رحمة في لقاء الإعلاميين في دير الأحمر: نراهن على وطنيتكم وأخلاقكم

نظم المركز الكاثوليكي للإعلام لقاء للإعلاميين في دير الأحمر بعنوان: “يوبيل الإعلاميين: الرجاء الذي لا يخيبه”، في المركز الرسولي الأبرشي– دير الأحمر، برعاية راعي أبرشية بعلبك– دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، وحضور مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، نائبة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والرئيسة العامة للراهبات الباسيليات الشويريات الأم ندى طانيوس، إلى جانب عدد من الكهنة والرهبان والإعلاميين.

اللقاء شكل محطة للتأمل في رسالة الإعلام كأداة لنشر الحقيقة والرجاء، والتشديد على “أهمية القيم المهنية والإنسانية في مواجهة تحديات الأخبار الكاذبة والانقسامات”.

المطران رحمة

أكد المطران رحمة في كلمته أن “الرسالة الإعلامية الحقيقية تقوم على السلام والمحبة والألفة، لا على الكراهية والانقسام”، مشيرا إلى أن “البابا فرنسيس يركز دائما على الحوار بدل التصادم، وعلى نشر الحقيقة التي تحررنا وتوحدنا”.

وحيا الإعلاميين في البقاع الشمالي، مشددا على أن “غالبيتهم من الإخوة المسلمين، خصوصا من الطائفة الشيعية، لكننا لم نتعامل يوما على أساس طائفي أو مذهبي، بل كنا دائما جسدا واحدا وروحا واحدة في تغطية الأحداث”. وأضاف: “الإعلام النزيه هو الذي ينقل الحقيقة كما هي، من دون تحريف أو مبالغة، لأن التحريف يفقد الوسيلة الإعلامية صدقيتها، بينما الحقيقة ترفع من شأنها وتكسبها ثقة الناس”.

وختم رحمة: “نراهن على وطنيتكم وأخلاقكم واحترافيتكم، ونشكر لكم مساهمتكم في إيصال فكر البابا النير، الذي يخدم الحقيقة والسلام”.

الأم طانيوس

بدورها، توقفت الأم طانيوس عند كلمة المطران رحمة، معتبرة أن “الحق هو جوهر الرسالة الإعلامية”. وقالت: “في زمن كانت تعرف فيه الصحافة بأنها السلطة الرابعة، نشهد اليوم تحولا يجعلها أقرب إلى السلطة الأولى، لما لها من قدرة على التأثير وصناعة الرأي العام”.

وشددت على أن “هذا التحول يحمل الصحافيين مسؤولية كبرى، ليس فقط في نقل الأحداث، بل في تقديم صورة وطن جامع، وحقيقة غير مجتزأة، بعيدا عن التشويه والانحياز”.

المونسنيور أبو كسم

أما المونسنيور أبو كسم، فدعا إلى استعادة جوهر الرسالة الإعلامية، مستشهدا بكلمات البابا فرنسيس: “انزعوا سلاح الإعلام. الإعلام لا يجب أن يكون أداة تحريض أو عداوة، بل وسيلة لبناء الحقيقة والسلام”، وأضاف: “طلب البابا من الإعلاميين، خصوصا المسيحيين، أن يواجهوا خصومهم بالفرح لا بالهجوم، وأن يتحلوا باللطف في الرد على أي تحريض. الإعلامي مدعو ليكون جسرًا للتلاقي لا أداة للفتنة. استعملوا المنصات التي بأيديكم لبث الفرح والرجاء، بدل نشر الانقسام”.

وشدد على البعد الإيماني في ممارسة الإعلام قائلا: “قال البابا: قبل أن تبدأوا بكتابة خبر أو تقديم تقرير، استلهموا الروح القدس. الإعلامي المسيحي لا يكتب فقط بعقله، بل بقلب مستنير بروح الله”. وأشار إلى أن هذه الرسالة “لا تقتصر على الإعلاميين فقط، بل تشمل الكهنة والرهبان والراهبات الذين يحملون بدورهم رسالة إعلامية روحية، تماما كما كان بولس الرسول الإعلامي الأول في الكنيسة الأولى”.

وختم أبو كسم: “نحن كإعلاميين مسيحيين، ومعنا إخوتنا الإعلاميون المسلمون، مدعوون جميعا لاستخدام الإعلام لبناء الوطن والإنسان، ونشر الحقيقة والرجاء بدل الخوف، في زمن كثر فيه الضجيج وتراجعت فيه الثقة، ليعيد الإعلام مكانته كحامل لبوصلة الحقيقة وسط زحمة السبق والإعلانات”.

وتخلل اللقاء تكريم عدد من الإعلاميين من منطقة بعلبك– الهرمل، تقديرا لدورهم في خدمة الكلمة الحرة ونقل الحقيقة، حيث قدم المركز لهم هدايا تذكارية عبارة عن قطع فنية من نحت الأب جوزف كيروز، مصنوعة من حجارة سيدة بشوات، تحمل رسومات رمزية للعذراء مريم، وقلعة بعلبك، ودير مار مارون، في دلالة وجدانية على تلاقي الإيمان والتاريخ والجذور.