة، في كلّ أو بعض الأحياء، وعلى الجميع أو على القاصرين فقط.