رسالة الى حزب الله.. أنور حرب

 

بالله عليكم، هل بمكن لأحد من العقلاء ان يفسر لنا أبعاد الغزوة التي نفذها جمهور حزب الله لأحياء مسالمة من بيروت الشرقية؟

هل من أحد يمكنه ان يبرر التعديات الجسدية واللفظية على الزملاء الإعلاميين من محطتي ال MTV وال LBCI بإحتقار فاضح لحرية الرأي؟

هل الهدف من كل ما يحصل هو إقهام الداخل والخارج ان الحزب المأزوم سياسياً وعسكرياً لم يتهزم، وانه ما زال يملك فائض القوة التي يستخدمها في وجه السلم الأهلي، وتحدياً لعهد الرئيس جوزاف عون، واعتراضاً على النهج السيادي للرئيس المكلف نواف سلام؟

في الليل الدامس.. فجأة وبدون سابق مقدمات.. شهدت مناطق عين الرمانة وساقية الجنزير وفرن الشباك والجميزة والبوشرية مسيرات الدراجات النارية بأعلام حزب الله وبهتافات طائفية استفزازية وبمظاهر تحد لمشاعر الناس، وكأن الأحياء المستهدفة هي إسرائيلية عدوة وليست لبنانية!!

في السياسة تعرقلون تأليف الحكومة.

في العلاقات مع الدول العربية، تبعدون لبنان عن محيطه الطبيعي.

في القضاء، تهددون المحقق العدلي وتمنعون معرفة الحقيقة في جريمة العصر تفجير مرفأ بيروت.

في الشأن الأمني والوطني، تعارضون موافقة الحكومة على تمديد وقف اطلاق النار.

في الشعارات – وما أشطركم!- تتمسكون بثلاثية “جيش، شعب، مقاومة”، فيما المطلوب دولة واحدة بجيش واحد.

في المطالب الوزارية، تخالفون “الطائف” وتتشبثون بحقيبة المالية خوفاً من انكشاف فضائحكم في فساد أنهكتم به الدولة وموازنتها.

العهد الجديد، وهو عهد أمل، تضعون العصي في دواليبه بعكس أكثرية اللبنانيين الذين بايعوه، إذ وجدوا في الرئيس جوزاف عون خلاصاً وفجراً واعداً ومشرقاً.

إلى متى سيبقى هذا الفصيل خارج النسيج الوطني؟!

الى متى ستبقى الطائفة الشيعية الكريمة رهينة سياسة الحزب المؤتمِر  بالأجندة الإيرانية، علماً ان الشيعة هم مكون أساسي من هذا الوطن وتاريخهم في جبل عامل مشّرف ولا يحتاج الى شهادة أحد؟!

الى متى سترفضون قيامة الدولة إنهاء لدويلتكم؟!

تعالوا نتصارح ونسأل الحزب وليس الطائفة بجرأة:

هل لبنان هو دولتك وهل تؤمن بحدوده ودستوره؟

أليس ما فعلتموه في غزوتكم منافياً للأخلاق ونكراناً لجميل من أواكم دون منّة وكان لكم الملاذ في ساعات التهجير والنزوح والوجع؟!

أيها الحزب، ما زلنا نردد ونقول لك عُد الى لبنان فهو بلدك.. ساهم في بناء دولة المؤسسات التي تحميك.. آمن بلبنان وطناً نهائياً، فهو يتسع لنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين ودروزاً وعلويين.. إحترم العيش المشترك، فلا بديل عنه.. وأخيراً لا آخراً، إستفق من غيبوبة تداعيات الحرب، فلا أحد يشمت بك ولا أحد يعيّرك بالهزيمة ولا أحد إلا ويريدك شريكاً في الوطن الذي يناديك لبنان.