فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد العماد جوزيف عون المحترم
فخامة الرئيس،
باسم الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، وباسم كل الإكليروس فيها وبناتها وأبنائها، أتقدَّم إليكم يا فخامة الرئيس وإلى الشعب اللبناني الأبيّ، بكل أطيافه، بأصدق التهاني على انتخابكم رئيسًا للجمهورية اللبنانية.
بهذا الحدث التاريخي، الذي يأتي بعد 26 شهرًا من الانتظار والقلق على المصير والمعاناة الكبيرة التي عاشها لبنان وشعبه خصوصًا خلال الحرب الأخيرة، يبشِّرنا ببزوغ فجر جديد للبنان، يختلف عن الماضي، ويعد بمستقبل زاهر للبنانيين. ويأتي خطاب القسم ليؤكد للجميع أن مرحلة الإصلاح قد بدأت، يقودها رجل يؤمن إيمانًا ثابتًا بالله وبالإنسان، ويؤمن بالتالي بلبنان الوطن والدولة القادرة، لبنان المؤسسات والعدالة، لبنان الجيش والشعب. فأنتم يا فخامة الرئيس تجسِّدون آمال اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، وكلنا ثقة بأن لبنان في عهدكم سيتعافى، والثقة المفقودة ستعود، وسيلعب لبنان من جديد دوره الرائد في المنطقة والعالم. فقيادتكم لا تمثِّل وعدًا بالإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي فحسب، بل تمثِّل أيضًا الشوق العميق لكل مواطن لبناني لرؤية وطنه آمنًا ومزدهرًا، وسيّدًا حرًّا مستقلًّا.
وبينما تشرعون في تحمُّل هذه المسؤولية المقدسة، نرافقكم بالصلوات، في السنة اليوبيلية التي أعلنها البابا فرنسيس سنة الرجاء، وخاصة في مرحلة إعادة البناء وتضميد جراح الوطن الغالي، مستشهدين بكلام الكتاب المقدس ووعد الله بالسلام لأبنائه والذي تحقق بالمسيح يسوع: “أَنِّي عَرَفْتُ مَا رَسَمْتُهُ لَكُمْ. إِنَّهَا خُطَطُ سَلامٍ لَا شَرٍّ لأَمْنَحَكُمْ مُسْتَقْبَلاً وَرَجَاءً” (إرميا 29:11). فهذا الوعد بالأمل ليس للأفراد فحسب، بل وللأمم أيضًا، لأنكم تجسِّدون رجاءً جديدًا للبنان في سنة يوبيل الرجاء.
ونعود اليوم إلى زيارتكم التاريخية إلى أستراليا كقائد للجيش اللبناني، والتي كان لها وقعها المميَّز وأفرحت قلوب أبناء وبنات جاليتنا اللبنانية، ونتطلَّع بشوق كبير إلى إمكانية زيارتنا من جديد كرئيس للجمهورية اللبنانية، لتعزيز العلاقات التاريخية بين لبنان وأستراليا، ولتوثيق روابط الجالية مع الوطن الأم. فاللبنانيون في أستراليا ونيوزيلندا مستعدون للمشاركة بإعادة الإعمار والانضمام إلى ورشة الإصلاح ولعب دورهم الوطني على أكمل وجه.
وإننا إذ نهنّئكم من جديد ونهنِّئ شعب لبنان بانتخابكم، نسأل الله بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان، أن يحميكم ويمنحكم الحكمة والنعمة لقيادة سفينة لبنان إلى برّ الأمان والاستقرار والحياد الإيجابي.
وتفضَّلوا يا فخامة الرئيس بقبول فائق الاحترام والتقدير وأحر التهاني،
أنطوان- شربل طربيه
راعي أبرشية أستراليا، نيوزيلاندا وأوقيانيا المارونية